سياسة عربية

الأمير السعودي ممدوح يصف منتقديه بالكذابين

الأمير ممدوح بن عبد العزيز - أرشيفية
 قال الأمير السعودي ممدوح بن عبد العزيز في تغريدة طويلة على موقع "تويتر"، مهاجما منتقديه بالقول: "إنما تقولونه لا تعلمون عنه شيئاً إلا فقط التجريح". 

وقسم منتقديه إلى ثلاثة أصناف: "صنف يهذي بما لا يدري إما نصرة لآخر، وآخر يهذي ويدري بأنه أفَّاق قد نفض يَدَيْهِ من شرف الكلمة ولفظته المروءة من أمثال سعد الفقيه (وجروته). أما الأخيرين فإنهم هم الإخوان ذاتهم ولا يحتاج أن أُفصّل أكثر فَهُم حتى التراب الذي تحت أرجلهم لَفَظَهُم وغطى ببقاياه على رؤوسهم"، على حد تعبيرهم.

وأضاف أنه "ليس صعباً أبداً على أي أحد في هذا العالم أن يعيش كذاباً ويجرّ من وراء كذبه هذا الويل والويلات"، وهو "ما يحدث في العالم الآن ومنذ زمن. والله أعلم كم سيستمر خاصةً في عصر (المهشتقين)"، على حد تعبيره.

وقال في محاولة لدفع اتهامات وجهت إليه: "إن كنت أنا قد تعرضت في الماضي وربما الحاضر بمن هاجمني، كاذباً أفَّاقاً كان أم شيطاناً مريداً، أصبحت أقول -كنت وما زلت- إنه قد يعتريني حقيقةً بعض الحنق من كثيرٍ من السفهاء، أكتب فتطيش كلمة مني هنا أو هناك مقصودة، تصف أحداً من هؤلاء أو تذمه أو تًعرِّفه قدره".

وكان الأمير قد بدأ تغريدته بالوعظ الديني المصحوب بالهجو المبطن لخصومه، فقال: "والله سيكون صعباً بل عذاباً وجحيماً وقوارع ما بعدها قوارع ذاك الكذب على صاحبه بعد أن تخرج روحه والعياذ بالله.. بل أثناء خروج روحه. قال تعالى: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون). وقال رسوله عليه الصلاة والسلام: (إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا)".

ويسأل: "هل يعلم من يكذب وكأنه يشرب الماء أنه مفضوح دنياً وآخرة، إن لم يتب؟".

ويطلق الأمير ممدوح العنان لمشاعره قائلا: "مهلا...يأيها الأفاقون. لا تستعجلوا وتثرثروا بأن ذلك ينطبق عليّ وعلى أمثالي والذين تنظرون إليهم. و(والله إني لأظن أنكم تغالطون أنفسكم وأنتم تعلمون).. ووالله لست نادماً على ذلك بل قد أندم أني لم أزد".

وأضاف في عبارات تصعيدية: "ذاك النوع من (الهمل)، وأنا على يقين أن من يقرأ كلامي هذا منهم لا بد أن يحس في قرارة نفسه بحقارتها، ليس لأنه يهاجمني أنا أو يهاجم أمي أو أبي أو عائلتي أو مبادئي أو ما أعتقده، فتلك أكبر من مستوى أولئك الأقزام. ولكن ما أنا إلا ناقلٌ لصورة من البذائة و(قلة التربية). للأسف انتشرت وبكثرة في ذلك الصندوق.. غير الصدوق في الغالب، وقد يكون هؤلاء شلة أو شبكة أو منظمة في بلدان كثيرة تأخذ أموراً بعينها مقاولة وتموّلها جهات، إما إيرانية أو قطرية أو تركية أو يهودية أو صليبية أو وثنية أو ماسونية، يجمعها هدف واحد وهو تحطيم الحق أينما كان، خاصة إن كان من عند الله".

ويوضح بقوله مظهرا تواضعه وصدق مقصده: "لا أعني بكلامي هذا أني أنا ومن معي ومن قبلي (غير الرسل والصحابة بالطبع) نمثل الحق الجريء، بل نحن بشر وأنا ربما أضعفهم علماً وعملاً.. ولكن إذا كان خلافاً بنيّة صافية وهدف سام وقصد الحق -والحق فقط- وابتغاء وجه الله، فتأكدوا أنه لن يكون هناك مثقال ذرة من غضاضة لدى من يريد الحق.. ولكن الباطل وأهله يتعاوون كما تعوي البهائم وتصيبهم حساسية إذا سمعوا أو رأوا من يريد الحق وأهله". 

