أشارت صحيفة "هآرتس"، إلى أن الاسرائيليين على يقين بأن القوى العظمى التي تفاوض
إيران تميل إلى تبني مصالحة بعيدة المدى، تُمكن من التوقيع على اتفاق بين الطرفين ما بقيت القيادة المعتدلة في طهران هي التي تُملي السياسة الايرانية.
وأكد الكاتب
الإسرائيلي عاموس هرئيل في مقاله في الصحيفة، الأربعاء، أن المحادثات التي تمت مؤخرا بين مسؤولين كبار إسرائيليين وأمريكيين، عبرت عن قلق إسرائيلي مما وصف بأنه "موقف تنازلي للقوى العظمى".
ورغم تأكيد مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس في زيارة لإسرائيل الأسبوع الماضي، بأن نافذة الفرص لاحراز اتفاق مع ايران ضيقة وقد تغلق قريبا لأنه، بحسب رايس، من غير المؤكد أن تنجح القيادة المعتدلة في إيران إملاء سياستها، إلا أن المستوى السياسي في اسرائيل رفض التعليل الامريكي، معتقداً أن طهران نجحت مرة أخرى في تضليل القوى العظمى، حسبما قال هرئيل.
وأضاف هرئيل: "عرضت رايس في محادثاتها في اسرائيل ما يصفه الأمريكيون بأنه انجازات مهمة في الاتفاق المرحلي، وفي مقدمتها وقف تخصيب اليورانيوم بمستوى 20 بالمئة، ومضاءلة المخزون الموجود إلى أدنى مستوى، وتقوية الرقابة الدولية أيضا. وتعتقد إدارة أوباما أيضا أنه سيمكن إحراز تنازل ايراني في مسألة استعمال المفاعل الذري في أراك. وفي اسرائيل لا يتأثرون بذلك لأن التقدير الغالب هو أن إيران كانت مستعدة أصلا للتضحية بمسار البلوتونيوم وأراك في مركزه، بشرط أن تنجح في الحفاظ على إنجازاتها في موضوع اليورانيوم".
ويرى الكاتب الإسرائيلي أن إيران عززت مكانها الإقليمي في الأشهر الاخيرة بصفتها موجهة النغمة في الحرب الأهلية في سوريا وبصفتها صاحبة إجراءات في الأزمات في أفغانستان والعراق ولبنان.
وتابع كلامه: "كانت المساعدة الإيرانية لنظام الأسد في دمشق عنصرا حاسما في نجاح الحكم في تجاوز هجمات المتمردين عليه. إن مئات المحاربين من حرس الثورة الايراني ومعهم مئات من الخبراء العسكريين والاستخباريين يمكثون في سوريا بصورة دائمة ويساعدون النظام في الحرب".
كما أوضح هرئيل أن إسرائيل تلاحظ مشاركة ايران المتجددة فيما يجري في قطاع غزة، "فقد عاد الايرانيون فعززوا العلاقة بالجهاد الاسلامي في القطاع وتمت في الوقت نفسه ايضا تحسسات أولى لمصالحة مع حماس بعد الازمة القاسية في العلاقات بين الطرفين قبل سنتين، لكن لا يبدو في هذه المرحلة أن الجهود جاءت بنتائج" وفقا لهآرتس.