صوت البرلمان الاوكراني السبت على قرار يحدد 25 أيار/مايو المقبل موعدا لانتخابات رئاسية مبكرة وذلك استنادا إلى أن الرئيس "لم يعد يمارس مهامه"، بحسب مشاهد بثها التلفزيون.
وأعلن الرئيس الاوكراني
فيكتور يانوكوفيتش في وقت سابق من خاركيف (شرق
اوكرانيا) أنه "لا ينوي" الاستقالة، وندد بالبرلمان معتبرا إياه "غير شرعي"، في حين تمر اوكرانيا حاليا بازمة سياسية غير مسبوقة.
كما أسند البرلمان الأوكراني منصب وزير الداخلية إلى "أرسين أفاكوف"، بدلاً من سابقه الوزير "فيتالي زهارتشينكو"، الذي أقيل من منصبه، وفقاً للإتفاق الذي تم التوصل إليه بين الحكومة والمعارضة الجمعة.
وكان البرلمان الأوكراني اتخذ عددا من الإجراءات، عقب الإتفاق الذي تم التوصل إليه أمس بين المعارضة والحكومة، وكان من بين القرارات التي اتخذها البرلمان، انتخاب رئيس للبرلمان، وتكليف وزير جديد للداخلية، والعودة لدستور 2004.
وصوّت 325 نائباً من أصل 331 في جلسة التصويت لصالح العودة إلى دستور العام 2004، بينما أقر إقالة وزير الداخلية زهارتشينكو، وتكليف أفاكوف بدلاً منه، إذ أفاد رئيس البرلمان الأوكراني الجديد "ألكساندر تورتشينوف" أن وزير الداخلية الجديد أفاكوف سيقوم بمهامه، لحين تشكيل الحكومة الإئتلافية الجديدة.
كما صوت النواب على الافراج الفوري عن المعارضة المسجونة يوليا تيموشنكو وتم تعيين اثنين من المقربين منها على راس البرلمان ووزارة الداخلية.
وبالفعل تم الإفراج عن زعيمة المعارضة يوليا تيموشنكو التي حكم عليها بالسجن سبع سنوات في 2011 بتهمة إساءة استخدام السلطة، بحسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس السبت.
ولوحت تيموشنكو بيدها لأنصارها عند خروجها بسيارة من المستشفى حيث كانت ترقد تحت الحراسة أثناء علاجها من إصابة بالغة في الظهر.
وبالرغم من الإتفاق إلا أن المحتجين ما زالوا في الميدان، وما زالت حالة التوتر تسود العاصمة
كييف، كما سيطر المحتجون على مقر إقامة الرئيس الأوكراني، كما غادره الموظفون العاملون فيه، فيما لوحظ انسحاب قوات الأمن من جميع أنحاء كييف، التي يسيطر عليها المحتجون بالكامل.
نقلت وكالة انترفاكس عن رئيس البرلمان الأوكراني قوله السبت إن الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش حاول الهرب على طائرة الى روسيا، لكنه منع من ذلك وهو الآن في منطقة دونيتسك.
ونقلت انترفاكس عن أوليكسندر تورشينوف وهو خصم ليانوكوفيتش قوله: "حاول ركوب طائرة الى روسيا، لكن مسؤولي الحدود منعوه".
وفي الشأن ذاته نفى مستشار الرئيس "هنا هيرمان" أخباراً بشأن استقالة الرئيس يانوكوفيتش، كما وصفها بأنها إشاعات، ومحاولات للسيطرة على السلطة.
روسيا تطالب المعارضة من خلال الأوروبيين بتنفيذ الاتفاق
وفي ذات السياق دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، السبت، وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبولندا إلى مطالبة المعارضة الأوكرانية بتنفيذ إتفاق تسوية الأزمة فوراً.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن بيان للخارجية الروسية أن لافروف دعا خلال اتصاله بالوزراء " بإصرار ألمانيا وبولندا وفرنسا، وهي الدول التي أيدت توقيع اتفاق 21 شباط/فبراير ووقعت عليه، إلى استخدام تأثيرها على المعارضة (الأوكرانية) لحثها على تنفيذ الاتفاق فوراً، ووقف المتشدّدين".
وأكد البيان على ضرورة التوقف عن "تضليل المجتمع الدولي وإظهار الاحتجاجات في الميدان وكأنها تعبّر عن مصالح الشعب الأوكراني".
وفي الأثناء دعا وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ونظيره الفرنسي لوران فابيوس السبت الحكومة والمعارضة في اوكرانيا إلى احترام الاتفاق للخروج من الازمة، وفق ما ورد في بيانين منفصلين في برلين وباريس.
وقال شتاينماير "بات يتوقف على طرفي النزاع -أكان من جانب الحكومة ام من جانب المعارضة- الالتزام بما اتفق عليه والبدء ببناء علاقة ثقة".
وكان الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، وقادة المعارضة، أرسيني ياتسينيوك، وفيتالي كليتشكو، وأوليغ تياغنيبوك، وقّعوا الجمعة، على اتفاق لوضع حدّ للأزمة في البلاد، وذلك بحضور موفدي الاتحاد الأوروبي.
ودعت المعارضة اليوم البرلمان إلى التصويت فوراً على إقالة يانوكوفيتش.
وكانت وزارة الصحة الأوكرانية أعلنت الخميس، مقتل أكثر من 75 شخصاً في أعمال العنف في كييف منذ الثلاثاء، وهي أعمال تعتبر الأسوأ منذ حصلت البلاد على استقلالها في العام 1991.
وتشهد كييف أزمة سياسية حادّة، أدّت في الأشهر الماضية إلى سقوط قتلى وجرحى، على خلفية احتجاج المعارضة على رفض الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، التوقيع على اتفاق للتبادل الحر مع الإتحاد الأوروبي، مفضّلا بدلاً من ذلك تقارباً مع روسيا.