قال الكاتب
الإسرائيلي جدعون ليفي إن "إسرائيل" تتحمل مسؤولية أخلاقية عما يجري في مخيم
اليرموك؛ لكونها المسؤولة تاريخيا عن مصير سكان المخيم، "فإنشاء إسرائيل أفضى إلى اللجوء والجلاء هذين".
ورأى ليفي في مقال له في صحيفة هآرتس العبرية الخميس أنه كان يجب على "اسرائيل" أن تظهر شيئا من الانسانية في مواجهة فظاعة اليرموك؛ بأن تحاول تنظيم عملية لإنقاذ الـ 20 ألفا من السكان.
وبين أن على "إسرائيل" إعلان فتح أبوابها للاجئين الفلسطينيين في "اليرموك"، ليلتئم شملهم مع عائلاتهم، مُذكِّرا أنهم أبناء البلاد (أي فلسطين).
وعاب ليفي على "إسرائيل" أنْ لم يخطر ببالها أن تستوعب حتى الجرحى القليلين الذين نجحوا في الوصول إليها، ولم تحرك ساكنا! فيما تنقذ تركيا والأردن ملايين اللاجئين.
واستطرد بأن "إسرائيل" كانت تستطيع على الاقل أن تنظم حملة مساعدة أو حملة تبرع، كما تعرف أن تفعل في كوارث طبيعية بعيدة ليست عليها أية مسؤولية فيها، "لكن في اليرموك يموت لاجئون فلسطينيون وما علاقتنا بهم!".
واعتبر ليفي أن ما يحصل في "اليرموك" هو "
غيتو الحرب العالمية الثانية"، متسائلا: "يمكن أن نقارن ذلك بوضع مشابه؛ وهو أن تحدث فظاعة على بعد عدة كيلومترات عن حدود الدولة، ويموت لنا جوعا ويحتضرون مع عدم وجود ادوية ومعدات، ويتجولون مثل هياكل عظمية، وتطلق النار عليهم مثل حيوانات ضالة.، فهل كانت اسرائيل ستبقى غير مبالية؟ أو لم تكن تستخدم عملية لانقاذهم؟!".
وعزا ليفي إصراره على الكتابة مع علمه أن مقاله هذا سيقع على "آذان صماء" أكثر حتى من مقالاته الأخرى، إلى صور مخيم اليرموك التي لا تفارقه.
"بقي عشرون ألف إنسان فقط في المخيم الذي كان عدد سكانه قبل
الحرب الأهلية 150 ألفا؛ فقد بقي الضعفاء والعاجزون فقط ليعيشوا في الأنقاض والحصار، أما الباقون فوجهوا إلى لجوئهم الثاني" –كما يقول في مقاله-.