شدد رئيسا مؤسستين رائدتين في "
إسرائيل" على أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به
السعودية في تكريس "
السلام الإقليمي"، الذي يخدم المصالح الاستراتيجية لإسرائيل بشكل كبير.
وفي مقال نشراه أمس في النسخة العبرية لموقع "واي نت" قال كل من يوفال رابين، مدير ما يعرف بـ "
مبادرة السلام الإسرائيلية"، ونجل رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين وتشارلز بروفمان رئيس مجلس إدارة "منتدى السياسات الإسرائيلية" إن تحقيق هذا الهدف المهم يستدعي من "إسرائيل" تبني ما جاء في مبادرة السلام العربية.
وأشار رابين وبروفمان إلى أنه لم يعد سراً أن هناك قائمة من المصالح المشتركة بين كل من "إسرائيل" والسعودية ودول عربية أخرى، سيما في مواجهة إيران وبرنامجها النووي والقوى التابعة لها، علاوة على أن الطرفين يبديان نفس القلق من تعاظم دور الحركات الجهادية السنية في العالم العربي، سيما في سيناء وسوريا.
ونوه رابين وبروفمان إلى أن هناك إمكانية كبيرة لتدشين مشاريع اقتصادية مشتركة بين السعودية ودول الخليج من جهة و"إسرائيل" من الجهة الأخرى، مؤكدين أنه بالإمكان أن ينجح "الإسرائيليون" والعرب، سيما الخليجيون في التعاون في حل الكثير من المشاكل المشتركة، سيما التحديات الأمنية المشتركة.
وأوضحا أن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو شدد خلال كلمته أمام مؤتمر "أيباك" الأخير في الولايات المتحدة على رغبة "إسرائيل" في بناء علاقات مع الدول "الرائدة" في العالم العربي، مشيراً إلى أنه يدرك أن حل الصراع وحده يضمن إنجاز هذا الهدف.
واعتبر رابين وبروفمان أنه كلما اتسعت دائرة القوى المشاركة في جهود التسوية فأن هذا سيساعد الولايات المتحدة على إيجاد حل للصراع القائم بين "إسرائيل" والشعب الفلسطيني، حيث أوضحا أن السلام الإقليمي بدعم السعودية يعني توفير مظلة أولى لحل الصراع مع الفلسطينيين.
وأشارا إلى أن السعودية بادرت قبل 12 عاماً إلى عرض اقتراح يتضمن تطبيع العلاقات بين العالم العربي و"إسرائيل" كجزء من حل شامل للصراع، مشيرين إلى أنه يتوجب استغلال حقيقة أن الدول العربية وقعت على هذه المبادرة، نظراً لما تتضمنه من فرص واعدة لتحقيق التسوية ولتحسين أوضاع "إسرائيل" الاستراتيجية والسياسية والأمنية والاقتصادية.
وأوضح رابين وبروفمان أن الجامعة العربية تحت ضغط "المعسكر المعتدل" عرضت في أبريل 2013 إمكانية تطبيق تبادل أراضي بين "إسرائيل" والدولة الفلسطينية العتيدة "وهذا من شأنه تسهيل فرص التوصل للتسوية".
واعتبرا أن اقتراح العرب تبادل الأراضي يمثل "تعديلاً" للمبادرة العربية الأصلية وهو ما يعكس طابع الاعتدال الذي يتسم به القادة العرب.
وأكدا أن العرض العربي يدلل على الطابع البرغماتي للقيادات العربية الحالية، وهو ما يتوجب على صناع القرار في إسرائيل استغلاله بشكل كبير، وعدم السماح بأن تكون المبادرة العربية مجرد خطة عمل فقط.
وأضاف رابين وبروفمان: "في حال أبدى العرب استعدادهم للحديث مع إسرائيل وكانوا مستعدين للقيام بخطوات لبناء الثقة المتبادلة والشروع في حوار إقليمي يتناول المصالح المشتركة ويقود لاتفاق سلام مستقبلي، فمن شأن هذا التطور أن يغير قواعد اللعبة من أساسها ويمثل إسهاماً جوهرياً لعملية التسوية".
وشدد رابين وبروفمان على أنه لم يكن في يوم من الأيام هناك حوافز تدفع القادة العرب وقادة "إسرائيل" للعمل معاً من أجل تحديد مستقبل المنطقة، كما هو الواقع الآن.
وحث الباحثان الإدارة الأمريكية على استغلال نفوذها لدى السعودية والدول الخليجية من أجل إقناعها بالانضمام لمشروع التسوية، بحيث تفضي تسوية الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي" إلى "سلام إقليمي" يغير البيئة الاستراتيجية لإسرائيل بشكل كامل.
واعتبر الباحثان أن مشاركة السعودية ودول الخليج في جهود التسوية الفلسطينية "الإسرائيلية" ستعزز من الثقة بين المستويات الرسمية في كل من الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية، مشيرين إلى أن هذا سيمنح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس القدرة على اتخاذ قرارات صعبة، سيما في القضايا الحساسة، وعلى وجه الخصوص اللاجئين والقدس.
واعتبر الباحثان أن الدور السعودي سيقنع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرأي العام "الإسرائيلي" بجدية فرص التوصل للتسوية السياسية للصراع وسيبرز العوائد الإيجابية للتسوية.
وأكد الباحثان أن الرأي العام "الإسرائيلي" يميل للرهان على تسوية قائمة على التعاون العربي، حيث أشارا إلى أن استطلاعا للرأي العام أجرته "مبادرة السلام الإسرائيلية" أظهر أن ثلثي الإسرائيليين لا يثقون برغبة الفلسطينيين في تحقيق تسوية للصراع، في حين أن 75% يؤيدون التوصل لتسوية تقوم على أساس المبادرة العربية.
وأكد الاستطلاع أيضاً أن الجمهور "الإسرائيلي" سيؤيد نتنياهو في حال توصل لتسوية تقوم على أساس هذه المبادرة.
وشدد الباحثان أنه على الرغم من أن "الإسرائيليين حذرون وشكاكون، إلا أنهم في الواقع واقعيون لأنهم يعون أن السلام الإقليمي يضمن تحقيق المصالح الاستراتيجية لإسرائيل".
وأوضح الباحثان أنه على الرغم من أن هناك تحديات تواجه فرص تحقيق سلام إقليمي، إلا أن هناك فرصا كبيرة لتحقيق هذا الإنجاز، وهذا ما يفرض على وزير الخارجية الأمريكي جون كيري العمل على توفير الظروف لذلك.