اعتبر المتحدث باسم الائتلاف السوري المعارض، لؤي صافي، أن " التقدم الوحيد الذي حصل في مؤتمر
جنيف2؛ هو إلزام النظام بالتفاوض ضمن إطار جنيف1، بعد أن حاول بكل ما يستطع الخروج عن مقرراتها، بطرح أوراق ومزايدات وطنية وأخلاقية للخروج منها ".
وأضاف صافي - في مؤتمر صحفي بنهاية الجولة الأولى لمفاوضات جنيف2 - أن وفد النظام "اضطر للعودة إلى المرجع الأساسي في جنيف1، وهناك تفاصيل تتعلق بالجولة الثانية والنقلة النوعية للحكم - وقد لا يستجيب النظام لذلك -، ونقل السلطة، وانهاء معاناة الشعب السوري".
وأوضح صافي أنه "بعد نهاية الجولة الأولى التي انتهت اليوم، ناقش الوفدان مع المبعوث الأممي العربي المشترك الأخضر الإبراهيمي، موضوعين متعلقين بالملف السياسي والعملية الانتقالية في سوريا، الأول هو تشكيل هيئة حاكمة انتقالية، وبالنسبة للمعارضة هي الآلية والأداة التنفيذية لتطبيق أي نقطة من بيان جنيف1، حيث لا يمكن التقدم نقطة واحدة قبل تشكيلها، لتأخذ على عاتقها الصلاحيات السياسية والعسكرية والأمنية؛ لتحقيق تطلعت السوريين بانتقال السلطة، بينما النظام لا يريد التحرك لإنهاء الأزمة".
أما الموضوع الثاني، أشار صافي، أنه " تم الحديث عن العنف غير المسبوق، والذي بدأ بعنف النظام ضد المظاهرات الشعبية؛ حيث بدأت سلمية ولم تتحول إلى صراع سياسي إلا مع استخدام النظام للجيش الذي انقسم"، مشيراً إلى أنَّ "هناك شرفاء انشقوا رافضين قتل أبناءهم؛ ليظهر التطرف بعد ذلك، أعقبها ظهور الميليشيات الطائفية حيث دخلت البلاد لحماية المزارات".
وبين أن "المعارضة حاربت الإرهاب المتمثل بقتال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)؛ في وقت لم يقاتل فيه النظام هذا التنظيم، ولم يقصف مواقعها ومراكزها، وهو دليل تعاونها مع النظام، كما أن هناك أهم تنظيم إرهابي دخل البلاد وهي كتائب أبو الفضل العباس، التي تأتي لقتال السنة بحجة حماية المزارات التي حماها الشعب من قبل".
من جانب آخر، لفت صافي إلى أنه "خصص يومين للحديث عن الملف الإنساني، حيث إنّ الائتلاف يتفق مع فك الحصار عن كل مناطق النظام والمعارضة"، متهماً النظام بأنه "لم يقبل بذلك، بل يريد إخراج النظام والأطفال من مدنهم لتدميرها، وهي جريمة ضد الإنسانية، ولا يرضى الائتلاف بها، فلا يجوز إلزام الناس الخروج من بيوتهم، ليتحولوا إلى نازحين، حيث هناك 6 ملايين اخرجوا من بيوتهم، وربما يزيد مع خطة النظام هذه".
وشدد على أن الائتلاف "طالب النظام بالإفراج عن جميع المعتقلين، بدءاً من النساء والأطفال من دون محاكمة، وهناك اطفال عمرهم 2 و3 سنوات معتقلون، إلا أن النظام لم يستجب لهذا المطلب العادل"، متمنياً أن يكون هناك " موقفاً دولياً من ذلك، لأنه ليست هناك دولة تحمي السوريين، بل هناك نظام يحاول حماية نفسه".
ونوه بأن جلوس النظام للحوار، لم يكن "لولا صمود الشعب السوري، حيث إن النظام اليوم مضطر لمناقشة وفد يمثل طموحات الشعب السوري، ولم يكن يحصل هذا لولا الشعب والأحرار، الذين رفضوا الفساد والاستبداد، فيما مستقبل سوريا لن يحكمها أفراد بل من قبل من يمكن محاسبته".
وندد صافي بقيام النظام - خلال فترة مؤتمر جنيف2 - بإسقاط على الأقل 60 برميلاً متفجراً في مناطق سكانية، فهو لا يهاجم مراكز عسكرية، فكيف يمكن وقف إطلاق النار من طرف واحد، والنظام يرفض ذلك ! بل نرحب بوقف إطلاق النار".
من جانب آخر اعتبر صافي أن "
الائتلاف الوطني، هو أوسع تشكيل للمعارضة، ويمثل السوريين أكثر من وفد النظام، ونتيجة التصويت الديمقراطي جاء الائتلاف إلى المؤتمر رغم رفض بعض الأعضاء".
وعن التدخلات الأمريكية، وصف صافي ذلك بأنها راعية للمؤتمر ومن حقها ذلك، في وقت أكد فيه أن التواصل مع روسيا ضروري، ومن أجل ذلك يزور رئيس الائتلاف أحمد الجربا موسكو في 4 شباط/ فبراير المقبل.