نفي السفير السعودي في لندن الأمير محمد بن نواف آل سعود أن يكون للسعودية يد في الأحداث الجارية في
العراق.
ورد في مقال في صحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية على اتهامات رئيس الوزراء العراقي نوري
المالكي عن دور للسعودية في دعم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف بـ (
داعش).
و انتقد السفير طلب حكومة المالكي من الولايات المتحدة القيام بغارات جوية ضد المتمردين حيث قال إنها دليل عن لا مبالاة الحكومة بمصير شعبها.
وأكد السفير على دعائم سياسة بلاده القائمة على تحقيق الاستقرار والسلام والأمن للمجتمع الدولي وللمنطقة وللسعودية أيا كان المواطنين سنة أم شيعة "فهذه تشكل حجر الأساس في تفكير حكومتنا".
وأضاف السفير أن الوضع في العراق يعتبر خطيرا، "فهؤلاء جيراننا وأصدقاؤنا ونحن نراقب هذا الوضع المريع هو يتطور قريبا منا. وكما قال وزير خارجيتنا الأمير سعود الفيصل أمام مؤتمر دول مجلس التعاون الإسلامي في جدة هذا الاسبوع "هذا وضع خطير يحمل معه بذور الحرب الأهلية التي ستترك أثرها على المنطقة".
وأشار السفير إلى مقتل المئات وربما الآلاف، إضافة لتشريد آلاف المواطنين العاديين "وهؤلاء هم ناس عانوا بما فيه الكفاية، بل الكثير، وبالتأكيد تحملت عائلاتهم حربا طويلة مع إيران ونظام عنف وقمع في ظل صدام حسين والحرب الأهلية التي استمرت قبل التوصل لسلام هش قبل أقل من عقد".
وعبر السفير عن تعاطف
السعودية مع العراق كجيران وإخوة، وتساءل الأمير محمد بن نواف "ما هو موقفنا؟ فالسعودية تدعم الحفاظ على سيادة ووحدة وسلامة حدود العراق رغم الاتهامات الكاذبة الصادرة عن حكومة العراق التي فاقمت سياستها الإقصائية من الأزمة الحالية".
وقال السفير إن حكومة بلاده تعارض التدخل الأجنبي "وعليه فدعوة وزير الخارجية العراقي للرئيس باراك اوباما والحكومة الأمريكية شن غارات جوية ضد داعش لا يمكننا فهمها، فالغارات الجوية لن تقوم بسحق المتطرفين، الذين لا ندعمهم، ولكنها تقوم بتوقيع حكم الإعدام على الكثير من المواطنين العراقيين، والعائلات العراقية البريئة التي وجدت نفسها عالقة في هذه الأزمة المخيفة، وهذه الدعوة للرئيس أوباما ما هي إلا ضرب من الجنون، وتكشف عن حكومة لم تعد ترى بوضوح ولم تعد تهتم بسلامة المواطنين الذين انتخبت من أجل تقديم الرعاية لهم".
و"حسب رأينا، يجب أن لا يكون هناك أي تدخل في الشؤون الداخلية العراقية، منا أو من الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة أو أي بلد آخر، وما يجري هو مشكلة عراقية وعلى العراقيين حلها بأنفسهم، وأي حكومة تخاطر وتتدخل في الشؤون العراقية لن تزيد إلا من تصعيد الوضع، وستؤدي لخلق حالة من عدم الثقة بين الشعب العراقي- السنة والشيعة".
وبدلا عن ذلك، يقول السفير، "ندعو كل الشعب العراقي، أيا كانت طائفتهم للاتحاد والتصدي للتهديدات الحالية والتحديات التي يواجهها بلدهم".
وتساءل السفير عن الخطوات العملية الواجب اتخاذها، مشيرا إلى أن الازمة لم تحدث بين ليلة وضحاها، ولكنها تتطور عبر السنوات الماضية "في ظل السياسات الطائفية والإقصائية لحكومة نوري المالكي والتي أغضبت قطاعا واسعا من الشعب العراقي المتعدد عرقيا وطائفيا". مضيفا "ندعو ونحث القيادة العراقية الحالية على وقف سياساتها القاسية والتي غذت بوضوح العنف والفوضى الحالية، فهذه السياسة الطائفية الفاضحة والتي شملت على عنف وأفعال قاتلة ضد جماعات الاحتجاج السنية، وهمشت السكان السنة العراقيين الذين "اختفى" الكثير منهم في ظل النظام الحالي".
ويقول السفير "وجهة نظرنا وكذلك الكثير من المراقبين الدوليين أن الطريق للحل هو تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل كل قطاعات الشعب العراقي- السنة والشيعة، "ونشعر بالقلق من اقتراحات رئيس الوزراء المالكي ومن بعض المعلقين الغربيين أننا قمنا وبطريقة ما بدعم داعش، فالمملكة العربية السعودية تتمنى رؤية هزيمة شبكة القاعدة وكذا تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولا تقدم السعودية دعما معنويا أو ماليا لداعش أو أي شبكات إرهابية، وأي اقتراح غير هذا خطأ خبيث، ولا نريد دعم العنف أو التطرف بأي شكل لأي شخص وفي أي مكان، وفي كل الوقت كنا نسعى نحو التعايش السلمي لكل الناس سواء في داخل بلدنا، في المنطقة وفي عموم العالم".
ووصف السفير القاعدة وداعش والجهاديين بأنهم أصبحوا آفة القرن الحادي والعشرين "وتأثيرهم وسلطتهم على الناس عادة ما يكون مرفقا بالخيبة وعدم الرضا بنفس الطريقة التي سببتها سياسات القيادة العراقية الإقصائية، وفي الشهر الماضي فقط قامت القوى الأمنية في السعودية بإحباط محاولة لاغتيال مسؤولين سعوديين ورموز دينية من جماعة مرتبطة بداعش"، ويختم بالقول " ماذا يمكن عمله، في الوقت الحالي نراقب ونصلي".