ذكرت صحيفة "ديلي ميل" أن "رئيس الورزاء البريطاني ديفيد
كاميرون، قد يواجه حرجا بالغا بعد اكتشاف الصلة الوثيقة بين أحد
مستشاري الشئون الدينية في حكومته، وجماعة الإخوان المسلمين"، ولا سيما بعدما أمر الأجهزة الأمنية بالتحقيق العاجل في وضعها.
والأسبوع الماضي، أعلن متحدث باسم رئاسة الوزراء في
بريطانيا، أن "رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أمر بإجراء مراجعة لفلسفة وأنشطة جماعة الإخوان المسلمين بشكل عام، ومدى تأثير ذلك على المصالح القومية لبريطانيا في الداخل والخارج"، بحسب بيان.
وأوضح بيان المتحدث أن "المراجعة ستشمل نشاط الجماعة داخل بريطانيا، وتأثيرها على الأمن القومي البريطاني والسياسة الخارجية بما يشمل العلاقات المهمة مع دول في الشرق الأوسط (لم يسمها)".
ولكن الصحيفة رجحت في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني مساء السبت، أن "تلك التحقيقات ربما تؤدي إلى إحراج الحكومة البريطانية ، باعتبار أن
طارق رمضان سليل عائلة مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن
البنا، هو أحد المستشارين الوزاريين رفيعي المستوى".
وأوضحت "ديلي ميلي"، أن "طارق رمضان هو واحد من بين 14 عضوا في المجموعة الاستشارية، بشأن حرية الدين أو العقيدة في وزارة الخارجية، التي تترأسها البارونة وارسي من حزب المحافظين".
وأضافت أن "رمضان الذي يبلغ من العمر (51 عاما) هو
حفيد مؤسس جماعة الإخوان مسلم حسن البنا، وكان والده سعيد رمضان احد القيادات البارزين في الجماعة (أحد الرعيل الأول من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وزوج ابنة البنا والسكرتير الشخصي له)".
وأفادت أنه "أستاذ الدراسات الإسلامية المعاصرة في جامعة أكسفورد، كان عضوا في فريق عمل شكله رئيس الوزراء السابق توني بلير".
وأشارت "ديلي ميلي" إلى أن رمضان الذي يحمل الجنسية السويسرية، منع لعدة سنوات من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، على خلفية اتهام بـ"تقديم دعم مادي لمنظمة إرهابية"، قبل السماح له بالدخول إلى أراضيها بعد معركة قانونية طويلة نفى خلالها أي صلة له بالإرهاب".
ونوهت الصحيفة البريطانية، إلى أنه منع من دخول فرنسا في التسعينيات، إثر شبهات بـ"ارتباطه بالإرهابيين الجزائريين"، ثم خسر وظيفتين في الجامعات الهولندية، لاستضافته برنامجا حواريا على قناة تلفزيونية مدعومة من النظام الإيراني.
وبحسب الصحيفة، يتهم المنتقدون رمضان صاحب الحديث العذب الذي يرتدي ملابس أنيقة، بأنه "يظهر بمظهر المعتدل عند التحدث إلى الجمهور الغربي، ولكنه يصبح أكثر تطرفا عند إلقاء الخطب بالعربية".
ونقلت "ديلي ميلي" عن متحدث باسم وزارة الخارجية (لم تحدد اسمه)، قوله: "الأستاذ رمضان كتب ودرس على نطاق واسع بشأن القضايا المتعلقة بالإسلام، وبالتالي يملك الكثير من الخبرة ذات الصلة التي يمكنه أن يضيفها إلى المجموعة (الاستشارية)".
من جهته علق المدير المساعد لمعهد "هنري جاكسون" (مؤسسة بحثية بريطانية) دوغلاس موراي، قائلا: "ديفيد كاميرون ينبغي أن يكون محرجا بشدة من هذا الأمر، طارق رمضان يدين بالولاء الشديد لأبيه وجده، ولا يمكنه بأي وسيلة التحدث علنا ضد جماعة الإخوان المسلمين".