استقبل
اللاجئون الفلسطينيون في
لبنان بحماسة الاتفاق الذي وقعته أخيراً حركتا "
فتح" و"
حماس"، لكنهم بدوا حذرين من إمكانية تكرار سيناريوهات المصالحات السابقة والتي انتهت جميعها إلى الفشل.
ويبدو القلق واضحاً بين اللاجئين الفلسطينيين في مخيمي صبرا وشاتيلا في بيروت بسبب الانقسام الحاد الذي طبع العلاقة بين حركة "فتح" التي تؤمن بالحل السلمي للنزاع مع إسرائيل كخيار أول، و"حماس" ذات التوجه الإسلامي والتي تتبنى الخيار العسكري ضد إسرائيل، منذ فوز "حماس" بالانتخابات التشريعية في العام 2006.
ووصف وليد الجيربي، العامل في مجال الدهانات والتكييف، الاتفاق بالـ "جيد جدا"، وبأنه ينعكس إيجابا على وحدة الشعب الفلسطيني وتنظيماته.
ورأى الجيربي أن "قوة الشعب الفلسطيني بوحدته"، معتبراً أن المصالحة من الممكن أن "تنعكس إيجابا" داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان التي تشهد توترات أمنية بين الحين والآخر نتيجة الانقسامات المتعددة على الساحة الفلسطينية.
وتمنت شادية مصطفى، وهي ربة منزل، في حديث لها لو أن المصالحة "تمت قبل ذلك"، لكنها لم تخف قلقها من إمكانية "فشل" هذا الاتفاق الجديد.
وأشارت إلى أن الانقسام أو المصالحة بين "فتح" و"حماس" ينعكسان مباشرة داخل منزلها، فـ "أحد أبنائي من مناصري فتح والآخر يدعم حماس".
وزار وفد من منظمة التحرير الفلسطينية مكلف من الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء الماضي قطاع غزة، الذي تسيطر عليه "حماس" عسكرياً منذ طردها قوات السلطة منه اثر اشتباكات بين الطرفين في صيف 2007، ووقع الطرفان اتفاقاً يقضي بإنهاء الانقسام الفلسطيني، وتشكيل حكومة توافقية في غضون 5 أسابيع.
كما أكد الاتفاق على تزامن الانتخابات التشريعية والرئاسية، والمجلس الوطني، على حد سواء، مخولاً عباس تحديد موعد هذه الانتخابات، بالتشاور مع القوى والفعاليات الوطنية، على أن لا يتعدى هذا الموعد فترة 6 أشهر من تاريخ تشكيل حكومة التوافق.
العامل في احدى الجمعيات الخيرية، فؤاد عابد، رأى أن المصالحة "ضرورة عامة"، وأهم ما فيها موضوع "حماية المقاومة".
واعتبر أن "كل المؤشرات تدل على أن الاتفاق حقيقي وليس شكليا".
أما نادر حمود، فتمنى أن تكون "المصالحة جدية"، لا مجرد "صور إعلامية" كما جرى في المصالحات السابقة التي فشلت، معتبراً أنه بـ "الاتفاق نستطيع محاربة إسرائيل".
محمد قاسم أبو جاموس، وهو متعهد بناء، عبر عن فرحته باتفاق المصالحة، قائلاً: "نحن متفائلون جدا جدا"، وهذه المصالحة "ستنعكس إيجابا" على المخيمات الفلسطينية في لبنان.
ورفضت إسرائيل اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي دفع رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو إلى وقف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية وخيرها بين "المصالحة ع حماس" أو "السلام".
وفي حين لاقى اتفاق المصالحة بين حماس وفتح ترحيبا من قبل دول عربية عدة، بالإضافة إلى الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، أعربت واشنطن عن "خيبة املها" من الاتفاق ولوحت بإمكانية وقف مساعداتها للسلطة الفلسطينية.
ولجأ مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى لبنان عام 1948 مع "النكبة" الفلسطينية وقيام دولة إسرائيل، وما زالوا، بعد مرور أكثر من 65 عاماً، يتواجدون في 14 مخيماً منتشرا في أكثر من منطقة لبنانية. وتقدر الأمم المتحدة عددهم بحوالي 460 ألفا.