أدى ازدياد حدة الاشتباكات بين قبيلتي "التبو"، ذات الأصول الأفريقية، و"أولاد سليمان"، ذات الأصول العربية، في مدينة
سبها، جنوبي
ليبيا، إلى ارتفاع عدد الضحايا إلى 19 قتيلا، فيما أصيب ستة آخرون، وفق مصادر طبية وحكومية.
كانت الاشتباكات بدأت في وقت متأخر الجمعة، على خلفية احتقان قبلي بين القبيلتين، إثر مقتل معاون آمر المنطقة العسكرية في سبها منصور الأسود قبل يومين، والمنتمي إلى قبيلة "أولاد سليمان"، واتهام الأخيرة لقبيلة "التبو" بالتورط في قتله؛ ما أدى إلى اندلاع اشتباكات استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
ولم تحدد المصادر الطبية هوية القتلى والجرحى وإلى أي القبيلتين ينتمون. وكانت مصادر طبية متطابقة أفادت في وقت سابق من اليوم بسقوط 13 قتيلا فقط.
وأدى تزايد الاشتباكات إلى إيقاف كافة الرحلات الداخلية والخارجية لمطار سبها الدولي.
من جانبه، رفض "بركة كوادكوا"، أحد زعماء قبيلة "التبو"، اتهام قبيلته بالتورط في حادثة مقتل "الأسود"، مطالباً كافة القبائل بالتحلي بالصبر وعدم الإنجرار وراء الفتن القبلية.
وحمل "كوادكوا"، الحكومة المركزية المسؤولية عما يحدث في الجنوب الليبي بسبب "عدم دعم قوات الجيش في بسط سيطرتها على المنطقة".
فيما قال رئيس المجلس المحلي لمدينة سبها، أيوب الزروق، إن الاشتباكات التي بدأت بشكل متقطع الليلة الماضية استخدمت بها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة؛ ما أدي إلى مقتل مدنيين ليس لهم علاقة بالصراع.
وأضاف "الزروق"، أن ثمة جهود متواصلة من جانب حكماء في المدينة للتهدئة بين الأطراف وحل النزاع القائم.
وأضطرت سلطات الطيران المدني إلى إغلاق مطار سبها الدولي نـتيجة قربه من مكان الإشتباكـات الـعنيفة التي تدور رحاهـا في المدينة والتي تستخدم فيها كـافة أنـواع الأسلحة .
وكان آمر المنطقة العسكرية لمدينة سبها قد نجا من محاولة اغتيال في بلدة "تراغن"، القريبة من مدينة سبها، لكن الهحوم ذاته قتل فيه، منصور الأسود، أحد معاونيه، والذي ينتمي إلى قبيلة "أولاد سلميان".
ويربط بين القبيلتين عداء قديم عادة ما يتجدد من وقت إلى آخر، ويودي بحياة البعض، قبل أن تتدخل وساطات قبلية لوقف المواجهات.