وجهت واشنطن تحذيرا شديد اللهجة للفلسطينيين من مغبة الإقدام على إنفاذ تهديدات
أبو مازن بحل أجهزة
السلطة الفلسطينية، وما سينجم عنها من إلغاء اتفاقات أوسلو وإعادة السيطرة على المناطق الفلسطينية إلى "
إسرائيل".
وأكدت الإدارة الأمريكية أنّ هذه الخطوة سيكون لها آثار وخيمة على العلاقات بين أمريكا والفلسطينيين؛ مهددة السلطة بعقاب جسيم سيتمثل بوقف المساعدات.
وقالت الناطقة بلسان الخارجية الأمريكية جان ساكي الاثنين إنه "في السنوات الأخيرة بذلت جهود كبيرة في بناء مؤسسات السلطة الفلسطينية، واستثمرت أموال الأسرة الدولية وأموال أمريكية".
وشددت على أنّ حل السلطة لن يخدم المصلحة الفلسطينية وستكون له آثار جسيمة على علاقات الولايات المتحدة والفلسطينيين، بما في ذلك موضوع المساعدات الأمنية التي تمنحها الولايات المتحدة للسلطة.
وسينعقد المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في 26 نيسان/ أبريل في رام الله، للبحث في خطة أبو مازن لحل السلطة وإعادة السيطرة على الحياة اليومية لنحو 2 مليون من سكان مناطق السلطة إلى "إسرائيل".
وأشار موظف إسرائيلي كبير مطلع على
المفاوضات أن إسرائيل تنظر لتهديدات أبو مازن كخطوة جدية وخطيرة.
وقال المسؤول الإسرائيلي لصحيفة يديعوت الإسرائيلية، الثلاثاء، إن "المزاج في الطرف الفلسطيني سلبي جدا. وهم يفكرون حقا باتخاذ خطوات متطرفة. وخلافا للماضي، فإننا لم نعد نستخف بالإعلانات الفلسطينية عن إعادة المفاتيح".
وفيما البعض مقتنعون بأن هذه ضربة ستلحق بإسرائيل أضرارا كبيرة. فإن ثمة من يرى أن حل السلطة هو هدية لإسرائيل.
من جانبه قال رئيس البيت اليهودي، الوزير نفتالي بينيت "إذا كان أبو مازن يريد أن يذهب فلن نقف في سبيله. مع تهديدات كهذه من يحتاج إلى التمنيات؟".
وفي المقابل، فان رئيس المعارضة، النائب إسحق هرتسوغ، قال إن هذا خطر حقيقي: "أنا لا أستخف بهذا التهديد، ولو كنت رئيس الوزراء لاستعديت له بكل الجدية".
أما رئيسة ميرتس، النائب زهافا غلئون، فترى أنّ هذه الخطوة من شأنها أن تتسبب بفرض عقوبات على إسرائيل وجعلها دولة منبوذة ومنعزلة في العالم، لكونها ستكون مضطرة لإقامة إدارة مدنية تحكم السكان في المناطق، وهذا سيعمق الاحتلال.
وبالمقابل، ألمح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن تصريح أبو مازن ليس جديا: "نحن نرى هذا اليوم السلطة الفلسطينية، التي تحدثت أمس عن الحل، تتحدث اليوم عن الوحدة مع حماس. إذن فليقرروا: هل يريدون حل السلطة أم يريدون الوحدة؟".
ونقلت يديعوت عن مصادر وصفتها بـ"رفيعة المستوى" في قيادة السلطة، الاثنين، أن إمكانية حل السلطة الفلسطينية معقولة جدا، وأن دائرة المفاوضات في السلطة تلقت منذ الآن الإذن بفحص كل آثار هذه الخطوة. ومع ذلك توجد في القيادة الفلسطينية أيضا معارضة لهذه الخطوة.
ياسر عبد ربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير قال "يجب أن لا نعطي إسرائيل هدية هي عقاب لأنفسنا". وقال مسؤولون آخرون: "إقامة السلطة هي إنجاز وطني محظور التخلي عنه".
على خلفية الأزمة في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين يلمح أبو مازن بأن في يديه أوراقا وإمكانيات أخرى، في الضفة الغربية وفي قطاع غزة يبثون تفاؤلا بالنسبة لإمكانية أن يتحقق اتفاق مصالحة بين حماس وفتح. والمفاوضات على ذلك ستجري الثلاثاء في غزة بين مسؤول حماس موسى أبو مرزوق -الذي وصل أمس من مصر إلى القطاع- وبين وفد من كبار الفلسطينيين من الضفة. وعلى سبيل النية الطيبة أطلقت حماس أمس سراح عشرة نشطاء من فتح كانوا معتقلين في القطاع.