أكد رئيس الوزراء الفلسطيني في
غزة، إسماعيل
هنية أن شعبه "يفتتح اليوم مرحلة جديدة من مراحله بتشكيل حكومة التوافق الوطني"، مشيرًا إلى أن مغادرتهم لرئاسة الوزراء لا يعني مغادرتهم للدور وللوطن، وأنهم سيكونون عونا وسندا لهذه
الحكومة.
وقال هنية في كلمة له عقب أداء حكومة التوافق الوطني بعد ظهر الاثنين، اليمين الدستوري: "نحن اليوم نفتتح مرحلة جديدة للشعب الفلسطيني، والمصالحة لا تعني إنهاء ملف الانقسام، بل تعني الشراكة والوحدة والمرجعية الواحدة، وسنعمل على ملفات المصالحة كلها".
وأضاف: "نغادر الحكومة ولا نغادر الوطن. نغادر الكرسي ولا نغادر الدور، وسنظل في خدمة شعبنا حيثما نكون في الوزارة في المجلس التشريعي في الحركة، وأعتذر لأي مواطن فلسطيني مسته منا أي سوء، فنحن نبقى إخوة وجسدا واحدا وعائلة واحدة".
واستعرض هنية في كلمته تشكيلهم للحكومة العاشرة عقب فوز حركة
المقاومة الإسلامية
"حماس" في الانتخابات التشريعية عام 2006، ووقوع أحداث الانقسام بعد ذلك، واستمرت لسبع سنوات والحوارات التي جرت على مدار تلك السنوات والتي تكللت بتشكيل حكومة التوافق الوطني.
وتطرق إلى الحوارات التي جرت مع حركة "فتح" من أجل الوصول إلى حكومة التوافق والمرونة التي قدموها لتوقيع اتفاق الشاطئ، وما ظهر في اللحظات الأخيرة حول وزارة الأسرى والخارجية.
وقال هنية: "لقد أدينا مرونة عالية في تشكيل هذه الحكومة بالرغم مما ظهر في اللحظات الأخيرة، كنا ملتزمين بالمرونة وبأن لا تحصل أي انتكاسات، وكنا معنيين بأن نصل إلى اتفاق".
وأضاف: "بهذه المرونة وبهذا الحرص وصلنا إلى نقطة إعلان حكومة التوافق الوطني، ومصلحتنا الاستراتيجية، كانت أن ترى حكومة التوافق النور من أجل أن نواجه الاستحقاقات الوطنية القادمة
بصف موحد وفي ترسيخ معاني الشراكة".
وأشار إلى أن الوصول إلى حكومة التوافق تأتي في سياق القناعات السياسية والوطنية منذ
أن فازوا في الانتخابات التشريعية عام 2006.
واستعرض هنية أهم إنجازات حكومته خلال هذه السنوات السبع التي تمثلت في حماية الثوابت الفلسطينية، رغم ما تعرضوا له من حروب، وكذلك حماية المقاومة الفلسطينية.
وقال: "اعتقد البعض أن حماس إذا فازت في الانتخابات ستلقي البندقية فخضنا حروب، وكانت لدينا القدرة على المزاوجة بين السياسة والمقاومة"، مشدد على أنه في ظل حكومته تطورت المقاومة تطورا كبيرا، وتمت صفقة تبادل الأسرى بعدما احتضنت غزة الجندي المختطف جلعاد شاليط خمس سنوات وتحملت تبعات ذلك.
وأضاف: "اليوم هناك جيش اسمه جيش القسام وفصائل المقاومة، ولقد انتصرنا بها في الحربين وصفقة تبادل الأحرار، ونغادر الحكومة والمقاومة بألف خير وقادرة على تحقيق توازن
الردع".
وأشار هنية إلى أنه من أهم إنجازات حكومته حماية المؤسسات من الانهيار، وذلك رغم الظروف الصعبة والتحديدات، مؤكد أنهم استطاعوا أن يقدموا حكما رشيدا شفافا.
وتطرق إلى مشاريع إعادة الإعمار الذي تبنته الحكومة، مؤكدا أن "غزة ليست إمارة ظلام، بل كانت إمارة للنور"، حسب قوله.
وتطرق هنية كذلك إلى ملف الأمن الذي اعتبره من أهم إنجازات حكومته والقضاء على الفلتان الأمني وتوفير الأمن للوطن والمواطن وجعل غزة بلدا آمنا مطمئنا ومستقرا، إلا من العدوان والاجتياح الإسرائيلي.
وأشار الى ان من مهام الحكومة القادمة التحضير للانتخابات وانجاز ملف المصلحات وكذلك تسوية الملف الامني.
وقال: "مهمات ليست سهلة وسنكون متعاونين وسنحتضن هذه الحكومة، وسنتعاون مع الحكومة والوزارات وسنتعاون جميعا كفلسطينيين من اجل تذليل الصعاب".
ودعا هنية الى عقد اجتماع القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية في اقرب وقت ممكن وذلك لكي يمارس صلاحياته على هذا الصعيد والتحضير للانتخابات المجلس الوطني، والتحضير لترتيب وضع الاجهزة الامنية وكذلك العمل في اطار ملف الحريات العامة.
وشدد على ضرورة ان يشعر اهل الضفة الغربية بالمصالحة وذلك بالإفراج عن المعتقلين السياسيين ووقف الاعتقالات وفتح المؤسسات المغلقة، مؤكدًا انهم سوف يلتزمون بإنهاء كل متعلقات مرحلة الانقسام، والعمل على ملفات المصالحة كلها.