تسبب انتشار مرض
الملاريا بمحافظة
أسوان - جنوب
مصر - بحالة من الذعر وسط الأهالي، بعد تزايد حالات الإصابة به، كما أنه أثار قلقا شديدا وخوفا من انتقال المرض إلى باقي أنحاء البلاد.
وأعلنت وزارة الصحة المصرية ارتفاع عدد الحالات المؤكدة المصابة بالملاريا في محافظة أسوان إلى 14 حالة.
وكان مسؤولو الحجر الصحي بميناء السد العالي، قد حجزوا مسافرا سودانيا مساء السبت بمستشفى أسوان أثناء دخوله لمصر بعد تأكد إصابته بمرض الملاريا.
وأضافت الوزارة في بيان لها مساء السبت - وصلت نسخة منه لـ "عربي21" - أن أحد المصابين خرج من المستشفى بعد تماثله للشفاء، فيما تبقى 13 مصابا تحت العلاج والملاحظة".
سودانيون نقلوا المرض
وأكد البيان أن عدوى الملاريا التي بدأت بالانتشار في مصر سببها سودانيون حاملون للمرض، دخلوا إلى البلاد بطريقة غير مشروعة، مشيرا إلى أن الحالة الصحية للمصابين مستقرة ولم تحدث لهم أي مضاعفات، ومن المتوقع خروجهم من المستشفى خلال أيام .
من جهته، قال الدكتور عادل العدوي وزير الصحة، إن رصد مرض الملاريا بين المصريين المقيمين بالبلاد يتم لأول مرة منذ عام 1998، مؤكدا أن الحالات التي كانت تصاب بالملاريا في الماضي كانت دائما تكون لوافدين من أفريقيا وخاصة
السودان، حيث كانت مصر تستقبل سنويا نحو 300 حالة إصابة بالملاريا لوافدين من دول أخرى.
وأضاف العدوي خلال مداخلة مع قناة النهار، أن البعوض الذي ينقل الملاريا يتكاثر في المياه الراكدة بالبرك والمستنقعات، مشيراً إلى أن نوع المرض الموجود في أسوان هو من "الملاريا الحميدة" ومضاعفتها ليست خطيرة، تتمثل في الإصابة برعشة وارتفاع في درجة حرارة الجسم، في حين أن "الملاريا الخبيثة" تكون مضاعفتها أخطر وقد تصل إلى فشل الوظائف الحيوية والوفاة.
وأوضح الوزير أن مرض الملاريا بكتيري وليس له مصل وقائي، لافتاً إلى أن الوزارة بدأت باتخاذ إجراءات وقائية لمقاومته، مثل ردم البرك والمستنقعات ورش المنازل بالمبيدات الحشرية وطلائها بطلاء مضاد للبعوض.
إجراءات الوقاية
ويزور الدكتور عادل عدوي وزير الصحة يوم الأحد محافظة أسوان للوقوف على استعدادات القطاع الصحي لمكافحة الملاريا.
وقرر اللواء مصطفى يسري محافظ أسوان، ردم كافة البرك والمستنقعات بمركز إدفو شمال أسوان، كإجراء احترازي بعد شكوك في أنها وراء انتشار الملاريا في المنطقة.
وقال الدكتور محمد عزمي وكيل وزارة الصحة بأسوان، إنه تم تشكيل اثنتي عشرة فرقة لمكافحة الملاريا بالمحافظة، موضحا أنه يتم حاليا إجراء مسح طبي وقائي لكافة سكان قرية العدوة وسكان المناطق المجاورة بمركزي إدفو وكوم أمبو.
وأضاف عزمي، أن فرق المكافحة تقوم أيضا بعمليات لتتبع أماكن تجمع اليرقات والبعوض البالغ، فضلا عن رفع درجة الاستعداد في المستشفيات والوحدات الصحية، مؤكدا أن إجراءات المقاومة ستستمر لمدة شهر لحين التأكد من عدم وجود حالات عدوى جديدة بالمرض.
وأضاف أنه تم تشكيل غرفة عمليات مركزية لتلقي البلاغات عن ظهور حالات اشتباه بالمرض، مؤكدا رفع درجة الاستعداد في المستشفيات والوحدات الصحية، وتوافر الأدوية الخاصة في جميع المستشفيات العامة، بجانب التثقيف الصحي لأهالي القرى حول أعراض المرض وكيفية الوقاية من العدوى.
وتوقع الدكتور عمرو قنديل رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة ارتفاع حالات الإصابة خلال الفترة القادمة، خاصة بمحافظة أسوان.
ويقول خبراء إن انتشار المرض في أسوان جاء بسبب تسلل المهاجرين الأفارقة إلى المحافظة عبر الصحراء المصرية في طريقهم إلى "إسرائيل".
جنيه واحد
وقال طبيب مصري إنه يمكن الحد من انتشار مرض الملاريا في البلاد بطريقة غير مكلفة مقابل جنيه واحد تقريبا.
وأوضح دكتور سعيد شلبي الأستاذ بالمركز القومي للبحوث، أنه يمكن مقاومة الملاريا من خلال زراعة نوع من الأشجار حول المنازل وبجوار البرك والمستنقعات يسمى "النيم"، مشيرا إلى أن تلك الأشجار تطرد البعوض وتحمي الإنسان من لدغاته.
وأكد شلبي أن أشجار "النيم" متوافرة بكثرة في مصر ورخيصة الثمن، حيث لا يتعدى سعر الشتلة جنيها مصريا واحدا.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن آخر تقديرات عدد حالات الملاريا بلغت 219 مليون حالة عام 2010، وعدد وفياتها في العام ذاته بلغ قرابة نحو 660 ألف شخص، معظمهم من الأطفال الأفارقة.
ويهدد المرض نحو 40% من سكان العالم، وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية. وتتركز معظم الإصابات في قارة إفريقيا.
وخلا تقرير منظمة الصحة العالمية المتعلق بانتشار الملاريا حول العالم في عام 2013، من أي إشارة إلى وجود حالات إصابة بالمرض في مصر.