وصف ائتلاف "متحدون"، الذي يرأسه رئيس مجلس النواب
العراقي، أسامه النجيفي، الوضع بمحافظة
الأنبار، بـ "الخطير"، وبأنه يهدد بـ "تمزيق وحدة الوطن".
وقال الائتلاف في بيان عقب اجتماع عقدته قيادته لمناقشة الوضع السياسي والأمني بمحافظة الأنبار، السبت، إنه "يدعو الحكومة، إلى اتخاذ إجراءات شجاعة في تلبية مطالب المعتصمين الذين يسطرون اليوم أروع الملاحم في الدفاع عن مدينتهم ووطنهم ضد
القاعدة وفلول داعش".
وأضاف، بحسب "يو بي آي"، أنه "لا بد من الحل السياسي، فالحل العسكري لا يحسم الأمر مع المواطنين، والشعب في الأنبار يستحق أن يكافأ على مواقفه من (تنظيم) القاعدة وفلولها".
ونقل البيان عن النجيفي، قوله "إن أي انتقاد موجه إلى إجراء حكومي أو إدانة طريقة تصرف أو أسلوب عمل، لا يعني بأي شكل من الأشكال أننا نوافق أو نتعاطف مع كل من يريد بالعراق سوءًا أو يحاول ضرب الوحدة الوطنية".
ورأى النجيفي أن "استباحة وتغلغل فلول القاعدة إلى بعض مناطق الأنبار خطأ كبير تتحمله الحكومة بسبب اجراءاتها القاصرة عن استيعاب الوضع، وكسب المواطنين في هذه المحافظة العزيزة لأنهم قادرون ويمتلكون التصميم والعزيمة على دحر الإرهاب".
وطالب الائتلاف في بيانه، بـ"البحث عن الحل الغائب؛ وهو لن يكون إلا عبر التفاعل والحوار مع أبناء الأنبار والأطراف السياسية المعنية بتغليب مصلحة الوطن وفتح أبواب الحوار واللجوء إلى الحلول السلمية، بعيدا عن القوة المسلحة وخطابات التهديد والتخوين والاستحواذ".
وكان ائتلاف "متحدون" أعلن الاثنين الماضي عن استقالة نوابه من البرلمان احتجاجا على تطورات الأوضاع في محافظة الأنبار، فيما أعلن النجيفي انسحابه من وثيقة السلم الاجتماعي (وثيقة الشرف) للسبب نفسه.
وتشهد محافظة الأنبار ذات الغالبية السنية منذ خمسة أيام معارك واشتباكات عنيفة بين المسلحين الذين سيطروا على عدد من مدن المحافظة وبين قوات الجيش العراقي.
وكانت الحكومة العراقية قررت الأربعاء الماضي إعادة نشر قوات الجيش في مدن الأنبار بعد يوم واحد من سحبها.
الفلوجة خارج سيطرة الدولة
وفي سياق متصل، أعلن مصدر أمني عراقي رفيع المستوى في محافظة الأنبار السبت أن مدينة الفلوجة أصبحت خارج سيطرة الدولة وفي أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" التابع لتنظيم القاعدة.
وأوضح المصدر -رافضا الكشف عن اسمه- أن "مدينة الفلوجة خارج سيطرة الدولة وتحت سيطرة تنظيم "داعش"، مضيفا أن "المناطق المحيطة بالفلوجة في أيدي الشرطة المحلية". وتابع: "لقد عينوا واليا عليها".
من جهته، أكد مراسل فرانس برس في المدينة اليوم أن "القوات التي تسيطر على مدينة الفلوجة بشكل كامل هي من تنظيم القاعدة"، مشيرا إلى أن "قوات الأمن العراقية وقوات الصحوة لا تتواجد في الفلوجة اليوم".
وذكر أن "اشتباكات متقطعة تدور عند أطرافها" بعد يوم دام شهدت خلالها الفلوجة اشتباكات بين عناصر تنظيم "داعش" وقوات من الشرطة ومسلحي العشائر المناهضة لهذا التنظيم، تخللها قصف بعض المناطق من قبل قوات الجيش المتواجدة خارج المدينة.
وأشار إلى أن "الكهرباء مقطوعة تماما، ومولدات الكهرباء لا تعمل بسبب النقص في الوقود". وكان شاهد عيان أفاد الجمعة بأنه بعد انتهاء خطبة الجمعة في وسط الفلوجة "حاصر المئات من المسلحين الملثمين ساحة الصلاة وقاموا بإطفاء الكاميرات، وصعد عدد منهم حاملين رايات القاعدة على منبر الخطيب".
وتابع: "تحدث أحدهم قائلا: نعلن الفلوجة ولاية إسلامية وندعوكم للوقوف إلى جانبنا، ونحن هنا للدفاع عنكم ضد جيش المالكي الإيراني الصفوي، وندعو كل الموظفين للعودة إلى أعمالهم حتى الشرطة، شرط أن يكونوا تحت حكم دولتنا".
وفي الرمادي، قال ضابط برتبة نقيب في شرطة المدينة، إن "الأوضاع هادئة ولا توجد أي اشتباكات صباح اليوم". وأضاف: "قوات الشرطة والعشائر تنتشر في أغلب مناطق المدينة وتسيطر عليها، ولكن مسلحين من تنظيم القاعدة ما زالوا يتواجدون في أحياء الملعب والعادل والبكر"، وجميعها تقع في وسط الرمادي.
وقتل الجمعة 103 أشخاص هم 32 مدنيا، إضافة إلى 71 مقاتلا من تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" في اشتباكات الرمادي والفلوجة وعمليات القصف، بحسب مصادر في وزارة الداخلية العراقية.