ستظل أنظمة
كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة ومبادرة السلام العربية، هي العقبة الحقيقية أمام تحريرنا جميعا من خطر هذا الكيان العدواني العنصري الإرهابي.
***
•
فلسطين أرض عربية منذ الفتح الإسلامي، اختصصنا بها ما يزيد عن 14 قرن وعشنا عليها ولم نغادرها أبدا . ودافعنا عنها جيلا وراء جيل، ونجحنا من قبل في تحريرها من الغزو الصليبي 1096 ـ 1291
• والادعاءات الصهيونية بالحقوق اليهودية في فلسطين هي ادعاءات كاذبة، وكذلك كل الأساطير المزورة حول ارض الميعاد والأمة اليهودية والشعب اليهودي.
• والوجود اليهودي الصهيوني الحالي على ارض فلسطين هو وجود غير مشروع يستند إلى تواطؤ استعماري ودولي على امتداد قرن من الزمان، فوعد بلفور وصك الانتداب البريطاني والهجرات اليهودية الكبرى في القرن العشرين وقرار التقسيم وإعلان قيام دولة إسرائيل ومعاهدات السلام العربية الإسرائيلية، كلها غير مشروعة وتمت بالإكراه ضد إرادة الشعب العربي ورغما عنه في ظل خضوعه لفترات طويلة من الاحتلال الأجنبي أو الاستبداد الداخلي .
• ولقد اغتصب الصهاينة فلسطين من خلال ارتكاب أبشع أنواع المذابح وحروب الإبادة، لإخراجنا من أراضينا. وما بني على اغتصاب هو اغتصاب ولو طال به الزمن، فالأوطان لا تضيع بالتقادم .
• لكل ذلك فإن هذا الكيان الصهيوني المسمى بدولة إسرائيل هو كيان غير مشروع ودولته دولة غير مشروعة ولن تكون .
•بالإضافة إلى ذلك فان هذا الكيان قام بهدف فصل مشرقنا عن مغربنا، والحيلولة دون وحدتنا، وليكون عصا استعمارية دائمة لتأديبنا والحيلولة دون نهضتنا، إن وجوده يهددنا جميعا وليس فلسطين فقط.
• وعلى ذلك فإن الاعتراف بإسرائيل يمثل تنازلا عن أرضنا وتهديدا لوجودنا واستسلاما لعدونا.
• إن الاعتراف يعني القبول بمشروعية الاغتصاب الصهيوني لفلسطين، والقبول بصحة الأساطير الصهيونية حول الأمة اليهودية والشعب اليهودي وحقه التاريخي في أرض الميعاد
• وهو يعنى الاعتراف بأن الحركة الصهيونية حركة تحرر وطني، نجحت عام 1948 في تحرير وطنها المغتصب من الاستعمار العربي الاسلامي، الذي يحتفلون بذكراه كل عام في عيد يطلقون عليه "عيد الاستقلال ".
• وإذا كان هذا صحيحا ــ وهو ليس كذلك ــ فإن الضفة الغربية وغزة، هي الأخرى، وبذات المنطق، أرض يهودية مما يستوجب تحريرها عاجلا أم آجلا من الاحتلال العربي لها.
• وسيكون وبالقياس وجودنا نحن أيضا هنا في مصر وجودا غير مشروع، فنحن نمثل، بذات المنطق، احتلالا عربيا إسلاميا لأراضى الغير.
• إن الاعتراف بإسرائيل في حقيقته هو عملية انتحار جماعي، بموجبه تقرر الأمة العربية الانتحار وتعترف بأن وجودها على هذه الأرض هو وجود باطل وغير مشروع على امتداد 14 قرن وأكثر .
• كما أنه إذا كانت إسرائيل مشروعة ــ وهى ليست كذلك ــ فمن حقها أن تفعل ما تريده للحفاظ على وجودها وعلى أمنها، إن الاعتراف بها يجعل من المقاومة إرهابا، ومن إرهابها دفاعا مشروعا عن النفس ، فاعترافنا بها يعطيها رخصة لقتلنا وإبادة شعبنا .
