ذكرت وكالة أنباء أسوشيتد برس أن محمد
دحلان رئيس الأمن الوقائي في
غزة السابق يلعب بملايين الدولارات من دول
الخليج والتي يستطيع أن ينفقها بالصورة التي يراها ويبدو أنه يحاول العودة إلى الحلبة السياسية
الفلسطينية من خلالها حيث سيصبح وريثا محتملا لمحمود عباس.
وتحدث التقرير عن تحركات دحلان لمنافسة محمود عباس على زعامة فتح والسلطة الأمر الذي ينكره دحلان قائلا "إن عباس سيخلف وراءه خرابا، فمن الذي يرغب أن يكون رئيسا أو نائبا لرئيس على هذا الخراب؟"
وفي مقابلة تلفزيونية مع الوكالة جرت في لندن تحدث دحلان عن "مشاريعه الخيرية" في قطاع غزة، وتحدث أيضا عن علاقته القريبة من قيادات الجيش المصري وقناعته بأن محمود عباس البالغ من العمر 79 عاما لم يجلب للقضية الفلسطينية إلا الخراب.
ويقول التقرير إنه إذا نجح دحلان والذي يعتبره الغرب براغماتيا في العودة إلى حلبة السياسة الفلسطينية فإن عودته ستعيد ترتيب الأوراق ولكن يجب الحذر من أن دحلان خلق عداوات كثيرة داخل فتح وسيكون منبوذا من قيادات فتحاوية أخرى تطمح للرئاسة في المستقبل.
وقد أخبر دحلان البالغ من العمر 52 عاما وكالة الأنباء أنه لا يطمح إلى أي منصب ولكنه يدعو إلى انتخابات جديدة وإصلاح لحركة فتح، وأضاف: "ما يهمني هو إيجاد مخرج من وضعنا السياسي وليس منصبا سياسيا". وقد كان دحلان في الماضي متفقا مع عباس على أن السبيل الوحيد للحصول على دولة فلسطينية يكون عبر المفاوضات والآن يعتقد أن المفاوضات بوساطة الولايات المتحدة لن تحقق للفلسطينيين شيئا واتهم عباس بتنازلات ما كان عرفات ليقبلها، ورفض كل من مستشار عباس نمر حماد والمسؤول في فتح جمال محيسن التعليق على كلام دحلان. وكان محيسن قال الأسبوع الماضي إن كل من يدعم دحلان سيفصل من فتح.
وتضيف الوكالة أن الصراع المرير بين عباس ودحلان يبدو في غالبه شخصيا ولكنه يعكس أيضا الخلل في فتح التي تشلها الصراعات الداخلية وعدم استعداد عباس لتقبل الإنتقاد. وقد طرد عباس دحلان عام 2010 عندما وصف الأخير عباس بأنه ضعيف ومنذ ذلك الحين عاش دحلان متنقلا بين الإمارات ومصر.
ويذكر التقرير أن دحلان الذي نشأ فقيرا في مخيم لاجئين في غزة أصبح في تسعينيات القرن الماضي كمستشار أول لعرفات رجل غزة القوي وقام بسجن قيادات حماس. وهناك كثير من تهم الفساد التي تحيط به كعرفات والعديد من القيادات السياسية الفلسطينية ولكنه لم توجه له تهمة رسمية. وفي منفاه قام دحلان بتطوير علاقات سياسية وتجارية في العالم العربي وحصل على ملايين الدولارات من التجار والجمعيات الخيرية في الإمارات والسعودية وغيرهما لأجل "المحتاجين الفلسطينيين".
ويقول إنه أوصل 8 ملايين دولار العام الماضي للاجئين الفلسطينيين في لبنان، ويضيف "أنا أفعل هذا في غزة اليوم.. فأقوم بجمع التبرعات لإقامة محطات تحلية مياه في غزة حيث 50% من المياه التي تصل البيوت هي مياه مجاري وحماس وعباس لا يقومون بشيء لحل مشاكل الغزيين"، وعندما سئل إن كان يشتري الدعم السياسي بهذه الأموال قال: "لا، ليست هذه أموال مسيسة"، وأضاف أن الإمارات تدفع أموالا لعباس.
أما عن علاقته مع حماس فيقول التقرير إن علاقة دحلان مع غزة وعدوه اللدود حماس علاقة معقدة فقد خسرت قوات الأمن بقيادته معركة مختصرة مع حماس عام 2007. وعززت تلك الهزيمة الشرخ السياسي وتركت حكومتين واحدة تديرها حماس في غزة وأخرى يديرها عباس في الضفة وكانت تلك الهزيمة لدحلان أكبر وصمة في سجله. ولكن وبحسب التقرير فهناك احتمال لإصلاح العلاقات بين حماس ودحلان لقرب الأخير من المشير عبدالفتاح السيسي الذي يقول دحلان أنه قابله عدة مرات ودعم الانقلاب العام الماضي وسماه "الثورة المصرية" ضد الإخوان. وقد شدد السيسي الحصار على غزة باعتبار حماس متفرعة من الإخوان مما أزم الأوضاع المالية لحماس. وقد سمحت حماس لثلاثة من أنصار دحلان العودة إلى أراض قطاع غزة.
وقام العائدون من فتح ومسؤلون في حماس بتشكيل لجنة تشرف على إنشاء بلدة جديدة في غزة بتميل من الإمارات بحسب مسؤول في حماس تحدث بشرط عدم ذكر إسمه لأنه ليس مخول بالتصريح بهذا الشأن. أما كبار المسؤولين في فتح فيتهمون دحلان بأنه يحاول شق الحركة حيث قال مستشار عباس نبيل شعث للتلفزيون الفلسطيني إن أنصار دحلان وزعوا مئات الآلاف من الدولارات دون إذن الحركة.
وخوف فتح الحقيقي من عودة دحلان هو خلافة عباس فقد تم انتخاب عباس عام 2005 ولكنه تجاوز المدة المحددة بخمسة سنوات بسبب الإنقسام الذي لم يسمح بإجراء انتخابات. وعباس لم يسم خليفة وليس هناك منافس واضح. وبرأي المحلل السياسي هاني المصري فإن الدعم الإقليمي لدحلان عززت موقفه ولكنه لا يعتبر متحديا جادا (لعباس) حيث أنه لم يقدم برنامجا. ولن يدعم الفلسطينيون قائدا دون الإقتناع ببرنامجه السياسي.