اكتسح المنتخب الهولندي الملقب بـ "الطواحين"، الجمعة، نظيره الإسباني حامل اللقب الملقب بـ "الماتادور" بخمسة أهداف مقابل هدف، في افتتاحية المجموعة الثانية لبطولة كأس العالم لكرة القدم بالبرازيل على ملعب أرينا فونتي نوفا.
وتقدّم المنتخب الإسباني بهدف عن طريق تشابي ألونسو من ركلة جزاء في الدقيقة 27، وتمكن لاعبو
هولندا من الرد بخمسة أهداف عن طريق روبين فان بيرسي بهدفين في الدقيقتين 44 و72، وآريين روبين بهدفين أيضا في الدقيقتين 53 و80، و ستيفان دي فريج في الدقيقة 64 من عمر المباراة.
وبهذا الفوز، انتزع المنتخب الهولندي أول ثلاث نقاط في بداية المشوار بالبطولة، وثأر لهزيمته من الماتادور في نهائي مونديال جنوب أفريقيا 2010، عندما تغلب عليه بهدف دون رد.
وجاءت بداية المباراة سريعة من جانب لاعبي الفريقين، حيث تبادلا الهجمات منذ أول دقيقة في المباراة في محاولة لتسجيل هدف مبكر يربك به أي منهما حسابات الآخر.
وخاض المنتخب الإسباني المباراة بكامل قوته الهجومية المتمثلة في دييغو كوستا، وأندريس إنييستا، وديفيد سيلفا، وتشافي هيرنانديز، بينما اعتمد المنتخب الهولندي على تحركات الثنائي الهجومي روبين فان بيرسي، وآريين روبين.
وأطلقت الجماهير
البرازيلية صافرات الاستهجان بالمدرجات كلما تهيأت الكرة إلى دييغو كوستا، لتفضيل اللاعب تمثيل "الماتادور" الإسباني على حساب "السامبا" البرازيلية.
وأهدر المنتخب الهولندي فرصة التقدم في الدقيقة العاشرة، عندما تهيأت الكرة إلى روبين لينفرد بالحارس الإسباني إيكر كاسياس، ويسددها مباشرة، إلا أن الحارس تصدى لها ببراعة.
وفي ظل الهجمات المتتالية من الجانبين، جاءت الدقيقة 27 لتشهد معها ركلة جزاء لإسبانيا إثر تعرض كوستا للعرقلة داخل منطقة الجزاء، نفذها تشابي ألونسو في الشباك مسجلا هدف التقدم.
ولم تتوقف سرعة المباراة وإثارتها بعد التقدم الإسباني، حيث تبادل الفريقان الهجمات، وأضاع ديفيد سيلفا فرصة تسجيل هدف للماتادور عندما انفرد بالحارس الهولندي ياسبر سيليسين، إلا أن الحارس أنقذها بأطراف أصابعه قبل أن تسكن مرماه.
بعدها بدقيقتين، سجل روبين فان بيرسي هدفا عالميا عندما تلقى عرضية نموذجية انقض عليها بالوضع طائرا في شباك الحارس كاسياس، الذي اكتفى بمشاهدة الكرة وهي تسكن مرماه، ليطلق حكم المباراة صافرة نهاية الشوط بعد احتسابه لدقيقة واحدة وقت بدل الضائع.
ومع بداية الشوط الثاني، كان التفوق لصالح هولندا التي أحكمت سيطرتها على وسط الملعب، وتمكن روبين من تسجيل الهدف الثاني لفريقه في الدقيقة 52، عندما تهيأت له الكرة داخل منطقة الجزاء ليسددها مباشرة في المرمى.
وواصل المنتخب الهولندي ضغطه في الوقت الذي ظهر فيه تباعد في الخطوط بين لاعبي إسبانيا، وفي الدقيقة 59 تعاطفت العارضة مع الإسبان عندما تهيأت الكرة إلى فان بيرسي ليسددها صاروخية إلا أنها اصطدمت بالعارضة.
بعدها أجرى المنتخب الإسباني تغييرا هجوميا بنزول فيرناندو توريس بدلا من دييغو كوستا لتنشيط الناحية الهجومية، لكن دون جدوى.
وفي الدقيقة 65 تمكنت هولندا من تسجيل الهدف الثالث عندما تلقى ستيفان دي فريج كرة عرضية انقض عليها برأسه في الشباك، وبعدها بثلاث دقائق ألغى حكم المباراة هدفا لإسبانيا عن طريق ديفيد سيلفا لسقوطه في مصيدة التسلل.
وشهدت الدقيقة 72 الهدف الرابع لهولندا عن طريق فان بيرسي مسجلا الهدف الثاني له، عندما استغل خطأ فادحا للحارس الإسباني كاسياس ليضع الكرة بسهولة في المرمى الخالي من حارسه.
لم يتوقف الإعصار الهولندي عند ذلك، لكن واصل لاعبوه ضغطهم في الوقت الذي انهار فيه لاعبو إسبانيا، إلى أن جاءت الدقيقة 80 لتشهد معها الهدف الخامس والثاني لروبين عندما انطلق بالكرة من وسط الملعب وانفرد بالحارس كاسياس وراوغه، ليسدد كرة قوية في المرمى مسجلا الهدف الخامس.
وحاول لاعبو إسبانيا الخروج من المباراة بتلك النتيجة، وعدم دخول أي هدف آخر مرمامهم، ليطلق حكم المباراة صافرة النهاية بعد احتسابه أربع دقائق وقت بدل الضائع.
من جهته، قال المدير الفني للمنتخب الإسباني لكرة القدم، فيسنتي ديل بوسكي، إن الهزيمة الكبيرة التي مني بها فريقه أمام هولندا بهدف مقابل خمسة في مونديال البرازيل، لا تقلقه، ولن تؤثر على مشوار الفريق في المونديال.
وأضاف ديل بوسكي في تصريح تليفزيوني عقب نهاية المباراة الجمعة: "قدمنا مباراة سيئة من كل الجوانب، وهولندا استحقت الفوز".
وتابع قائلا: "الجميع يتحمل مسؤولية الهزيمة الثقيلة، ولكنها على الرغم من ذلك لا تقلقني على الإطلاق، فما زال أمامنا فرصة للعودة في البطولة واستكمال المشوار، حيث أنه يتبقى لنا مباراتان أمام أستراليا وتشيلي".
وانطلقت منافسات المونديال الخميس، وتتواصل حتى 13 تموز/ يوليو المقبل.