صورة تعبيرية تداولها ناشطون كويتيون لشيخ الأزهر- تويتر
تداول ناشطون كويتيون وسما (هاشتاج) على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بعنوان "لا مرحبا بمفتي الدم"؛ اعتراضا على زيارة شيخ جامع الأزهر الداعم للسلطات الحالية المؤقتة أحمد الطيب، برفقة وزير الأوقاف بحكومة الانقلاب الدكتور محمد مختار جمعة، ومفتى الديار المصرية شوقي إبراهيم علام للكويت.
وعبّر الشباب في مشاركتهم بحملة من التغريدات والصور عن استيائهم لانصياع مفتي مصر لحكومة الانقلاب، مشيرين إلى أنه أصبح أداة في يد "المجرمين يطوعونها باسم الدين" -على حد قولهم-.
وقال الكويتي محمد الدوب في تغريدة له: "اليوم سيأتي مفتي الأزهر إلى الكويت، هذا ترحيبنا: لا أهلا ولا سهلا بمفتي الدم، حللت عدوا، ووطئت صعبا"، وهو ما يوافقه جابر بن ناصر المري بقوله إن "الشرفاء في الكويت، الرافضين سفك دماء المسلمين في مصر يقولون لأحمد الطيب لا مرحبا بمفتي الدم".
وغرّد سامح الخطاري: "شيوخ حَرَّمت الخروج على مبارك، وأباحت الخروج على مرسي! ثم حرمت الخروج على السيسي!"، متسائلا: "من يتاجر بالدين؟!"، ووافقه آخر بقوله: "لا مكان لمن تثبت عندهم الفتوى على الوجه السياسي، وليس على الوجه الشرعي".
وقال آخر يدعى إسماعيل في تغريدة له: "فليطمئن المفتي بأن الشعوب ليست واحدة، وإن وجد من يطيعه في بلده فلن يجد رعاعا في دول أخرى".
وأضاف رابح الحسيني أن "شيخ العسكر أحمد الطيب سيزور دولة الكويت، فلا مرحبا بمفتي الدم، تعرف حد في المرور!!".
وعبّرت هالة عن رفضها الزيارة، قائلة إن "أحرار الكويت يرفضون زيارة مفتي الأزهر أحمد الخبيث، من متى الدم يا مفتي بيبقى حلال؟!".
وخاطب هاني في تغريدته ما أسماه "مفتي الدم" متسائلا: "إذا كان الساكت عن الحق شيطانا، فما بالك بمن تكلم بالباطل؟".
يذكر أنه منذ مطلع ثورة كانون الثاني/ يناير 2011 وما تزال حتى الآن المؤسسة الدينية في مصر تلعب الدور الأكبر بالفتاوى التي يطلقها المشايخ في المحافل الإعلامية والاجتماعية؛ مرة بتحريم التظاهر وأخرى بمحاباة الانقلاب والوقوف معه، مرورا بقتل المتظاهرين، ووصفهم بالخوارج، وصولا إلى تشبيه السيسي وإبراهيم بالأنبياء والرسل، وهذا ما لعبته مؤسسة الأزهر بعلمائها ومشايخها طيلة الثلاثة أعوام الماضية.
وأحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر السابق، وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطني المنحل، لعب دورا كبيرا في إطلاق تلك الفتاوى؛ حيث صرح إبان ثورة 25 كانون الثاني/ يناير أن الخروج على الحاكم من المحرمات، وأنه يجب على الموجودين في ميدان التحرير الرجوع إلى منازلهم حتى لا يحدث شقاق في البلاد، وحتى لا يكون خروجا على "الشرعية".
وكان التأييد الشديد الذي أبداه الطيب وقت انقلاب 3 تموز/ يوليو والترويج له على أنه هو الحق، وهو الوقوف مع الشعب، بالإضافة إلى وقوفه إلى جوار قائد الانقلاب الفريق أول -آنذاك- عبد الفتاح السيسي في الخطاب الشهير الذي أعلن فيه الانقلاب.
كما لعب علي جمعة المفتي السابق الدور نفسه بشكل أقوى، ولا سيما في الترويج للانقلاب العسكري وإباحة الدماء، ووصف رافضي الانقلاب بالخوراج، قائلا إن "رائحتهم نتنة وعفنة، ولا يستحقون الحياة".
كما لعب جمعة دورا في التصويت بـ(نعم) على دستور الانقلاب؛ من خلال لقاءاته العديدة لترويج الدستور الانقلابي، ووصفه ذلك بأنه "تأييد من الله ورسوله".
وصولا إلى تصريحات الدكتور سعد الدين الهلالي الذي صرح في لقائه ضباط وجنود أمن الانقلاب أن "الله ابتعث محمد إبراهيم والسيسي رسولين، كما بعث موسى وهارون".
ويدور كلام كثير على دور الفتوى والمؤسسة الدينية وعلاقتها بالسلطة، وتعتبر مواقع التواصل الاجتماعي متنفسا للحرية على شبكات الإنترنت؛ فمن خلالها تقوم الحملات ليعبر أصحابها عن مطالبهم، وعن سخطهم، أو قبولهم، كما تعد البديل للمعارضة لإبداء آرائها في وسائل الإعلام التقليدية، لتوصيل رسائلها المختلفة عن التيار السائد في وسائل الإعلام.