انسحبت قوات الجيش
العراقي من مداخل مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، الأربعاء، بحسب ما أفاد به مسؤول بالشرطة العراقية.
وقال النقيب بالشرطة عمر الجبوري للأناضول، إن "الجيش انسحب بشكل مفاجئ ولم يبقى سوى عناصر الشرطة وقوات التدخل السريع سوات في المدينة".
وأضاف أن "المجاميع المسلحة لم تصل تكريت ولم تظهر أي اضطرابات في المدينة أو المناطق التابعة لها رغم سيطرة المسلحين على مدينة بيجي النفطية القريبة منها".
وفرض المسلحون سيطرتهم على مدينة بيجي التي تضم أحد أكبر مصافي تكرير النفط العراقية بعد أن سيطروا على مدينة الشرقاط وجميع تلك المدن في محافظة صلاح الدين المجاورة لنينوى.
وأعربت كل من الولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة عن بالغ قلقها من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "
داعش" على مدينة الموصل.
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن "قلقه البالغ" إثر سيطرة "الجهاديين" على الموصل، داعيا المسؤولين العراقيين إلى التوحد، بحسب ما أعلن المتحدث باسمه.
وقال ستيفان دوياريك إن كي مون "قلق بشدة للتدهور الخطير للوضع الأمني في الموصل حيث نزح آلاف المدنيين".
وأضاف المتحدث أن الأمين العام "يدين بشدة الهجمات الإرهابية" التي شهدها العراق في الأيام الأخيرة.
وتابع أن "الأمين العام يحض جميع المسؤولين السياسيين على التوحد في مواجهة الأخطار التي تهدد العراق والتي يمكن الرد عليها فقط في إطار الدستور والعملية السياسية الديموقراطية".
من جهتها قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إنها "تشعر بقلق عميق" وإن مسؤولين أمريكيين كبارا في بغداد وواشنطن يتابعون الأحداث بالتنسيق مع الحكومة العراقية والمسؤولين الأكراد وغيرهم من الشخصيات العراقية. وأضافت أن واشنطن "ستؤيد ردا قويا منسقا لصد هذا العدوان."
وقالت "ستوفر الولايات المتحدة كل المساعدة الملائمة لحكومة العراق" مضيفة أن استعانة الدولة الإسلامية في العراق والشام بالأسلحة والمقاتلين من سوريا يظهر أن التنظيم "لا يمثل تهديدا لاستقرار العراق وحسب وإنما يمثل تهديدا للمنطقة بالكامل".
وفيما تمكن مقاتلو "داعش"، من السيطرة مساء الثلاثاء على قضاء الحويجة وخمس نواح في محافظة كركوك العراقية، أعلنت عشائر تركمانية عن تشكيل لجان شعبية في المدينة لمساندة القوات الأمنية.
وفي كلمة ألقاها الثلاثاء حث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي المجتمع الدولي على مساندة بلاده في معركتها ضد "الإرهاب" وطلب من البرلمان إعلان حالة الطوارئ.
وقال التلفزيون الرسمي إن رئيس البرلمان قرر عقد جلسة طارئة يوم الخميس للتصويت على إعلان حالة الطوارئ الذي يتطلب أغلبية بثلثي الأصوات.
وأعلن رئيس البرلمان أسامة النجيفي في مؤتمر صحافي في بغداد أن "كل محافظة نينوى سقطت بأيدي المسلحين"، وذلك بعد ساعات قليلة من تأكيد مصادر أمنية خروج مدينة الموصل، عاصمة نينوى وثاني أكبر مدن العراق، عن سلطة الدولة.
وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها مسؤول عراقي عن خروج محافظة بكاملها عن سيطرة الدولة العراقية.
من جانبها أعلنت عشائر تركمانية في تلعفر، عن تشكيل لجان شعبية لمساندة القوات الأمنية، والحفاظ على أمن مناطقهم من هجمات المسلحين.
وكانت الحكومة التركية، أصدرت بيانا مؤخرا، دعت فيه نظيرتها العراقية إلى العمل على توفير الحماية للمكون التركماني في العراق.
ميدانيا، بسطت قوات البيشمركة الكردية سيطرتها على أكبر قاعدة عسكرية، غربي مدينة الموصل، بمحافظة نينوى.
وقال مصدر في الفرقة الثالثة للجيش العراقي، في حديث للأناضول إن "قوات البيشمركة الكردية بسطت سيطرتها على قاعدة الكسك العسكرية، التي تعد أكبر قاعدة للجيش العراقي في تلك المنطقة".
وأضاف أن "القوات الكردية سيطرت أيضا على مقر الفرقة الثالثة ضمن قاعدة الكسك بالاتفاق مع الطرف العراقي، وأن المئات من القوات العراقية عادت للمقر في سبيل إعادة التنظيم".
وكان حزب العمال
الكردستاني، أعلن الثلاثاء، استعداده للدفاع عن المناطق الكردية في محافظة نينوى حالة تعرضها لهجوم الجماعات المسلحة، مؤكدة أنه سيبذل جهوده مع الأطراف الأخرى لحماية سكان المناطق المتنازعة.
ونقل موقع "السومرية نيوز" العراقي عن مسؤول العلاقات الخارجية لحزب العمال الكردستاني،دمهات عكيد، قوله إن "حزب العمال الكردستاني وقواته المسلحة مستعدة للدفاع عن الكرد أينما كانوا"، مؤكداً استعداد حزبه لـ"إرسال مسلحيه إلى المناطق المتنازعة للدفاع عن المواطنين الكرد وسكان تلك المناطق من هجمات داعش والجماعات المسلحة الأخرى".
واتهمت مواقع إخبارية عراقية محافظ نينوى، اثيل النجيفي، بالتواطؤ مع عناصر داعش وتسهيل سيطرتهم على المحافظة بإصدار قرارات تحت مسمى "استعدادات وقائية".
ومن هذه الاستعدادات "إتلاف وحرق كافة العقود وجميع الوثائق التي تحمل اسم وتوقيع المحافظ، وعدم مواجهة "المجاهدين" والهرب بأي وسيلة حفاظا على الأرواح والممتلكات".
كما طلب النجيفي بحسب المواقع تقليل الحراسات الليلية حفاظا على أرواح المنتسبين.
واتهم النائب عن ائتلاف دولة القانون محمد الصهيود، الثلاثاء، رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي وشقيقه محافظ نينوى أثيل النجيفي بـ"الخيانة" وتسليم الموصل لتنظيم "داعش" الإرهابي، فيما اعتبر أنهما فتحا "حواضن للإرهاب" ورفضا تحركات الجيش في المحافظة.
وقال شهود عيان إن الهدوء يسيطر على شوارع الموصل التي أغلقت محالها أبوابها، وان المقاتلين الذين يحكمون سيطرتهم عليها يتجولون بسياراتهم المكشوفة ويدعون عبر مكبرات الصوت الموظفين الحكوميين للتوجه إلى دوائرهم.
وقال حسن برجس خلف الجبوري (45 عاما) الذي يسكن حي الدندان في جنوب المدينة "لقد أذاع تنظيم "داعش" في مكبرات الصوت إعلانا دعا فيه جميع الموظفين إلى الدوام وبخاصة في الدوائر الخدمية".
وأضاف كذلك أن التنظيم المتشدد "حذر السكان من النطق بكلمة (داعش) وتوعد المخالفين بالجلد 80 مرة".