وكان الأمير ممدوح، قد شن في السابق هجوما عنيفا على عدد من أئمة الحرمين المكي والمدني ووزير الشؤون الدينية، واتهمهم بأنهم من الإخوان المسلمين، واصفا اعتقاداتهم بأنها "فاسدة".

وخصص الأمير ممدوح، وهو يعتبر من أبرز داعمي التيار السلفي السعودي، سلسلة تغريدات على الإنترنت، كما أنه وضع روابط لمقالات كتبها في مدوناته.

ودأب الأمير ممدوح على مهاجمة الإخوان المسلمين وحركات محسوبة عليها مثل السرورية؛ ووصفهم بأنهم من "أهل الضلال" وأنهم من الفرق التي "تنتحل اسم الإسلام". كما سبق أن هاجم علماء بارزين في السعودية بحجة أنهم يؤيدون الإخوان المسلمين، لكن هذه هي المرة كانت الأولى التي يهاجم فيها شخصيات بارزة في الإدارات الدينية الرسمية والتي لا يجري تعيينها إلا بقرارات ملكية.

وبدأ الأمير ممدوح هجومه على أئمة الحرم نقلا عمن قال إنه "يثق به"؛ بعدما عدد شخصيات مثل "سلمان العودة وعائض القرني والطريري والعريفي وناصر العمر وعوض القرني وعلي با دحدح، وعبد الرحمن السديس وسعود الشريم وصالح بن حميد من أئمة حرم مكة، وحسين بن عبد العزيز آل الشيخ وعبد المحسن القاسم من أئمة حرم المدينة، وعبدالله بن عبدالمحسن التركي- أمين عام رابطة العالم الإسلامي، ومحمد النجيمي. والداهية الكبرى أنّه يُصرّ على أنّ أقواهم شوكة هو صالح آل الشيخ - وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف"، قائلا إن جميع هؤلاء من الإخوان المسلمين.

وأضاف الأمير في منشوره: "كثير من مدراء الجامعات ومسؤولي الجمعيات الخيرية من الإخوان المسلمين". وقال إن مصدره "يطلب أن يُكذّبه أحد من هؤلاء علناً بأنّه لا ينتمي إلى الإخوان المسلمين لا فكراً ولا عقيدةً ولا تأييدا".
    
وكتب الأمير ممدوح في منشور آخر قائلا: "عجباً لأمر أئمة الحرمين الإخوانية الأربعة: الشريم و(فيصل) الغزاوي والقاسم و(عبد الباري) الثبيتي؛ كيف يخوضون بقراءاتهم للمسلمين في مواضيع قد تبدو شخصية وسياسية، ويحاولون تطبيق اعتقاداتهم الفاسدة والتي تقول إنّ الإخوان هم المؤمنون، وما عداهم ومن عاداهم هو الكافر هو المنافق هو الفاسد".

ويشار إلى أن الثبيتي والشريم والغزاوي هم من أئمة الحرم المكي، أما القاسم فهو من أئمة الحرم المدني.

ونقل عنه قوله "هناك من قال لي أدركوا شعبكم، وبعد أن وقع من وقع منهم في السابق وخلال أربعين عاماً في براثن البنّا وسيد قطب ومحمد سرور، كما وقعوا أولئك وأوقعوا وأصبحوا زعماء لقضية ما أنزل الله بها من سلطان، وانتشروا ينشرون في الأمّة تلبيسات الشيطان".

واتهم الأمير ممدوح أئمة الحرمين بأنهم يقومون بتكرار آيات محددة للتعبير عن وجهة نظرهم المؤيدة للإخوان، وفق تقديره.

وقال: "أن يقوم أحدهم بإسماع آخر آيات كلّما رآه، تُشابه حالات خلافٍ قائمٍ بينهما من وجهة نظره، هو وكأنّه يردّ بها بما يراه هو على خصمه، وذاك بيت القصيد الذي أريد خاصة إن كان الإجرام من جهتهم، وإن كان التكرار كلّما أحسّوا بأنّ (أحداً من أعدائهم) يستمع إليهم (مرغما) مستغلّين قيادتهم لأشرف وأكبر موقعين تحت السماء، فذاك لا يجب ومخالف لما أولتهم الدولة أمانةً خانوها بجدارة ومكر كما هي عادة الإخوان" حسب تعبيره.

 ودعا الأمير السعودي "علماء الدولة" لمناظرة هؤلاء "كما ناظروا غيرهم من أئمة الفكر الضالّ".

والأمير ممدوح (مواليد عام 1939) هو الأخ غير الشقيق للعاهل السعودي الملك عبد الله، والابن الحادي والثلاثون لمؤسس المملكة الملك عبد العزيز آل سعود. وسبق أن تولى مناصب رسمية، بينها إمارة منطقة تبوك.