نشرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" تقريرا حول مجموعة من الشباب
الفلسطيني الذين يستعدون للعدو في سباق الماراثون المسمى "
حق التنقل".
وجاء في بدايته "يجتمع كل أسبوع عشرات من الشباب الذين يرتدون أحذيتهم الرياضية ليتدربوا من أجل المشاركة في السباق الماراثوني "حق التنقل" المقرر إقامته في نيسان/ أبريل في واد محاط بأشجار الزيتون المعمرة في الضفة الغربية".
ويصف الموقف قائلا: "الساعة السادسة صباحا والشمس بدأت تشرق على حقول الزيتون في وادي المخرور في
بيت لحم، حيث ينتظر 30 شابا بملابس وأحذية رياضية".
ويصف التقرير استعدادات العداءين "بعد القيام ببعض التمارين وترتيب قوائم الموسيقى في أجهزة هواتفهم الذكية، يقفون معا لأخذ صورة جماعية، ثم يصطفون للعد التنازلي ثم ينطلقون عبر الشارع الترابي الذي يمتد مسافة 6 أميال يمر فيها بين الجبال والهضاب".
هذه هي مجموعة التدريب لماراثون فلسطين، وهو أول نادي عدو فلسطيني، والذي تم إنشاؤه قبل سباق "حق التنقل الفلسطيني" الإفتتاحي العام الماضي في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، والذي جاء من وحي قرار الأمم المتحدة الذي يقول كل الناس لهم "حق التنقل" وهو حق أصيل. والماراثون والتدريبات لأجله تقصد إبراز وتجاوز مصاعب العيش تحت
الاحتلال الإسرائيلي.
ويقول إن الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية ممنوعين من دخول القدس و"إسرائيل" بدون تصريح. وفي عام 2002 قام الاحتلال ببناء جدار الفصل في المدينة بحجج أمنية. "ويقول الفلسطينيون إن للجدار آثارا مدمرة على اقتصاد المدينة بالإضافة إلى آثاره النفسية".
وبحسب منظم الماراثون جورج زيدان، فإنه في كل أنحاء العالم "مجموعة العدائين هي مجرد مجموعة عدائين .. ولكن في فلسطين نعدوا من أجل حرية التنقل، ومن أجل زميلاتي اللاتي لا يستطعن التنقل بحرية." مضيفا أنهم في العام الماضي اضطروا إلى عدو الطريق أربع دورات لإتمام 26 ميلا بسبب القيود الإسرائيلية.
وتصل ديما مسلم خط النهاية بابتسامة عريضة وصرخات تشجيع من زملائها المنتظرين، ولم تمض في التدريب سوى 5 أشهر، ولكنها تحسنت بشكل كبير منذ أن بدأت تدريباتها مع المجموعة، والتي تعتبر مهربا لها من شوارع بيت لحم المكتظة بالسيارات والسائقين المتعجلين الذين يطلقون أبواق سياراتهم وبالذات على النساء.
تقول الآنسة مسلم: "كنت أفكر في السباق طول الوقت، كنت أفكر في مدى لياقتي وكيف أحسن وقتي"، حيث تنوي أن تشارك يوم 11 نيسان/ ابريل في سباق الستة أميال.
ويقول زيدان إنهم بدأوا بأربعة أشخاص فقط، والآن أصبح عددهم 70، وصفحتهم على فيس بوك عليها أكثر من 500 عضو، وتضم صورا جماعية وتحديثات وأنشطة وبرنامج التدريب والمشاركون فلسطينيون في الأغلب، ولكن هناك متعاطفين دوليين أيضا وتتراوح أعمار المشاركين من 10 سنوات وحتى 60؛ بعضهم يأتي ويتمشى على مهله، وآخرون يأتون للعدو والسباق عبر التلال الصخرية في الشارع الجبلي الذي يصل إلى القرية الجبلية بتير.
تقع المخرور فيما يسمى المنطقة (ج) في الضفة الغربية تحت سيطرة الاحتلال، ويفرض الاحتلال فيها قيودا على البناء والزراعة. وقد هدم عددا من البيوت والمنشآت بسبب بنائها من غير ترخيص يكون استخراجه شبه مستحيل. وتقول جمعيات حقوق الإنسان، إنه كون المخرور تقع بالقرب من مستوطنة غيلو فهي معرضة للضم إلى الكيان الإسرائيلي.
وانضمت حيسيكا سابا إلى المجموعة؛ لا لتمارس الرياضة فقط، بل لتؤكد حقوقها أيضا، حيث تقول: "هذا شئ عظيم .. إنها أرضنا ونحن نعدوا عليها".