أجرى الأستاذ بجامعة أكسفورد مايكل بيغز وطالب الدكتوراه بجامعة لندن نيل كيتشلي استطلاعا حول المشاركين في المظاهرات ضد الانقلاب في
مصر ليتمكنا من رسم صورة لمن يصرون على التظاهر رغم مقتل "أكثر من 3 آلاف شخص واعتقال عشرات الآلاف وحيث تستخدم قوات الأمن الرصاص الحي والخرطوش بشكل روتيني".
ونشرت صحيفة الواشنطن بوست نتائج استطلاعهما الذي شارك فيه نحو 300 شخص ضد
الإنقلاب أكثر من ثلثهم قال إنهم من "الإخوان المسلمين أو الأخوات المسلمات".
وطرح الباحثان سؤالا لقياس التدين تعلق بالمداومة على الصلاة تبين منه أن الذين تم استطلاعهم من المشاركين في المظاهرات ليسوا أكثر تدينا من أولئك الذين شاركوا في المظاهرات ضد مبارك عام 2011 حسب استبيان مشابه أجراه الباحثان.
وأظهرت النتائج أن اغلب المشاركين ليسوا من الشعب بشكل عام، حيث كانت أعلى نسبة بين الإخوان وبعدها مباشرة الشعب بشكل عام ثم القوميين.
ولفهم دوافع المتظاهرين للتظاهر طرح عليهم سؤال ماهو سبب المشاركة في المظاهرات حيث إعطاؤهم خمس أسباب فتبين أن النسبة العظمى تشارك في المظاهرات تضامنا مع الضحايا حيث قال أكثر من 90% من المشاركين أنهم يعرفون صديقا أو قريبا اعتقل منذ الإنقلاب وما يقارب 75% من المشاركين قالوا إن صديقا أو قريبا قتل خلال الإحتجاجات.
وجاء في المرتبة الثانية مباشرة أن الهدف من التظاهر استكمال ثورة 25 كانون ثاني/ يناير ضد شخصيات حقبة مبارك الذين عاد معظمهم إلى السلطة منذ الانقلاب وحتى المشاركين من الإخوان كان هذان السببان أقوى من دعم
مرسي وفي المرتبة الثالثة كان السبب هو أن التظاهر واجب ديني وفي المرتبة الرابعة دعم مرسي وفي المرتبة الخامسة الحالة الإقتصادية.
واستنتج الباحثان من الاستبيان أنه وبالرغم من اصرار قيادة الإخوان على عودة مرسي إلا أن هذا لا يشكل أولوية بالنسبة للمتظاهرين الأمر الذي قد يساعد على التقارب مع الجماعات المعارضة الأخرى التي وقفت ضد مرسي إبان حكمه وتعتبر أن الإخوان خانوا أهداف ثورة 25 يناير على حد وصفهم.
كما كشف الاستطلاع أن ربط المظاهرات الحالية بثورة 25 يناير له دلالة أخرى وهي أن المشاركين في المظاهرات اليوم ليسوا أكثر تدينا من أولئك الذين شاركوا في مظاهرات 2011 ضد مبارك وأن "روح 2011 لاتزال حية وتستحق التعبئة والموت من أجلها".