قالت مجلة "إيكونوميست" البريطانية حل الانتخابات الرئاسية
المصرية التي ستجري في الفترة ما بين 26-27 أيار/ مايو المقبل، إن حمدين
صباحي المرشح الوحيد الذي يخوض الانتخابات الرئاسية ضد وزير الدفاع السابق وقائد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي بأن صباحي "رجل طيب ولكنه خاسر".
وقالت: "في بلد يتمتع بوضع ديمقراطي عادي، يعتبر صباحي المرشح الوحيد الذي سيخوض الانتخابات ضد
السيسي مرشحا طبيعيا لتولي المنصب، فالرجل البالغ من العمر 59 عاما والذي من المتوقع خسارته يتمتع بسجل مهني نادر في مصر، "فهو سياسي وماهر في الوقت نفسه".
وصباحي بحسب المجلة هو الأصغر من بين 11 شقيقا، وينتمي لعائلة فقيرة من بلدة تعتمد على الصيد في منطقة الدلتا، و"عمل بجهد ودأب على تقديم أفكاره اليسارية والقومية وإن كانت بطريقة غامضة، وذلك منذ انتخابه رئيسا لاتحاد الطلبة في جامعة القاهرة في عام 1975.
وساعدته النزعة الشعبوية على بناء قاعدة له في منطقته ما أهله للحصول على مقعد في البرلمان، وفق الصحيفة.
وجاء صباحي في المرتبة الثالثة في أول انتخابات رئاسية حرة تعقد عام 2012، بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك عام 2011.
ولاحظت المجلة أن "مصر وطوال حياة الصباحي السياسية لم تتمتع بحياة ديمقراطية عادية، "فقبل ثورة عام 2011، تم حشر معارضي النظام في دائرة ضيقة وضيق عليهم.. وسجن الصباحي مرتين، الأولى في عام 1981 أثناء عملية سجن المعارضة، والأخرى في فترة التسعينات، عندما كان يدافع عن الفلاحين الفقراء، وضد إلغاء قانون إصلاح الأراضي".
و"يواجه صباحي اليوم تحد كبير، فالسيسي الذي كان حتى وقت قريب وزير الدفاع يعتبر بطلا بالنسبة للكثير من المصريين لانقلابه على الرئيس مرسي قبل عشرة أشهر، ويمكنه الاعتماد أيضا على دعم الجيش المؤثر، ودعم غير مباشرة من الدولة المصرية المترامية الأطراف".
وتقول المجلة إن "طبيعة السباق غير المتوازنة انكشفت عندما قدم كل من المرشحين أوراقه، وسجله للناخب المصري.. فقد اشتكى مدراء حملة صباحي من مكاتب التسجيل التابعة للحكومة المؤقتة، وأنها عرقلت حملة صباحي لجمع 25 ألف توكيل التي احتاجها صباحي للدخول في المنافسة، فيما قدمت حملة السيسي حتى هذا الوقت 200.000 توكيل".
وتضيف أن "سنوات من الديكتاتورية والتي تبعتها أعوام من الاضطرابات جعلت الكثير من المصريين يخافون من السياسيين ويحنون للرجل القوي (...) فالناخبون الذين لا يعتبرون السيسي كبطل، على الأغلب لن يشاركوا في الانتخابات، ولن يمنحوا أصواتهم لصباحي".
ورفض مسؤولو حملة السيسي الاقتراحات عن مناظرة بين رجلهم وصباحي، لأن مشهدا كهذا وفي ظل المناخ السياسي المصري الحساس يعتبر "غير صحي"، بحسب ما نقلته المجلة.