أقرت الأجهزة الأمنية "
الإسرائيلية" أنه من الصعب إحباط
عمليات المقاومة التي استهدفت مؤخراً أهدافاً داخل إسرائيل وفي أرجاء الضفة الغربية بسبب طابع "المبادرة الفردية" الذي اتسمت به.
ونقل رون بن يشاي، المعلق العسكري لموقع "واي نت" عن محافل عسكرية إسرائيلية قولها إنه الصعوبة مواجهة العمليات الفردية بسبب تعذر الحصول على إنذارات استخبارية مسبقة بشأنها، على اعتبار أن عملية الإعداد والتنفيذ يقوم بها شخص واحد، يصعب رصده.
وفي تقرير نشره صباح الثلاثاء في الموقع، أشار بن يشاي إلى معضلة أخرى تتمكن في استحالة مراكمة الردع إزاء منفذي العمليات الفردية.
وأوضح بن يشاي أنه لو كانت تنظيمات أو حركات تقف وراء هذه العمليات لكان بالإمكان جمع معلومات حول تحركاتها، علاوة على أن مراكمة الردع في مواجهة التنظيمات والحركات يكون أسهل، حيث إن إسرائيل بإمكانها استهداف البنى التنظيمية والمؤسساتية والبشرية التابعة لهذه الحركات والتنظيمات.
يذكر أنه حسب تقرير صادر عن جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" فقد شهد النصف الثاني من عام 2013 ارتفاعاً ملحوظاً في عمليات المقاومة التي طالت أهدافاً إسرائيلية.
من ناحيته قال الجنرال يسرائيل حسون، الذي شغل منصب نائب رئيس جهاز "الشاباك"، حتى عام 2000، أن العمليات الفردية مثلت دوماً "وجع رأس" لجهازه، بسبب " التجهيزات البسيطة" التي يحتاجها منفذ العملية لإنجاز مهمته.
وفي مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى الليلة الماضية، قال حسون: "ببساطة بإمكان منفذ العملية أن يصل إلى أي مدينة داخل إسرائيل ويشتري سكيناً من أي محل تجاري، ثم يتجه إلى محطة لنقل الركاب ويقوم بالطعن".
وأعرب حسون عن يأسه من إمكانية حسم الحرب في مواجهة المقاومة الفلسطينية، قائلاً: "من يعتقد أنه بالإمكان إنهاء هذا الواقع، فهو يبيع الوهم، بالإمكان تقليص العمليات، أو وقفها لفترة محددة، لكنها سرعان ما ستنفجر من جديد".
وفي ذات السياق، قال الجنرال جاد شماني، القائد السابق للمنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي إنه على الرغم من التعاون الأمني الذي تبديه أجهزة السلطة الفلسطينية في الأمنية في جهود إحباط العمليات، إلا إنه لا يتوقع منها أن "تكون أكثر كفاءة من قواتنا".
وفي مقابلة أجرتها معه قناة إذاعة الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الثلاثاء، حذر شماني من إمكانية انتفاض الجمهور الفلسطيني ضد السلطة الفلسطينية في حال واصلت التعاون الأمني مع إسرائيل في الوقت الذي يتواصل فيه الاستيطان وترفض فيه حكومة نتنياهو إبداء أي مرونة في المفاوضات.
وأشار شماني إلى أن قطاعات كبيرة من المجتمع الفلسطيني ترى في السلطة "عميلة لإسرائيل، في الوقت الذي لا يرون فيه بصيص أمل بشأن المستقبل".