نفى اللاجئون
الأرمن في سوريا المزاعم التي روج لها النظام السوري حول ارتكاب قوات المعارضة مجازر جماعية بحقهم لدى دخولها الى بلدة "
كسب" القريبة من الحدود مع تركيا، فيما يأتي هذا النفي ليكذب أيضا المذيعة الأمريكية الشهيرة كيم كارديشيان التي رددت تلك المزاعم في صفحتها بموقع "تويتر".
وجاء نفي اللاجئين الأرمن صحة تلك المزاعم في تقرير نشرته جريدة "
التايمز" البريطانية لمراسليها سارة ويليام، وتوم كوجلان، وذلك رغم الصور المرعبة التي نشرها النظام السوري بعد سقوط البلدة في الثالث والعشرين من الشهر الماضي، حيث أظهرت بعض الصور أجسادا مقطوعة الرأس، ومعتقلين تم إعدامهم بدم بارد، فضلا عن كنائس تم تدميرها، فيما تعود الصورة الأكثر تأثيرا لفتاة مسيحية تعرضت للاغتصاب والقتل ووضع في لسانها صليب كبير.
وكانت القضية ازدادت تفاعلا إثر تطرق المذيعة الأمريكية الشهيرة (الأرمنية) كيم كاردشيان لتلك القضية من خلال تغريدتين على حسابها في "تويتر" الذي يتابعه أكثر من 20 مليون شخص، فضلا عن ربط ما جرى بالمذابح التي يقول الأرمن إنهم تعرضوا لها على يد السلطات العثمانية عام 1915.
وقالت كاردشيان تعليقا على ذلك "إنه يجب أن لا يعيد التاريخ نفسه، وأن تنقذ كسب من عملية "إبادة الأرمن" للمرة الثانية"، كما دعت من لا يعلم أي شيء عما يجري في سوريا إلى البحث عن مدينة كسب في موقع غوغل، وكانت المفاجأة هي تغريدة في اليوم التالي أعلنت فيها كاردشيان عن دعمها للنظام السوري.
وردت الفصائل الإسلامية عبر بث فيديو على الإنترنت ظهر فيه عناصرها وهم يقومون بإزالة الغبار عن كتب دينية في الكنائس التي لم تدمر، ومساعدتهم لكبار السن على اجتياز الحدود إلى تركيا.
وقالت "التايمز" إن المعارضة فضحت المصادر الأصلية لنحو 7 من الصور التي بثها النظام السوري على تويتر، حيث تبين أنها تعود لمجازر جرت في البلاد خلال الصراع الدائر فيها منذ 3 سنوات، أما صورة الفتاة المغتصبة والمقتولة فهي مأخوذة من مقطع من فيلم رعب يدعي (inner Depravity) الذي تم تصويره وعرضه في عام 2005.
ونقل تقرير الـ"التايمز" عدداً من الشهادات للاجئين فروا من بلدة "كسب" نفوا فيها رواية النظام لما جرى هناك حول القتل والنهب، حيث سخر رجل في الرابعة والتسعين من عمره يُدعى بابوك، والتقته "التايمز" في لبنان من مزاعم الإبادة الجماعية التي تعرضت لها المدينة، وقال إن "ما قالته كاردشيان لم يحدث".
وأضاف بابوك: "لم نواجه أية إبادة جماعية، ولم أرَ عنفا عندما دخل المقاتلون الإسلاميون، كما لم يسقط قتلى". وقال لاجئون آخرون فروا من بلدة "كسب" إن ما حدث كان "تجربة قاسية حقا"، الا أنهم نفوا أن يكونوا قد تعرضوا لأية عمليات إبادة.
وقال هوفسيب، البالغ من العمر 66 عاما لجريدة "التايمز" إنه كان يسقي الأشجار في حديقة منزله عندما بدأ الهجوم على المدينة، ولأن القصف جاء من جهة الحدود التركية فان العديد من السكان هربوا إلى مدينة اللاذقية التي لا زال النظام يسيطر عليها.
وأضاف الرجل الأرمني "كل شيء حدث وانتهى خلال ثلاثين دقيقة فقط، أنا غادرتُ بعدها فورا إلى بيروت، ورأيتُ الجميع يهربون بالسيارات وعربات النقل وحافلات المدارس"، مضيفا "الجميع هربوا"، لكنه لم يُشر الى أي عمليات قتل في البلدة، ولا إلى مشاهدة أي جثث فيها.