يترقب العالم الإسلامي حلول شهر رمضان المبارك وسط أجواء لا تخلو من توتر بسبب الخلاف المعتاد على رؤية هلال الشهر، فبعض الدول الإسلامية تعتمد الرؤية المجردة، فيما تعمل أخرى بناء على حسابات الفلك.
فالدول التي تعتمد الرؤية إنما لحديث النبي عليه الصلاة والسلام في تعداد الشهور حين قال: "إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا" يعني مرة يكون تسعة وعشرين يوما ومرة ثلاثين، ومنهم من يتبع حديث "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته".
يقول أستاذ الحديث النبوي وعلومه في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية، شرف القضاة، إن تحديد بدء شهر رمضان بناء على الحديث النبوي "إنا أمة أمية.." كان سابقا، مع قلة علم العرب بالفلك، ولكن الآن تغير الأمر، فقد خرجت الأمة الإسلامية من أميتها، وأصبحت قادرة على التحديد بناء على الحسابات الفلكية، بشرط أن يضع علماء الشريعة الحدود الشرعية للفلكيين، حتى يقيسوا بناء عليها".
ويضيف القضاة لـ"عربي21" أن المسلمين قديما كانوا يحددون بداية الشهر بناء على الحديث "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته"، وحال تعذرت الرؤية -بسبب الغيوم مثلا- فإنهم كانوا يتمّون الشهر 30 يوما".
وتابع القضاة قائلا إن "الهلال في منطقتنا لا يمكن أن يرى مساء الجمعة، بسبب غروب القمر قبل أو مع غروب الشمس". وقال إن اللجان الشرعية أكثرها ليس على دراية بعلم الفلك، مما يؤدي إلى اللبس في التحديد".
في حين أكد "المشروع الإسلامي" استحالة
رؤية الهلال يوم الجمعة 27 حزيران/ يونيو من جميع المناطق الشمالية من العالم، وبعض المناطق الوسطى، وهذا يشمل العراق وبلاد الشام والجزيرة العربية وشمال أفريقيا، وذلك "بسبب غروب القمر بعد الشمس بدقائق معدودة، فلا تسمح برؤية الهلال حتى باستخدام أكبر التلسكوبات الفلكية".
وأشار "المشروع" إلى أنه بالنسبة للدول والجاليات الإسلامية التي لا تشترط رؤية الهلال وتكتفي بالحسابات الفلكية، فإنه من المتوقع أن تبدأ بعض الدول شهر رمضان يوم السبت 28 حزيران/ يونيو".
وناشد المشروع الإسلامي لرصد الأهلة الجهات المعنية في الدول الإسلامية التثبت الدقيق من الشهود إذا تقدموا للشهادة يوم الجمعة.
واعتبر أن الإعلان عن رؤيته في ذلك اليوم بمثابة "إعلان للعالم أن لدينا من يتفوق بصره على أقوى التلسكوبات العالمية، كما أنه ينطوي على تجاهل واضح للعقل والعلم اللذين أعلت شريعتنا من شأنهما في مواقف عديدة".