فتحت مكاتب الاقتراع أبوابها صباح الأحد أمام الناخبين للإدلاء بأصواتهم في
استفتاء حول إلحاق شبه جزيرة
القرم الأوكرانية بروسيا والتي تبدو نتائجه محسومة سلفا بحسب مراقبين.
وتواجد حوالي 20 شخصا فقط بمكتب اقتراع في باكشيساراي بوسط القرم، حيث تقيم غالبية من التتار التي دعت إلى مقاطعة الاستفتاء المثير للجدل.
وحسب أوراق خاصة بالاقتراع نشرت قبل التصويت سيكون لدى الناخبين خيار من اثنين لا يرفض أي منهما سيطرة
روسيا.
ويقول السؤال الأول "هل تؤيد إعادة توحيد القرم مع روسيا كجزء من روسيا الإتحادية؟"، أما الثاني: "هل تؤيد استعادة دستور 1992 ووضع القرم كجزء من أوكرانيا؟"، وللوهلة الأولى يبدو أن الخيار الثاني يطرح احتمال بقاء شبه الجزيرة ضمن أوكرانيا، لكن مسودة دستور 1992 بعيدة عن ذلك.
وبدلا من ذلك تتصور منح القرم كل صفات كيان مستقل داخل أوكرانيا، لكن مع الحق العام في تحديد مسارها الخاص واختيار من تريد علاقات معهم بما في ذلك روسيا.
ودعي للمشاركة في الاقتراع حوالي مليون ونصف مليون ناخب في شبه الجزيرة الأوكرانية.
وقد ندد العالم أجمع بهذا الاستفتاء الذي تدعمه موسكو، فيما يرتقب أن تصوت غالبية كبرى بالتأكيد لصالح
الانضمام إلى اتحاد روسيا.
واستخدمت روسيا السبت، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يعلن أن الاستفتاء في منطقة القرم الأوكرانية "لن تكون له شرعية"، ويحث الدول والمنظمات الدولية على عدم الاعتراف به.
وهكذا تم رفض مشروع القرار الذي حصل على موافقة 13 صوتا، إذ أن روسيا بصفتها عضوا دائما تستطيع منع إقرار أي مشروع قرار في هذا المجلس.
وكان من المتوقع أن تستخدم روسيا حق النقض على مشروع القرار الذي أعدته الولايات المتحدة.
وتدعم موسكو التي أرسلت قوات عسكرية إلى القرم الاستفتاء الجاري والذي تنتقل بموجبه السيطرة على المنطقة من أوكرانيا إلى روسيا.
ويشير مشروع القرار المقتضب إلى أن الحكومة الأوكرانية في كييف لا توافق على إجراء الاستفتاء.
وفي السياق ذاته، قال زعيم التتار في منطقة القرم مصطفى جميليف إن تتار القرم الذين رحلتهم السلطات السوفيتية بأعداد كبيرة قبل 70 عاما يخشون من أعمال قمع جديدة إذا أدى استيلاء الجيش الروسي على شبه جزيرة القرم إلى هيمنة سياسية رسمية.
وندد جميليف بالاستفتاء، في شبه الجزيرة بشأن الانضمام إلى روسيا ووصفه بأنه "انتهاك للمبادئ الأساسية والديمقراطية". وأكد مجددا مقاطعة تتار القرم التصويت في الاستفتاء.
وقال جميليف (70 عاما) إن تتار القرم - وهم السكان الأصليون لشبه الجزيرة والذين يدعمون بشدة الدولة الأوكرانية- لا يثقون في وعود المزايا التي قدمها زعماء القرم الجدد الموالون لموسكو.
وأضاف أن التتار يخشون أن يصبحوا هدفا لهجمات جديدة بل وحتى عمليات ترحيل جماعية جديدة.
وأعلن ميخائيل ماليشيف رئيس لجنة تنظيم استفتاء جمهورية القرم بشأن الانضمام إلى الاتحاد الروسي السبت أن النتائج الأولية للاستفتاء ستعرف "بعيد" غلق مكاتب التصويت الأحد في الساعة الثامنة مساء.
وأضاف أن النتائج النهائية للاستفتاء ستعلن صباح الاثنين.
وأوضح ماليشيف أن 623 صحافيا يمثلون 129 وسيلة إعلام قد اعتمدوا لتغطية الاستفتاء الذي سيجرى تحت إشراف 135 مراقبا أجنبيا أتوا من 23 بلدا.
وعقب الفيتو الروسي، أعلن مندوب فرنسا بالأمم المتحدة، إن الدول الأوروبية ستفرض عقوبات اقتصادية على روسيا ردا على استخدامها حق النقض ضد مشروع قرار بشأن استفتاء منطقة القرم الأوكرانية.