كشف رئيس حزب
مصر القوية
عبد المنعم أبو الفتوح؛ استعداده للوساطة بين السلطة الحالية وقيادات تحالف
دعم الشرعية المؤيد للرئيس محمد مرسي، لعقد حوار بين الطرفين والتوصل إلى مصالحة وطنية تنهى الأزمة الراهنة.
وقال أبو الفتوح، فى حوار مع وكالة الأناضول، إنه عرض تسهيل الحوار بين الطرفين فى السابق، لكنهما اتسما بالعناد، ومع ذلك فهو مستعد لتجديد عرضه للتواصل بين أية أطراف وطنية من أجل مصلحة البلاد، مطالبا الطرفين بأن يبديا رغبتهما فى هذا.
وشارك المرشح السابق لرئاسة الجمهورية - الذي يعد أبرز وجوه "الميدان الثالث" الرافض لحكم الإخوان المسلمين والجيش - وحزبه مصر القوية، في تظاهرات 30 حزيران/ يونيو ضد الرئيس مرسي، كما شارك في اجتماع مع الرئيس المؤقت عدلي منصور عقب الانقلاب بثلاثة أيام.
لكن الرجل يقول الآن إن ما حدث فى 3 تموز/ يوليو هو انقلاب عسكري واستهداف لثورة يناير، ولم يعد يستبعد حدوث موجة ثورية ثالثة بسبب تراكم الغضب المجتمعي ضد السلطة الحالية. ويشدد على أن السلطة الحالية إلى زوال لأنها غير شرعية، ولا تملك مقومات الاستمرار، وأن أقصر طريق لإنقاذ هذا الوطن هو جلوس الطرفين مباشرة للتفاوض حول حل هذه الأزمة.
في انتظار الضوء الأخضر
وقال الدكتور محمد عثمان، عضو المكتب السياسى لحزب مصر القوية، إن طرح رئيس الحزب للتوسط بين التحالف الوطني والحكومة مرتبط بموافقة الطرفين على هذه الوساطة.
وأضاف عثمان أن أبو الفتوح لم يتلق أي رد فعل رسمي أو ضوء أخضر من الطرفين حول تلك الوساطة، مؤكدا أن أهم شيء هو القبول بغض النظر عن من يقود الوساطة.
وأوضح أن أبو الفتوح يطرح فكرة لأي شخص يرى نفسه قادرا على إجراء المصالحة للخروج من الأزمة الحالية، مشيرا إلى أن السياق الذى جاء فيه حديث أبو الفتوح كان يتحدث فيه عن ضرورة حل الأزمة عبر الحوار، لأن المزيد من القمع لن يؤدى إلى الاستقرار.
نقطة اللاعودة
وفي حين لم يصدر أي تعليق من السلطة الحاكمة في مصر على مباردة أبو الفتوح، كتب الصحفي المقرب من الحكومة عماد الدين حسين مقالا الجمعة في صحيفة "الشروق" أكد فيه أن الصراع بين طرفي الأزمة في مصر وصل إلى نقطة اللاعودة.
وقال إن لديه معلومات شبه مؤكدة أن المواجهة الحكومية مع الجماعة صارت محسومة ولا رجعة فيها، وأن الحكومة تعتبر أن انصاف الحلول لا تجدى مع الإخوان.
بينما أكد وليد المصري، أحد مؤسسي حركة تمرد، أن الحملة تقبل المصالحة مع الإخوان بشروط وهى إجراء مراجعات فكرية للجماعة بالإضافة إلي اعتراف الإخوان بأنهم أخطأوا في حق الشعب وتقديم اعتذر للمصريين، حسب قوله.
وأكدت نهى إسماعيل المتحدثة الإعلامية للحملة لصحيفة "الموجز" أن على الإخوان أن تفصل العمل الدعوي عن العمل السياسي، موضحة أن الحملة تقبل أبو الفتوح كوسيط سياسي في حالة واحدة فقط أن يعلن الإخوان توبتهم وتوقفهم عن إهدار لدم المصريين، وفق تعبيرها.
عودة مرسى ثم الوساطة
في المقابل قال محمد أبو سمرة، القيادي بتحالف دعم الشرعية والأمين العام للحزب الإسلامي، إنهم يرحبون بأي وساطة بشرط احترام الشرعية وعودة الرئيس مرسي لمنصبه ومن ثم يأتي بعدها التفاوض، مشيرا إلى أن إعلان أبو الفتوح استعداده للوساطة بين الحكومة والإخوان يرجح أنه أخذ الضوء الأخضر من الطرفين لبدء الوساطة.
وتابع أبوسمرة: ليس معقولا أن نرضخ بعد ما حققناه من مكاسب على الأرض وبعد الشهداء الذين سقطوا خلال التظاهرات الماضية، متوقعا أن تحل الأزمة قبل يوم 25 يناير من العام المقبل.
وأعلن القيادي بالتحالف عبد الحميد بركات؛ عن عدم قبول التحالف لما عرضه أبو الفتوح حول توسطه بين التحالف والانقلاب العسكري لإنهاء الأزمة الحالية إلا في حالة عودة الشرعية بالكامل، مطالبا أبو الفتوح بالاعتراف بأن ما حدث في الثالث من يوليو هو انقلاب كامل الأركان.
من جانبها انتقدت الجماعة الإسلامية المبادرة، وقال الشيخ أسامة حافظ نائب رئيس مجلس شورى الجماعة، لصحيفة "اليوم السابع"، إنه يجب أن يكون الوسيط محايدا، ولا يصلح أبو الفتوح للقيام بدور الوسيط خاصة أنه ساند مظاهرات 30 حزيران/ يونيو التي مهدت للإنقلاب على الرئيس المنتخب".
وقال المهندس طارق الملط، عضو المكتب السياسى والقيادي بحزب الوسط، إن أبو الفتوح كان أحد أسباب الأزمة التى تمر بها مصر الآن، فقد حرك الجماهير ودعاهم إلى التظاهر ضد مرسى في 30 يونيو، إنه ليس واقفا على الحياد بين الطرفين كى يقوم بتلك الوساطة.
واستطرد الملط لأبو الفتوح مواقف متغيرة كل كل فترة، وهو من الشخصيات غير مستقرة ولا يمكن الوثوق فيه.