في الوقت الذي يكرر فيه أحمد
الجربا، رئيس
الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة
السورية حديثه عن "الوعود الجدية" بتسليح الثوار في سورية، ثم حديثه المتجدد عن تشكيل "جيش وطني" عماده
الجيش الحر وهيئة الأركان، تشكو القيادات العسكرية في الأركان والمجالس العسكري من تهميشها، قائلة إن الجهات الداعمة تقوم بتوجيه الدعم للفصائل المقاتلة دون المرور بالمجالس العسكرية.
وكان تسعة من قادة الجبهات والمجالس العسكرية قد أعلنوا استقالاتهم السبت الماضي، معلنين لاحقا أن الدافع لذلك هو توجه الأمريكيين إلى إرسال الدعم مباشرة إلى المقاتلين، وهو ما حذر منه رئيس أركان الجيش الحر اللواء عبد الإله البشير الذي حذر من نشوء زعماء حرب على الطريقة الصومالية والأفغانية ان استمر هذا النهج.
من جهته، قال كنان محمد، رئيس المكتب الإعلامي بوزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، إن اختيار الولايات المتحدة لبعض الفصائل المسلحة لتزويدها بالسلاح الأمريكي دون الرجوع إلى قادة الجبهات، هو السبب الرئيسي لاستقالة أغلب هؤلاء القادة من مناصبهم.
ونفى كنان، في تصريحات لوكالة الأناضول، صحة ما تردد حول أن السبب الرئيسي للاستقالة هو "ضعف إمدادات السلاح".
ومضى قائلا إن "قادة الجبهات شعروا عندما قامت الولايات المتحدة بمد بعض الفصائل بالسلاح دون الرجوع إليهم، بأن ليس لهم دور، وهو ما دفعهم إلى اتخاذ قرار الاستقالة".
وقبل الاستقالة بنحو أسبوع، قال قائد عسكري رفيع المستوى في الجيش السوري الحر، إن الولايات المتحدة قررت تزويد قوات المعارضة السورية بأسلحة "فتاكة"، وكشف عن أن الجبهة الجنوبية (الوحيدة التي لم يستقل قائدها) هي أول من تلقت الدعم.
وأشار القائد العسكري إلى أن غرفة العمليات الجنوبية قامت بتزويد الثوار في الجبهة الجنوبية في سورية بالسلاح منذ 9 أشهر. وحقق الثوار تقدماً كبيرا في درعا والقنيطرة خلال الأشهر الماضية.
وتتكون جبهات القتال في هيئة أركان الجيش السوري الحر من خمس جبهات، هي الشمالية والشرقية والغربية والوسطى والجنوبية. وقد استقال جميع قادة الجبهات مع عدا الجبهة الجنوبية.
وأعلنت سوزان رايس، مستشارة الأمن القومي للرئيس الأمريكي باراك أوباما، هذا الشهر؛ أن الولايات المتحدة
كثفت دعمها لما اسمتها بـ"المعارضة السورية المعتدلة"، وقدمت إليها مساعدة (أسلحة) "فتاكة" و"غير فتاكة"، في أول تصريح أمريكي بهذا الخصوص.
الجيش الوطني:
ويأتي الجدل حول
تسليح الثوار السوريين مع إحياء الجربا فكرة كان قد أعلن عنها قبل نحو عام، عندما تحدث عن إنشاء "جيش وطني" يضم المنشقين عن النظام السوري، للعمل على تقليص نفوذ الكتائب الإسلامية التي تمثل السمة الغالبة الآن.
وخلال الفترة الماضية، عمل رئيس الائتلاف بالتعاون مع حكومات حليفة؛ على إنشاء مجموعات تحت مظلة "جبهة ثوار سورية"، وهي تنتشر خصوصا في ريف إدلب الشمالي بقيادة جمال معروف وجبهة الجنوبية (جبهة ثوار جنوب سورية). وقد تعرضت هذه الكتائب لنكسات قوية، آخرها احتجاز جبهة النصرة لمؤسس جبهة ثوار جنوب سورية العقيد أحمد فهد النعمة. وقبلها سيطرت كتائب إسلامية على مستودعات تابعة لجبهة ثوار سورية في بلدة اعزاز في محافظة حلب.
وفي محاولة للتخفيف من مخاوف المتعلق بتهميش قيادة الأركان وقيادات الجبهات، قال الجربا مؤخرا إنّ الجيش السوري الحر والأركان سيكونان أحد الدعائم الأساسية التي سيقوم الجيش الوطني عليها خلال الأشهر القادمة.
ونقل المكتب الإعلامي للائتلاف عن الجربا قوله خلال لقائه بقادة الجبهات في الأركان الأربعاء: "سنقوم على الاستفادة من خبراتهم التي لعبت الدور الأكبر في انتصارات الحقبة الماضية". وقال الائتلاف إن الجربا "وضعهم في جو المباحثات التي أجراها في واشنطن وباريس ولندن والعواصم الإقليمية".
كما تحدث قادة الجبهات خلال الاجتماع عن "الأوضاع الميدانية على الأرض والصعوبات التي يواجهها مقاتلو الجيش السوري الحر في محاربة نظام الأسد وحليفه داعش". وأكد قادة الجبهات أنهم "خلال أكثر من سنة ونصف من استلام مهامهم في الأركان قدموا جل ما يستطيعون وأنهم سيفسحون المجال لضباط آخرين بتقدم الصفوف وأنهم سيبقون جنودا أوفياء في خدمة الثورة"، وفق ما نُقل عنهم.
والأربعاء، اعتبر الجربا اعتبر في كلمة له أمام اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة؛ أن من قطع الوعود لدعم المعارضة السورية ولم يف بها قدم "أكبر خدمة للإرهاب في المنطقة"، مشيراً إلى أن توجيه ضربة محتملة لـ"داعش" في العراق قد ينقل ثقل التنظيم كاملاً إلى سورية.
ورأى رئيس الائتلاف أنه "آن الأوان للانتقال من القول إلى الفعل"، معتبراً أن الشجب والندب "لغة ما عادت تسمع أو تقرأ".
وأكد الجربا على أن الثورة السورية واجهت على مدار أكثر من 3 سنوات نظام بشار الأسد وداعميه والميليشيات الطائفية التي تقاتل معه، بالإضافة إلى "داعش وأخواتها" في آن معاً، وذلك من دون أي تدخل دولي مباشر أو غير مباشر باستثناء مساعدة من بعض "الأشقاء".
ولفت إلى أن مقاتلي الجيش الحر وحلفائه من الفصائل الإسلامية مثل "جبهة النصرة" و"الجبهة الإسلامية" يقاتلون منذ أربعة اشهر وحتى اليوم، مقاتلي "داعش" في محافظة دير الزور شرقي سورية والحدودية مع العراق، وذلك لقطع الطريق على مشروع قيام ما وصفها بدولة "الإرهاب" التي تمتد من الموصل في العراق إلى الرقة في سورية، في إشارة إلى الدولة التي يسعى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" أو "داعش" لإقامتها.