قالت مصادر في المعارضة
السورية اليوم الاثنين ان وزير الدفاع في حكومة المعارضة استقال بعد خلافات مع رئيس
الائتلاف الوطني لقوى الثورة و المعارضة السورية، أحمد
الجربا.
وقال مصدر من المعارضة مقرب من وزير الدفاع انه استقال الليلة الماضية احتجاجا على نقص الأموال المقدمة الى الكتائب المقاتلة من قبل رئيس الائتلاف الوطني.
لكن مصدرا في الائتلاف قال ان مصطفى استقال بعد ان رفض الجربا تعيينه رئيس وزراء مؤقتا، وهو منصب يشغله الآن أحمد طعمة الاسلامي المعتدل.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان مصطفى "لم يحقق شيئا. فقدنا سورية. فقدناها للجهاديين وللأسد".
وجاء في نص رسالة الاستقالة التي تقدم بها مصطفى إلى طعمة: "تفرض عليّ الأمانة ألا أكون شاهد زور على استمرار تدمير سورية فوق رؤوس رجالها ونسائها وأطفالها من قبل نظام جاوز في طغيانه كل مجرمي التاريخ، وألا أكون غطاء للفرقة بين تشكيلات
الجيش الحر تحت مسميات مختلفة (..) وقد منعت عنهم وسائل الدفاع المشروعة لوقف قصف الطائرات والدبابات والسلاح الكيماوي والموت جوعاً مقابل سيل مستمر من السلاح والمال والرجال للنظام المجرم".
وقالت الرسالة التي اطلعت عليها "عربي21": "لم يتوفر لوزارة الدفاع اي إمكانية للقيام بالحد الأدنى من واجباتها لتلبية مستلزمات الثوار الواجبة التنفيذ فورا، وقد ماتت لدينا كل الأجوبة لتحقيق مطالبهم واحتياجاتهم المقدسة"، مضيفة: "إن تحقيق أهداف الثورة ومستقبل سورية والحفاظ على وحدتها أرضا وشعبا يتم من قبل من حملوا هم الوطن قبل المصلحة ومن هنا فنحن جميعا نتحمل أمانة عدم الوقوع في الأخطاء التاريخية التي وقع فيها كثيرون وأدت الى ما نحن فيه".
وفي إشارة إلى استقالته السابقة، قالت مصطفى في رسالة الاستقالة الجديدة: "لقد أدركت منذ البداية مثل الكثيرين أسباب تأخير انتصار الثورة وعدلت عن استقالتي الاولى آملا في أن تتجه الأمور نحو واقع أفضل وأن تتضافر الجهود لدعم العمل العسكري المنظم"، مشيرا إلى محاولات النظام للسيطرة على حمص وريف ودمشق وحلب.
وكان
أسعد مصطفى قد قدم استقالته في شباط/ فبراير الماضي بسبب خلافه مع رئيس الأركان السابق اللواء سليم إدريس، وقد تراجع عن استقالته تلك بعد عزل إدريس وتعيين العميد عبد الإله البشير مكانه.
وخلص مصطفى إلى القول: "نظرا لهذا، وتأكيدا على رسالتي إليكم بتاريخ 2014/3/4 فإنني أؤكد استقالتي من وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة ملتزما بأن أظل جنديا في خدمة اكثر الثورات طهرا وشجاعة في التاريخ" حسب نص الرسالة.
وأرجع مصطفى في تصريحات صحفية؛ سبب استقالته إلى ضعف الإمكانيات المتاحة لوزارته، مشيرا في المقابل إلى أن "المطلوب القيام به كيبر جدا".
كما اعتبر مصطفى استقالته أيضا بمثارة "رسالة احتجاج على ضعف الدعم الدولي المقدم للثورة السورية".
وفي المقابل، ربط معارض سوري استقالة مصطفى بالخلاف السابق بين الكتلة التي تدعمها قطر والأخرى التي تدعمها السعودية في الائتلاف الوطني السوري. وينتمي إلى مصطفى إلى "التجمع الوطني السوري الحر للعاملين في الدولة" الذي يضم منشقين عن النظام السوري ويقوده رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب، بين ينتمي الجربا للفريق الثاني. وقد أدى الخلاف بين الفريقين إلى انسحاب نحو ثلث أعضاء الائتلاف بعد الانتخابات الأخيرة التي فاز فيها الجربا.
وقال في تصريحات منفصلة: "سورية تدمر بالكامل من كل اتجاه وبكل أنواع الأسلحة، ونحن ليس بين يدينا أي شيء نقدمه". وبينما شدد على أن الثوار بحاجة إلى الدعم المالي، أشار إلى أن هناك سوء تنسيق بين أطراف المعارضة.
وأضاف: "لا أريد أن أضع المسؤولية على أحد، لكن نحن جميعاً في المعارضة نتحمل المسؤولية، وهذه المسؤولية تتمثل في أن تقوم كل مؤسسة بدورها بالكامل".
وعُين أسعد مصطفى الذي تدعمه السعودية في منصب وزير الدفاع في تشرين الثاني/ نوفمبر في اطار خطة للائتلاف الوطني السوري لإدارة المناطق التي سيطر عليها الثوار في البلاد.
لكن
الحكومة المؤقتة التي يترأسها أحمد طعمة؛ لم تتمكن من السيطرة على جماعات المعارضة المتناحرة ومنها جماعات تابعة لتنظيم القاعدة ولم تلق سوى مساعدات هامشية من الدول الداعمة.
وعمل مصطفى، وهو في الستينيات وزيرا للزراعة في حكومة حافظ الاسد، لكنه أعلن انشقاقه بعد اندلاع الانتفاضة المناهضة لحكم أسرة الاسد الممتد منذ 40 عاما في آذار/ مارس عام 2011.
وسيظل الجربا رئيسا للائتلاف الوطني السوري حتى حزيران/ يونيو حين يتم انتخاب رئيس جديد او تمدد رئاسته. لكن خلافات ظهرت على السطح داخل الائتلاف حو إمكانية التمديد للجربا لولاية ثالثة، لأن ذلك يتطلب تعديل النظام الداخلي الذي يسمح بولايتين رئاسيتين فقط.