تضاربت المواقف السياسية في اليمن، إزاء عملية تنصيب قائد الانقلاب العسكري بمصر المشير عبدالفتاح السيسي، رئيسا للبلاد، بين من يعتبره حدثا تاريخيا، وبين من يرى أنه اغتصاب للحكم بطريقة قسرية.
فهذا الرئيس اليمني المخلوع
علي صالح، كما يحلو لشباب الثورة وصفه، يصف مشهد تنصيب المشير عبدالفتاح السيسي، رئيسا لمصر بأنه "يُمثل يوم تاريخيا مشهودا، أعاد للأمة العربية اعتبارها وللوطن العربي بريقه ولثورة يوليو مجدها، وأعاد
مصر الكنانة إلى مكانها الطبيعي، بعد أن حاولت قوى التخلف والإرهاب اختطافها ونزعها من الجسد العربي"، في إشارة منه لجماعة الإخوان المسلمين.
وأضاف المخلوع صالح في مقال له تناقلته وسائل إعلامية تابعة له، أن "
تنصيب السيسي رئيسا لمصر، أعاد للقومية العربية الروح بعد انطفاء وهجها"، معتبرا ذلك انتصارا لهم ولمبادئهم وقيمهم.
وتعليقا على كلام صالح، أكد الصحفي والناشط في الثورة الشبابية اليمنية أحمد الصباحي، أن "لا غرابة في أن يتغنى صالح بالسيسي، بتلك الكلمات التي سطرها له أحد كتابه، فصالح يبحث عن أضواء يظهر للناس عبرها".
وأضاف لــ"عربي 21" أن "مشروع السيسي يمثل لصالح حبل نجاة، ومفتاحا لإعادة التموضع، ودعما لثورته المضادة".
وأشار الصباحي إلى أن "صالح يتمنى أو يحاول أن ينقل تجربة مصر إلى اليمن، لكن الواقع والظروف اليمنية ربما لن تسمح له بذلك. ولذلك فإنه يريد أن يشفي غليله من حركة الإخوان المسلمين، حينما وجه كل وسائل إعلامه لدعم المشير عبدالفتاح السيسي، نكاية بحزب الإصلاح الإسلامي، صاحب الجذور الإخوانية".
ولفت إلى أن "الرئيس المخلوع علي صالح يتغنى بتنصيب السيسي رئيسا لمصر، لأن ذلك يمثل له ولكل الزعماء العرب المخلوعين، خيط حياة وآمال العودة، أو لإسقاط ما تبقى من بريق لثورات الربيع العربي"، على حد تعبيره.
من جهتها، وصفت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام
توكل كرمان المشير عبدالفتاح السيسي، بأنه الرئيس القسّري المغتصب للحكم في مصر، وبشرت بثورة جديدة مقبلة بمصر للإطاحة به.
ومضت كرمان بقولها إنها "تراهن على أنه لن يمر وقت طويل حتى يتمنى لو أنه بقي وزير دفاع، وترك للأحزاب السياسية مهمة التنافس على الرئاسة والحكومة".
وشددت على أن "السيسي سيتهاوى أمام ثورة المصريين العظيمة الممتدة".
وفي سياق متصل، هاجم النائب في البرلمان اليمني شوقي القاضي منتقدي الإخوان المسلمين، ووصفهم بأنهم أحفاد قوم "النبي لوط عليه السلام " المنحرفين.
ولفت النائب القاضي على صفحته في "فيسبوك"، إلى أن "اليوم يتكرر موقف أحفاد هذه القرية المنحرف، تجاه أشرف وأنقى وأطهر جماعة عرفها العصر الحديث، وهي جماعة الإخوان المسلمين".
وأشار القاضي إلى أن شباب الإخوان معروفون في كل بلد بأنهم "عُمار المساجد وروادها، وكافلو الأيتام والأرامل، والساعون على الفقراء والمساكين، وناشرو العلم والتعليم في الوادي والأرياف".
وقال إن "شباب الإخوان هم من شاركوا في حروب تحرير فلسطين في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، حتى أوشكت كتائبهم على تحريرها، لولا "خيانة العملاء"، على حد قوله.
وأوضح البرلماني شوقي القاضي بأنه "لن ينال من جماعة الإخوان المسلمين تطاول ونباح النكرات، والأقزام ومجهولي النسب الذين يرضون بذلك أسيادهم تهافتا على فتات مال، وإذعانا لمن خانوا الأوطان وبددوا الثروات، وأشعلوا في مجتمعاتنا فتن الطائفية والعنصرية".