أكد قيادي بارز في حركة
حماس، أن الفرصة باتت سانحة لإنجاز مشروع
المصالحة، مشيرا إلى أن كل الأطراف في الساحة الفلسطينية باتت تدرك أن "ظهرها للجدار، وأن إنجاز المصالحة يمثل الوصفة الوحيدة للخروج من حالة انسداد الأفق التي انتهى إليها الشأن الفلسطيني".
وقال الدكتور
يحيى موسى، نائب رئيس كتلة حماس في المجلس التشريعي الفلسطيني: "إن قيادة السلطة الفلسطينية تعي حاليا أن مشروع حل الدولتين أصبح مجرد "سراب"، وأن خيار المفاوضات لم يسفر إلا عن تآكل رصيد القضية الوطنية الفلسطينية".
وفي تصريحات لـ "عربي 21"، أوضح موسى أن الأزمات الداخلية والصراعات التنظيمية داخل حركة "
فتح"، بالإضافة إلى تهديدات "إسرائيل" الصريحة والواضحة ضد السلطة الفلسطينية، قلصت هامش المناورة أمام قيادتها وجعلتها تدرك مدى حاجتها لإنجاز المصالحة.
وشدد موسى على أن حركة حماس في المقابل، باتت تعي حجم الكلفة الناجمة عن الجمع بين المقاومة والحكم، في ظل الحصار وعجز الحركة عن مواجهة التبعات الاقتصادية للحصار.
وأضاف: "لقد جعل الحصار كلفة المقاومة كبيرة بالنسبة لحركة حماس، سيما، وأن الحركة مطالبة بإعالة الشعب الفلسطيني، وهو ما يتعذر عليها الوفاء به وحدها".
واستدرك موسى قائلا: "إن أهم مسوغ لإنهاء الانقسام وإحلال المصالحة هو الحرص على وقف التدهور الحاصل في مكانة القضية الوطنية الفلسطينية، في ظل تعاظم مشاريع التهويد والاستيطان، التي باتت تهدد مستقبل القضية الوطنية.
وتوقع موسى أن يسهم تحقيق المصالحة في رفع الحصار عن قطاع
غزة، بما يتضمن تحسين الأوضاع الاقتصادية في القطاع، ويسمح بإعادة معبر رفح، ورفع القيود على حرية الحركة للفلسطينيين في قطاع غزة.
وشدد موسى على أن تحقيق المصالحة يتطلب التوافق على استراتيجية شاملة للعمل الوطني في المرحلة المقبلة، من خلال وقف الرهان على المفاوضات من جهة، وفحص إمكانية التوافق على آلية نضال وطني في الوقت الحالي، سيما المقاومة الشعبية، مشددا على أهمية أن يتوجه الفلسطينيون للعالم لتقليص هامش المناورة أمام "إسرائيل" والحيلولة دون تمكينها من تسجيل نقاط في صراعها ضد الفلسطينيين.
وأكد موسى أن اللقاءات التي تتم في قطاع غزة، لا تتم بين وفد يمثل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس، بل إنها تجسد مؤتمرا وطنيا شاملا، تشارك فيه كل الفصائل الفلسطينية، وضمنها حركة الجهاد الإسلامي.
ونوه موسى أنه سيكون بإمكان حركة حماس ترميم وتحسين شعبيتها التي تآكلت في أعقاب فرض الحصار، علاوة على أنه سيسمح لها ببلورة خياراتها الوطنية في ظل أقل قدر من الضغوط التي تمارس عليها حاليا.
وشدد موسى على أن إتمام المصالحة سيقلص من تأثير مواقف الأطراف الإقليمية تجاه "حماس"، وسيسمح للحركة بهامش حرية في الحركة في المجال السياسي والتنظيمي.
من ناحية أخرى، علمت "عربي 21" أن السلطات المصرية معنية بأن ترعى الحكومة المصرية حفل توقيع الاتفاق.
وذكرت مصادر فلسطينية أن سماح السلطات المصرية لموسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس بالوصول إلى قطاع غزة في ظل حالة التوتر التي تشهدها العلاقة بين الحركة وحكومة الانقلاب يأتي تجسيدا لهذه الرغبة.