عقدت حركتا "
فتح" و"
حماس" عشرات اللقاءات فيما اصطلح على تسميتها إعلاميا "جولات
المصالحة"، وكانت نتائج هذه اللقاءات تصريحات إعلامية وغياب التنفيذ على أرض الواقع، مع تبادل للاتهامات بين الطرفين بالمسؤولية عن فشل إنهاء الانقسام بحسب محللين.
ومن المتوقع أن يصل وفد المصالحة الذي شكله الرئيس
الفلسطيني محمود عباس مطلع الشهر الجاري، إلى
غزة مطلع الأسبوع المقبل، وسط تراجع الاهتمام بنتائج لقاءات هذا الوفد مع حركة "حماس" بحسب آراء فلسطينيين استطلع "عربي21" آرائهم، مبررين ذلك بـ"خيبات الأمل التي نتجت عن اللقاءات السابقة".
وكان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية اتفق مع عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد على وصول الوفد إلى القطاع مطلع الأسبوع المقبل، مع تأكيد كلا الجانبين على ضرورة انهاء الانقسام والالتفاف إلى القضايا المهمة التي تواجهها القضية الفلسطينية.
ويتكون الوفد إلى جانب عزام الأحمد من أمين عام المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي، وأمين عام حزب الشعب بسام الصالحي، وأمين عام الجبهة العربية لتحرير فلسطين جميل شحادة، ورجل الأعمال منيب المصري.
وقال البرغوثي لـ"عربي21" إن هدف الوفد هو "الإسراع في البدء بتنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية، وسنسعى بكل جهدنا بهذا الطريق".
وأهم النقاط التي سيتم الحديث فيها بحسب البرغوثي هي تشكيل حكومة موحدة، و إجراء انتخابات ديمقراطية للرئاسة، والتشريعي والمجلس الوطني، وأن يفعل الإطار القيادي لمنظمة التحرير، بما في ذلك عملية إعادة تطوير المنظمة بشكل كامل.
وما يتطلبه العمل من تطبيق لقرارات لجنة الحريات والقرارات الأخرى، والتي ستباشر الهيئات المختصة بتنفيذها بعد دخول كل شيء حيز التنفيذ.
وبالنسبة لجدية كلا الطرفين في تحقيق المصالحة هذه المرة، لم يعط البرغوثي جوابا أكيدا، إلا أنه قال: "لا أستطيع أن أعطي إجابة لأنه أمر تقديري، نحن لدينا شعور أن هذه المرة ستكون إيجابية، نحن سنلتقي بهنية والمسؤولين، وهناك ترحيب بالزيارة ونأمل أن يترجم كل شيء لتطبيق عملي".
ويرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية، أيمن يوسف، أن وفد المصالحة سيركز هذه المرة على إجراء الانتخابات، في حال لم يتم الاتفاق على إجراءها في غزة والضفة، فسيعمد إلى إعلان الانتخابات في الضفة الغربية دون غزة؛ متوقعا أن يضاف إليها انتخاب نائب للرئيس.
وأوضح يوسف لـ"عربي21" أن وفد المصالحة يتجه إلى غزة في ظل ظروف حساسة وحرجة، "فالمفاوضات وصلت إلى طريق مسدود، وهناك محاولات لعودة الفلتان، وأبو مازن يريد شرعية لخطواته القادمة، بما فيها التوجه إلى الأمم المتحدة، والمفاوضات، ومستقبل العملية السياسية الفلسطينية".
بدوره بدا أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، عبد الستار قاسم، متشائما بالنسبة للتوصل إلى حل فلسطيني داخلي، وقال لـ"عربي21": "لسنا بحاجة لمصالحة، نحن بحاجة لوحدة وطنية فلسطينية، وليس مجرد مصالحة بين فصيلين، والحديث عن المصالحة أصبح مملا ومجترا، ولا قيمة له".
واعتبر الإعلامي عاطف أبو الرب أن المصالحة "صفقة لم تكتمل بعد، وهي بكل أسف شخصية، وحزبية وليس لها علاقة بالمصلحة الوطنية، الخلاف على عدد من المواقع والحصص".
ويرى بعض المراقبين أن الشخصيات التي يتكون منها "وفد المصالحة" ليست ذات قرار أو تأثير كبير، إلا أن أبو الرب قال لـ"عربي21" إن "الأسماء لا تعني الكثير، المهم النوايا، ووجود برنامج وطني واضح، معقول أكثر من أربع سنوات على بداية المفاوضات، ولم تحدث مصالحة حتى الآن؟".