• إن الاعتراف هو جريمة تاريخية وعملية انتحار مجنونة .
• كما أن التنازل عن الأوطان ليس من صلاحيات أحد، فالأوطان ملكا جماعيا مشتركا لكل الأجيال الراحلة والحالية والقادمة، ولكل جيل حق الانتفاع بالوطن فقط، فليس من حقه التنازل أو التفريط او التصرف فيه.
• إن اعتراف الأنظمة العربية بدولة إسرائيل، هو اعتراف غير مشروع وانحياز للعدو، كما أنه حق لا يملكوه.
• و إجماع دول العالم على الاعتراف بإسرائيل، لا يلزمنا في شئ .
• أما الأمم المتحدة وما يسمى بالشرعية الدولية فلا يجب أن تكون مرجعية لنا على أى وجه، فكل الشرعيات الدولية والقوى الكبرى على امتداد قرنين من الزمان هي التي سلبت منا حياتنا واحتلت أوطاننا وناصبتنا العداء ولا تزال، إنهم العدو الأصلي .
• إن العجز المؤقت عن تحرير أوطاننا، وتأخر النصر بسبب اختلال موازين القوى لا يعطى مبررا للاستسلام، وإنما يفرض علينا الصمود لحين توفير شروط النجاح ولو جاءت من الأجيال القادمة .
• كما إن في تاريخنا الحديث انتصارات كبيرة ومعارك تحرر ناجحة على امتداد الوطن العربي، وبعض معاركنا استمرت 130 عاما مثل الجزائر ، فهل نستسلم الآن ؟؟
• كما إن في تاريخنا القريب انتصارات حقيقية على الكيان الصهيوني وحلفاءه، مصر 1973، ولبنان 2000، وانتفاضة فلسطين 1987 و 2000، ولبنان 2006، وغزة 2012، فلماذا نستسلم ونحن قادرون على النصر؟
• وانظروا حولنا لشعوب عظيمة قد تحررت وغيرت مصائرها، شعوبا لا نقل عنها حضارة أو وطنية، انظروا للصين والهند وفيتنام وجنوب إفريقيا وغيرها .
• كما أن السلوك العدواني المتكرر للعدو الصهيوني يقوى من قناعاتنا باستحالة القبول بوجوده على أرضنا، فمذابح دير ياسين وكفر قاسم وغزة 55 وعدوان 56 و67 و82 وصابرا وشاتيلا وقانا وغزة 2009 و 2012 وغيرها ، هو تأكيد على صحة مواقفنا المبدئية.
• ثم الذين اعترفوا بإسرائيل، ماذا أخذوا في المقابل ؟ لم يأخذوا شيئا، بل فقدوا السيادة على أبسط قراراتهم .
•إن الذين يتصورون أنهم باعترافهم بإسرائيل، إنما يأخذون الممكن والواقعي الوحيد في ظل موازين القوى الحالية، إلى أن تتغير الظروف الدولية في المستقبل لصالح القضية، إنما هم واهمون، فهم يتناسون تاريخنا على امتداد قرن كامل؛ فتسويات الحرب العالمية الأولى ما زالت قائمة حتى الآن ، لم نستطع المساس بها رغم الإجماع على رفضها .
• وها هي مصر بجلالة قدرها وقوتها ومكانتها عاجزة عن انجاز أي تعديل ولو طفيف في الترتيبات الأمنية المفروضة بموجب اتفاقية كامب ديفيد منذ 1979 التي تقيد إرادتها إلى أبلغ حد وتمس سيادتها على أرضها .
• إن ما ستأخذونه من إسرائيل بالتسوية اليوم، سيكون هو نهاية المطاف لعقود طويلة قادمة . هذا إن أعطتكم شيئا . ولن تفعل .
• إن الاعتراف بإسرائيل استسلام و خيانة.