تقدم "الائتلاف
المصري لحقوق الطفل" ببلاغ إلى النائب العام المستشار هشام بركات ضد صحيفة "المصري اليوم"، والدكتور نصار عبدالله كاتب مقال "
أطفال الشوارع: الحل البرازيلي"، اتهمه فيه بازدراء الدستور، والتشريعات الوطنية، والتحريض على الإبادة الجماعية لفئة من فئات المجتمع الاولى بالرعاية.
وأشار الائتلاف -في بيان أصدره الجمعة، وتلقى موقع "عربي 21" نسخة منه- إلى أن أطفال الشوارع ظلمتهم السياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التى انتهجتها الدولة على مدار خمسين عاما، وظلمهم المجتمع ولفظهم، والآن يطالب بإبادتهم.
وقال البيان: "طالعنا موقع جريدة المصرى اليوم" الجمعة 20 يونية 2014 بمقال تحت عنوان "أطفال الشوارع: الحل البرازيلى" للكاتب نصار عبدالله، يذكرنا بأوضاعنا الاقتصادية المتردية التى لا تتحمل تكلفة إعادة تأهيل أطفالنا فى الشوارع، ويقارن وضعنا بالوضع فى البرازيل بتسعينيات القرن الماضى، وكيف أنهم تخلصوا من ظاهرة أطفال الشوارع، حين لجأت أجهزة الأمن إلى شن حملات موسعة للاصطياد والتطهير، تم من خلالها إعدام الآلاف منهم بنفس الطريقة التى يجرى بها إعدام الكلاب الضالة، توقيا للأخطار والأضرار المتوقعة منها".
وقال هاني هلال رئيس الائتلاف -في مداخلة هاتفية على فضائية "أون تي في" الجمعة- إن المقال به تحريض واضح وصريح على العنف، وقتل الأطفال، مضيفا: "الكاتب قدم المقال كسيناريو للحكومة لحل مشكلة أطفال الشوارع، ولم أقرأ أي تخوف من التجربة"، على حد تعبيره.
وفي سياق متصل، قالت "الحركة الديمقراطية الشعبية المصرية بأسيوط"، إن الدعوة لا تليق بأستاذ جامعي، يدّرس أحد فروع الإنسانيات، وهو يذبح الإنسانية بجرة قلم".
وقال بيان أصدرته الحركة: "حل مشكلة أطفال الشوارع يبدأ أولا بتغيير بنية السياسات الاقتصادية؛ المنحازة للفقراء، والتى تضمن حدا أدنى من حياة كريمة للمهمشين بما فيهم أطفال الشوارع، الذين هم ضحايا سياسات فاجرة منحازة للصوص والسوقة والمهلباتية "، بحسب البيان.
وكانت "المصري اليوم" نشرت الجمعة مقالا للدكتور نصار عبد الله، أستاذ الفلسفة بجامعة سوهاج، الحاصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب، بعنوان "أطفال الشوارع: الحل البرازيلي"، رأى فيه البعض أنه يقترح قتل أطفال الشوارع حلا لمشكلتهم، وفق ما ادعى أنه "تجربة برازيلية"، بعد ما أثار جدلا واسعا، وردود أفعال منتقدة للمقال، والجريدة.
وردا على الاستياء الذي أثاره المقال قامت الجريدة بحذفه من الموقع الإلكتروني الخاص بها، ونشرت تبريرا قالت فيه: "إيمانا من الجريدة بالعهد الذي قطعته للقارئ، وكما اعتادت فتحت صفحاتها أمام كل الأقلام في مختلف الاتجاهات دون سقف إلا ما يخالف القانون، وتجديدا لهذا الالتزام، وبناء على ردود الأفعال غير المرحبة بمقال الدكتور نصار عبدالله، أستاذ الفلسفة بجامعة سوهاج "أطفال الشوارع: الحل البرازيلي"، عرضت إدارة الجريدة المقال المذكور على الشؤون القانونية للمؤسسة، التي نصحت بحذف المقال لما يحتوي عليه من تحريض على العنف".
نخنوخ "المصري اليوم"
في المقابل، انتقد عدد من الإعلاميين المقال، وسمى الكاتب الصحفي وائل قنديل صاحبه بأنه "نخنوخ المصري اليوم"، في إشارة إلى البلطجي الشهير الذي يحمل اسم "نخنوخ"، والمسجون حاليا بمصر.
وقال الإعلامي علاء صادق -في تغريدة له علي صفحتة الشخصية بموقع التواصل الإجتماعي "تويتر"-: "حذف المصرى اليوم للمقال المحرض على قتل أطفال الشوارع لا ينهى القضية، ولا يوقف التحريض، ولا يمنع حساب وعقاب الكاتب الدموى نصار عبد الله".
ومن جانبه، قال هشام يونس عضو مجلس نقابة الصحفيين، إن القصة تكمن فى أن المقال يحث على العنف والقتل، مضيفا -فى اتصال هاتفى على قناة "أون تى فى لايف"- أنه غير موافق على أن تقول الصحيفة إنه مقال رأي، أو يعبر عن صاحبه.
في المقابل دافع علي السيد رئيس تحرير "المصري اليوم" عن المقال. وقال في مداخلة هاتفية إن الدكتور نصار لا يقصد القتل في مقاله.
كما كتب نصار عبد الله مقالا بالصحيفة السبت بعنوان: "توضيح واجب حول مقال أطفال الشوارع"، قال فيه: "لم ولن أسمح لنفسي بأن أطالب بتطبيق الحل البرازيلي في مصر. وأكرر أن ما نريده في مصر هو الإرادة الجادة التي وصلت في البرازيل إلى حد الجريمة، لكننا نريد الإرادة، ولا نريد الجريمة"، على حد تعبيره.
وبرغم هذا الزخم لم يتوقف سيل الاحتجاجات الغاضبة على المقال وصاحبه، داعية إلى محاكمته، أو وقفه عن الكتابة.