من المقرر أن تنعقد الجلسة الأولى للانتخابات الرئاسية في
لبنان في الرابع والعشرين من شهر نيسان/إبريل الحالي أي يوم غد الأربعاء المقبل ، ويفترض حضور ثلثي أعضاء مجلس النواب لاكتمال النصاب وان ينال المرشح ثلثي الأصوات كي ينجح، ورغم انه لم يبق سوى يوم واحد على انعقاد الجلسة الانتخابية فحتى الآن يسود الغموض أجواء
الانتخابات ولا يوجد سوى مرشحين علنيين (سمير جعجع قائد القوات اللبنانية والنائب روبير غانم) وهناك توقع أن يعلن الرئيس أمين الجميل رئيس حزب الكتائب ترشيحه اليوم الثلاثاء ، أما بقية المرشحين المتوقعين فهم لم يعلنوا ترشيحهم رسميا حتى الآن وهم العماد ميشال عون والوزير بطرس حرب والنائب سليمان فرنجية وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وقائد الجيش جان قهوجي والنائب والوزير السابق جان عبيد والوزير السابق زياد بارود والوزير السابق دميانوس قطار والوزير السابق غطاس خوري والنائب هنري حلو، وقد يكون هناك مرشحون آخرون للرئاسة قد يبرزون في اللحظة الأخيرة لان الدستور اللبناني لا يفرض على المرشحين للرئاسة الأولى إعلان ترشحهم قبل الانتخابات وقد يختار النواب شخصية غير مرشحة ويتم
التوافق عليها مسبقا.
وقد تكثفت الاتصالات الداخلية والخارجية من اجل الاتفاق على المرشح الرئاسي التوافقي في ظل وجود تنافس كبير بين المرشحين سواء داخل 8 أو 14 آذار، ولم يتم حتى الآن إعلان المرشح المحدد لكل فريق.
فعلى صعيد قوى 14 آذار هناك عدة مرشحين متوقعين وهم سمير جعجع وأمين الجميل وبطرس حرب وروبير غانم وغطاس خوري وقد يكون هناك مرشحون أخرون غير معلنين ولم يتم الاتفاق على أي مرشح وقد اعلن جعجع ترشحه رسميا في حين أن الجميل قد يترشح خلال اليومين المقبلين وقد برزت خلافات قوية داخل قوى 14 آذار حول المرشح الأقوى ويعتبر انصار الجميل انه قادر على الوصول للرئاسة في حين أن جعجع ينشط بقوة لينال موافقة قيادة المستقبل ولقد اعلن امس الاحد ان الرئيس سعد الحريري في اتصال مع الدكتور سمير جعجع قال انه اول اتصال مع مرشحنا للرئاسة مما يعني تبني تيار المستقبل لجعجع كمرشح للرئاسة وقد يؤدي ذلك الى انعكاسات سلبية لدى بقية المرشحين من قوى 14 اذار.
أما على صعيد قوى 8 آذار فان المرشح الأقوى هو العماد عون لكن الأخير لا يريد إعلان ترشيحه قبل التوافق مع تيار المستقبل لأنه لا يريد أن يكون مرشحا ل8 آذار فقط ويعتبر انصار عون انه قادر إلى الوصول للرئاسة الأولى لأنه على علاقة قوية مع حزب الله وهو قادر على حل مشكلة سلاح الحزب ودعوته للخروج من سوريا وان الأميركيين يدعمون ترشيحه، أما حزب الله فهو يدعم وصول عون للرئاسة لكنه لم يعلن موقفه رسميا، ويوجد مرشحون آخرون من قوى 8 آذار ابرزهم النائب سليمان فرنجية ،كما أن الرئيس نبيه بري يعمل لوصول النائب السابق جان عبيد كمرشح توافقي.
أما على الصعيد الخارجي فالصورة غير واضحة وان كانت بعض الأوساط الدبلوماسية في بيروت قد تحدثت عن وجود حراك دبلوماسي فرنسي-سعودي-إيراني-أميركي للتفاهم حول الرئيس المقبل وان دبلوماسيين فرنسيين يتحركون في اكثر من اتجاه وان اتصالات سعودية-إيرانية قد بدأت للتفاهم حول الرئاسة الأولى ،كما أن السفير الأميركي ديفيد هيل يكثف اتصالاته داخليا وخارجيا لتسهيل حصول الانتخابات الرئاسية في موعدها.
إذا الاتصالات الداخلية والخارجية تتكثف لكن حتى الآن من غير الواضح على من سترسو القرعة في الانتخابات الرئاسية وإن كانت مصادر سياسية لبنانية مطلعة تؤكد انه اذا لم يحصل توافق داخلي مدعوم بتوافق خارجي فانه من الصعب أن تحصل الانتخابات الرئاسية في موعدها أي قبل 25 أيار/مايو المقبل مما يعني دخول لبنان في الفراغ الرئاسي وانه اذا لم يحصل اتفاق متكامل بين القوى الداخلية أولا والقوى الخارجية المؤثرة في لبنان ثانيا فان الانتخابات لن تحصل والفراغ هو المرجح.