عادت رموز
الحزب الوطني المنحل للظهور الجماهيري من جديد، بعد الانقلاب الذي أخلى لهم الساحة السياسية بالإطاحة بالرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، منافسهم الأقوى والأكثر تنظيما.
واستطاع "الفلول" - كما يطلق عليهم في
مصر – مؤخرا تحقيق مكاسب كبيرة منها إلغاء مادة العزل السياسي من الدستور الجديد، واتجاه الدولة لإجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة بالنظام الفردي الذي يحقق لهم ميزة نسبية حيث يمتلكون الأموال اللازمة للإنفاق وشراء الأصوات في دوائرهم التي ظلت لعقود معاقل لهم.
ظهور مكثف
وفي الأيام الأخيرة بدأت قيادات الحزب الوطني في الظهور الجماهيري، وكان أبرز العائدين الدكتور احمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب الاسبق، والدكتور حسام بدراوى آخر من تقلد منصب رئيس الحزب، والدكتور محمد كمال أستاذ العلوم السياسية وأحد أبرز رجال جمال
مبارك.
وشارك فتحي سرور الثلاثاء الماضي في مؤتمر لدعم الدستور تحت عنوان: "مكتسبات الشعب بعد ثورة 30 يونيو"، وتحدث فيه تمتع الدستور الجديد بمشروعية سياسية مستمدة من إرادة الشعب في التغيير التي تجلت في "ثورة 30 يونيو".
ودعا سرور - أبرز المتهمين الذي برأهم القضاء في قضية "موقعة الجمل" - المصريين إلى الموافقة على الدستور الجديد مقدما نفسه باعتباره أحد الداعمين لـ "ثورة 30 يونيو".
وقال محمد كمال، خلال لقاء تلفزيوني على قناة دريم 2، "إن الحزب الوطني انتهي ولن يعود، معتبرا أن مجموعة كبيرة من قيادته لا علاقة لهم بالفساد ويريدون العودة للعمل السياسي وسيتواجدون في البرلمان المقبل.
وظهر حسام بدراوي مؤخرا في عدد من وسائل الإعلام، ليؤكد أن مبارك كان على استعداد لتنفيذ مطالب الشباب لكنه كان مترددا، وقال إن مصر كانت على أعتاب أشياء جيدة في عهد مبارك رغم وجود بعض الأخطاء، حسب قوله.
ولم يقتصر ظهور أعضاء الوطني المنحل على الساحة السياسية بعد رحيل الإخوان على الرموز الكبيرة فقط، بل امتد لقيادات الصف الثاني والنواب السابقين من أعضاء الوطني المنحل في معظم محافظات مصر، حيث تزايدت تحركاتهم السياسية والشعبية لملء الفراغ الذي تركه الإخوان بعد خروج الجماعة من السلطة.
وبعد غياب لسنوات عاد الدكتور هاني سرور، رجل الأعمال والنائب بمجلس الشعب عن الحزب الوطني الذي حكم عليه بالسجن 3 سنوات عام 2007 في قضية أكياس الدم الملوثة بشكل مفاجئ، حيث دشن حملة دعائية كبيرة في شوارع القاهرة لدعوة المواطنين للتصويت بـ"نعم" على الدستور.
ويقول مراقبون إن هذه التحركات هدفها التجهيز المبكر للانتخابات المقبلة، بجانب مساندة السلطة الحاكمة وتقديم نفسه باعتباره رجلها في هذه الدائرة.
قناة "فلول"
ويبدو أن الظهور الفج لرموز نظام مبارك شجع الراقصة سما المصري – التي أصدرت عددا من الأغنيات تهاجم فيها التيار الإسلامي ورموزه في عهد مرسي - على إعلانها الخميس عن إطلاق قناة فضائية جديدة تحمل اسم "فلول".
وقالت المصري فى تصريح لصحيفة "اليوم السابع"، إنها أطلقت القناة للرد على قناة "رابعة" التابعة لجماعة الإخوان، مؤكدة أنها سقدم برنامج جديد تستضيف خلاله عدداً من الفلول.
وكان تدشين جبهة "مصر بلدي" منتصف كانون الأول/ ديسمبر الماضي بمثابة الإعلان عن أكبر كيان "فلولي" بمشاركة 2500 شخصية أغلبهم قيادات بالحزب المنحل، من أمناء بالمحافظات ووزراء سابقين في عهد مبارك، وقال مؤسسو الجبهة إنها سشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
ومن بين أعضاء الجبهة الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق، وأحمد أبو الغيط وزير الخارجية الأسبق، والدكتور على جمعة مفتي الجمهورية الأسبق، ومصطفى الفقي مستشار مبارك، وعبد السلام المحجوب محافظ الإسكندرية الأسبق.
وتواكب تدشين جبهة "مصر بلدي" مع توصية هيئة المفوضين بمحكمة القضاء الإداري بإصدار حكم بعدم قبول دعوى عزل رموز الحزب الوطني من المشاركة السياسية لمدة عشر سنوات.
كما قضت محكمة جنايات القاهرة ببراءة أحمد شفيق وعلاء وجمال مبارك، نجلي الرئيس المخلوع، من التهم المنسوبة إليهم في القضية المعروفة إعلاميا بـ"أرض الطيارين"، ورفع اسمه من قوائم الترقب والوصول بالمطارات.
استفزاز للشعب
وأزعج تصدر رجال مبارك للمشهد كثيرين، خاصة من شاركوا في ثورة
25 يناير من الحركات الثورية والإسلاميين وأبدوا مخاوفهم من عودة الفساد السياسي للبلاد مرة أخرى.
من جانبه شن محمد الغيطي - أحد أكثر الإعلاميين تأييدا للانقلاب - هجوما حادا على رئيس مجلس الشعب الأسبق، بسبب ظهوره المفاجئ في إحدى الندوات.
وقال الغيطي خلال برنامجه "صح النوم" على قناة "التحرير" مساء الخميس "إن ظهور رموز مبارك يستفز الشعب، فالمصريون تجرعوا منه "بلاوي سودا"، وكان السبب في الفساد والظلم في مصر قبل ثورة يناير.
كما طالب الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، بعزل رموز نظام مبارك ومنعهم من الظهور مرة أخرى على الفضائيات، مؤكدا أنهم يهيئون المواطنين لقبول عودة الحزب الوطني للحكم مرة أخرى.