أعلنت السلطات الصحية في
مصر عن اتخاذ إجراءات وقائية بعد اكتشاف أول إصابة بفيروس "
كورونا" لمواطن قادم من السعودية، مشيرة إلى أن "زيادة أعداد المصابين بالفيروس أمر وارد نظرا لأن مصر مقبله على فترة العمرة".
وقال وزير الصحة في الحكومة المؤقتة، عادل العدوي، في مؤتمر صحفي عقده، الأحد، بمقر وزارة الصحة (وسط القاهرة) إن "اللجنة العليا المسؤولة عن فيروسات الإنفلونزا والمتخصصين في علاج أمراض الصدر فى مصر وضعوا الإجراءات الاحترازية اللازمة للتعامل مع فيروس كورونا".
وهذه الإجراءات، بحسب العدوي، تتمثل في رفع الوعي الصحي بين المصريين حول طبيعة الفيروس، وكيفية الإصابة به، والوقاية منه، لافتا إلى إحكام الرقابة على المنافذ في المطارات، ودعم الحجر الصحي، وتشديد أنظمة الترصد للاكتشاف المبكر للحالات، بما يؤدي إلى شفائها بنسب أكبر.
ولم يستبعد الوزير احتمال زيادة أعداد المصابين بفيروس "كورونا" في ظل زيادة أعداد المعتمرين، عندما قال إن "زيادة أعداد المصابين بفيروس كورونا وارد نظرا لأن مصر مقبلة على فترة العمرة (تتزايد رحلات العمرة في مصر مع قدوم أشهر رجب وشعبان ورمضان)".
غير أنه عاد ليطمئن جميع المصريين قائلا: "إنه في ظل اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية والعلاجية لن يكون هناك زيادة في أعداد الإصابات بفيروس الكورونا مستقبليا".
وأعلنت وزارة الصحة المصرية، السبت، اكتشاف أول حالة إصابة بفيروس "كورونا" لشاب يبلغ من العمر 27 عاما، يعمل مهندسا في السعودية، وتم الاشتباه في حالته بمطار القاهرة، ونقله إلى مستشفى حميات العباسية بالقاهرة.
وبخصوص هذه الحالة، قال العدوي إن "الحالة مستقرة، ويتم تقديم العلاج لها، والإشراف الطبي لها على مدار 24 ساعة".
ونفى الوزير أن يكون هناك حالات أخرى بخلاف هذه الحالة، قائلاً: "لم يثبت حتى الآن أن هناك حالات إيجابية، ومن الجائز أن يكون هناك حالات قيد الفحص، وفي حال ثبوت أي حالات سنعلن عنها في التو واللحظة".
وردا على سؤال بشأن ما تقدمه الوزارة للمعتمرين المصريين للوقاية من الفيروس، قال العدوي: "لابد أن يكون هناك وعي تام للسادة المسافرين، وأي مريض يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة أو سعال عليه أن يقدم نفسه لإدارة الحجر الصحي بالمطار، ولابد أيضا أن يكون هناك تنسيق مع وزارة السياحة وشركات السياحة لتوعية المعتمرين في حال تعرضهم لارتفاع في درجة الحرارة، وإبلاغ السلطات في المطار".
وأضاف الوزير: "نقول للمعتمرين ليس هناك أي داع من للقلق أو الخوف الغير زائد أو الغير مبرر، لأن الإجراءات الوقائية وإجراءات مكافحة
العدوى سيتم تطبيقها بكل صرامة، ونحن نهتم بكافة الإجراءات الصحية التي تمنع عدوى شخص لأخر".
والمؤتمر الصحفي الذي حضره عدد من أساتذة الأمراض الصدرية، قال فيه أستاذ الأمراض الصدرية والحساسية بجامعة عين شمس، بالقاهرة، طارق صفوت، إنه "رغم أن المرض ليس له مضاد حيوي لكنه سهل الوقاية منه من خلال اتخاذ الإجراءات الاحترازية، من بينها عدم اختلاط المعتمرين، وفي حال شعور أي شخص بمرض تنفسي عليه أن يعرض نفسه على المتخصصين".
ويعد فيروس "كورونا"، أو ما يسمى الالتهاب الرئوي الحاد، أحد
الفايروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، ولا توجد حتى الآن على مستوى العالم معلومات دقيقة عن مصدر هذا الفيروس، ولا طرق انتقاله، كما لا يوجد تطعيم وقائي أو مضاد حيوي لعلاجه.
وتتشابه أعراض الفايروس مع أعراض فايروس الأنفلونزا مثل "ارتفاع في درجة الحرارة، وصداع، وسعال، واحتقان بالحلق، وضيق النفس، ورشح بالأنف وألم بالعضلات"، وفي معظم الحالات تكون الأعراض بسيطة، ونادرا ما يتسبب في بعض المضاعفات في صورة إلتهاب رئوي خاصة عند كبار السن أو مرضى القلب والرئة أو ذوي المناعة الضعيفة وذوي الأمراض المزمنة.
وبحسب إحصاء أعدته "الأناضول" فمنذ اكتشاف فيروس "كورونا" في أيلول/ سبتمبر 2012، تم تسجيل 382 حالة إصابة به في 14 دولة (من بينها خمس دول خليجية) هي السعودية، وقطر، والإمارات، وعُمان، والكويت، وتونس، والأردن، واليمن، ومصر، وفرنسا، والمملكة المتحدة، وألمانيا، وإيطاليا، واليونان، وتركزت معظم الإصابات في السعودية، حيث تم تسجيل 313 إصابة في السعودية، ثم الإمارات 40 إصابة.
وبلغ إجمالي المتوفين بالفيروس في العالم 106، منهم 92 في السعودية، وكانت معظم حالات الوفاة لأشخاص تجاوزوا الأربعين من أعمارهم.