اتهمت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية وزير الخارجية الأمريكي بـ"المطبل والمزمر" للنظام العسكري الجديد في مصر، وأنه عبر وبشكل مستمر عن تفاؤله من قدرة هذا النظام على قيادة البلاد نحو المسار الديمقراطي "رغم الأدلة المتزايدة والتي تشير لعكس هذا".
وعلقت الصحيفة على جلسة الاستماع التي دعي إليها
كيري للكونغرس الأسبوع الماضي وسئل عن موقف إدارة الرئيس باراك أوباما ومتى ستستأنف المساعدات العسكرية لنظام المشير عبد الفتاح
السيسي، فأجاب كيري "أشعر بالأمل أننا في وقت قصير سنتقدم للأمام".
وتضيف الصحيفة أنه "لدى السيد كيري مشكلة، فقد مرر الكونغرس تشريعا يطلب منه تقديم شهادة عن مصر وأنها تقوم باتخاذ الإجراءات الضرورية نحو الديمقراطية قبل الإفراج عن المساعدات، في الوقت الذي يتحرك فيه المشير السيسي للإتجاه الخطأ، فقد تم سجن واعتقال ألاف من الناشطين السياسيين – تتراوح أعدادهم بما بين 16.000 – 21.000- وتم حشرهم في السجون بدون توجيه اتهامات، وتم اضطهاد الصحافيين، والمتظاهرين منعوا من التظاهر، فيما يحضر المشير على ما يبدو لإعلان نزوله للانتخابات التي ستكون غريبة يشارك فيها جانب واحد".
وبالتالي، تقول الصحيفة إن كيري سيواجه صعوبة في تقديم الشهادة الضرورية، حيث قال: "على الجنرالات مساعداتنا كي نساعدهم"، من "خلال تطبيق بعض الإصلاحات التي نتحدث عنها معهم والتي تدور حول احترام الجميع، الصحافيين وبعض الاعتقالات وما إلى ذلك".
وعبرت الصحيفة عن تفاؤلها من كلام كيري الذي على ما يبدو يربط استئناف المساعدات بـ "إصلاحات" ملموسة في مصر.
ومع ذلك فقد لاحظت تناقضا في عباراته الأولى حيث قال إن "الإدارة ستكون قادرة على التقدم للأمام بشكل قريب".
وتعتقد أن ردا ذا معنى على الأمور التي ذكرها في شهادته أمام الكونغرس تحتاج إلى تغير "راديكالي- وهو غير محتمل- في مسار نظام السيسي الذي بدلا من شمل الجميع يقوم بتدمير أكبر حركة إسلامية، الإخوان المسلمين، ويقوم باعتقال القادة العلمانيين الذين شاركوا في ثورة كانون الثاني/ يناير 2011.
وأشارت إلى أن من بين المعتقلين الرئيس المنتخب محمد مرسي، وصحافيون محترمون يعمولن في الجزيرة يحملون جوازات سفر غربية، ومعظم القيادات البارزة في جماعة الإخوان المسلمين، وعدد من الداعين البارزين للديمقراطية الليبرالية العلمانية، ومنهم الناشط علاء عبد الفتاح المعتقل منذ ثلاثة أشهر دون توجيه اتهامات له، ومحمد عادل وأحمد دوما الذين أصدرت عليهما محكمة بالسجن لمدة ثلاث سنوات لمعارضتهم قانون منع التظاهرات.
وأشارت لما قالوه الأسبوع الماضي من تعرضهم للضرب والتعذيب.
وتقول الصحيفة ربما يتوقع كيري الإفراج عن عدد من المعتقلين حتى يوفر له نظام السيسي الغطاء للولايات المتحدة كي تستأنف إرسال المساعدات العسكرية والمالية لمصر.
وترى الصحيفة أن تحولا حقيقيا نحو الديمقراطية لا يحدث في مصر، و"حان الوقت كي تتقبل إدارة أوباما الواقع هذا وتبدأ بتعديل سياستها بناء على هذا".
وتختم بالقول إن النائب الديمقراطي عن كاليفورنيا آدم بي شيف قدم نصيحة لكيري مفادها: "مثلما أننا راغبون بإقامة علاقات مع مصر، فإنني أدعو للحذر، بدلا من التعجل، في مجال المساعدة، وأحبذ
دعم مصر في بناء الديمقراطية بدلا من اتخاذ إجراءات ينظر إليها على أنها
قمع".