نشر القيادي في حركة "فتح" وعضو اللجنة المركزية فيها، نبيل شعث، وثائق رسمية بيّن فيها بعض التهم التي تم التحقيق فيها مع القيادي المفصول من الحركة، محمد دحلان بشأنها، وظهر من الوثائق أنها صدرت من مكتب رئاسة السلطة الفلسطينية في رام الله.
وقال شعث، السبت، هي محاضر تحقيق مع "القيادي المطرود محمد دحلان" حول عدة قضايا أبرزها المشاركة في اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات.
وأوضح شعث، حسب الوثائق، أن التحقيق مع دحلان تم على عدة قضايا حول الفساد المالي والاقتصادي والتطبيع إقتصادياً مع الاحتلال الإسرائيلي، "لا سيما قضية تمور المستوطنات"، وقضايا أخرى كالتجارة بالسلاح مع مواطنين فلسطينيين وتجار سلاح من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م.
وجاء في الوثائق: "اتهام دحلان بإرسال فرقة اغتيالات وتصفية الإعلامي الفلسطيني خليل الزبن، واغتيال منسق هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية في غزة، هشام مكي، واغتيال المواطن حسين أبو عجوة من غزة".
وبخصوص ملف اغتيال عرفات، كشفت الوثائق أن محمد دحلان قام بإدخال علب دواء مسمومة للراحل ياسر عرفات عن طريق بعض من حرس عرفات ومرة أخرى عن طريق وفد أجنبي جاء للتضامن مع عرفات".
وأضاف شعث: "دحلان طلب من مسؤول حرس الرئيس الراحل "أبو عمار" في رام الله، أثناء تواجد عرفات في مستشفى بيرسي للعلاج، تجميع كل علب الدواء التي كان يستخدمها عرفات وحرقها"، متابعاً: "وقد اعترف مرافقوا الرئيس الراحل بذلك أثناء التحقيق معهم".
واتهم شعث القيادي محمد دحلان، باغتيال اللواء كمال مدحت في بيروت، مشيراً إلى أن من وضع القنبلة التي قتل فيها مدحت متواجد حالياً في فنلندا.
وأوضحت الوثائق أن دحلان قام بتهديد مسؤول الحرس الرئاسي في السلطة، "أبو عوض"، وأن الاحتلال الإسرائيلي قام باعتقال أبو عوض بعدها بأيام.
وحول القضايا الاقتصادية، بيّنت الوثائق أنه تم التحقيق مع دحلان حول "فضائح اقتصادية ومالية" أبرزها تشغيل أموال عن طريق شخص يدعى إيهاب الأشقر ووضعها في بنوك سويسرا ومملكة الجبل الأسود والإمارات العربية المتحدة.
وأشارت الوثائق إلى أن دحلان أنشأ فضائية تحت اسم "فضائية الغد" وكان هدفها تعكير الأجواء بين ياسر عبد ربه ومحمود عباس، "وفقاً لاعترافات الموظفين في الفضائية"، وأنه تلقى أموالاً من جهات خارجية لتأسيس القناة.
ولفتت الوثائق النظر إلى أن دحلان تلقى أموالاً من الجنرال الأمريكي، كيت دايتون، لتشكيل قوى أمنية في قطاع غزة، أطلق عليها اسم "تنفيذية فتح"، في العام 2005 باعتباره المستشار الأمن القومي آنذاك.
وأوصت اللجنة، بتسليم نسخة من محضر التحقيق، الذي تكون من 118 صفحة، لرئيس السلطة محمود عباس والمصادقة على قرار تجميد وفصل دحلان من حركة "فتح" وتقديمه للقضاء بتهم أمنية وجنائية.
وتكونت اللجنة التي حققت مع دحلان وشركائه من: عزام الأحمد، القيادي في حركة "فتح" وعضو التشريعي عنها، رئيساً للجنة، والطيب عبد الرحيم، نائب رئيس اللجنة، والمقررون نبيل شعث وعثمان أبو غربية.
أبوزايدة يستقيل من فتح
من جهة أخرى أعلن القيادي في حركة فتح سفيان أبو زايدة ظهر السبت، استقالته من المجلس الثوري لحركته وذلك احتجاجا على خطاب الرئيس –القائد العام لحركة فتح- محمود عباس منتصف الأسبوع الماضي والذي هاجم به بشدة القيادي المفصول من فتح محمد دحلان.
وجاء إعلان أبو زايدة عن استقالته على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قال فيها "احتجاجا على خطاب الرئيس لما فيه خطورة على العديد من كوادر فتح وبكل الألم والحزن تقدمت باليوم باستقالتي من المجلس الثوري وقررت تجميد كل نشاطاتي التنظيمية والسياسية".
وأضاف "اعتذر لكل الإخوة الذين قد يتأثروا من هذا القرار والتي لن تتأثر علاقاتي الأخوية والانسانية بهم".
ويعتبر أبو زايدة من قادة فتح المحسوبين على تيار القيادي المفصول دحلان.
وكان عباس شن الاثنين الماضي هجومًا كاسحًا على دحلان، متهما إياه ضمنيًا بـ"العمالة" مع الاحتلال الإسرائيلي وسرقة أموال الشعب
الفلسطيني.