تسببت
صحيفة مصرية داعمة للانقلاب في فضيحة كبيرة لها وللجيش المصري، عندما سارعت بإعلان أن الجيش سيبدأ في أول تموز/ يوليو الثلاثاء في
علاج 40 ألف مريض فيروس "سي" شهريا، عبر الجهاز الذي أعلن الجيش أنه ابتكره، وأنه يمتلك القدرة على علاج فيروس "سي"، ومرض "
الإيدز"، وما نسبته للجنرال إبراهيم عبدالعاطي مخترع الجهاز من قوله: "العالم كله سيأتي لشراء كفتة الفيروسات من مصر"!
فقد صدرت صحيفة "
صوت الأمة" في عددها الأسبوعي السبت 28 حزيران/ يونيو 2014، أي قبل ساعات من المؤتمر الصحفي الذي عقدته إدارة الخدمات الطبية للقوات المسلحة، وفاجأت فيه الجميع بإعلانها إرجاء العمل بالجهاز ستة أشهر أخرى، للحاجة إلى إجراء مزيد من الأبحاث حوله، وتوسيع نطاق البحث على عدد أكبر ليصل إلى 160 مريضا بخلاف الخمسين مريضا الذين شهدتهم التجربة الأولى، بعد النتائج الإيجابية التي تم التحصل عليها على أن يتم تعميم العلاج بعد انتهاء فترة الستة أشهر لعلاج هؤلاء المرضى!
الجريدة يرأس تحريرها الصحفي الناصري: عبدالحليم قنديل، وهو أحد داعمي الانقلاب العسكري، وترددت أنباء قوية حول عمله في حملة ترشح السيسي للرئاسة، وقيل إنه كان من ضمن فريق العمل الذي اعتمد عليه السيسي في إعداد خطوط عريضة لبرنامجه للترشح للرئاسة، الذي لم يعلنه السيسي أبدا!
لكن "صوت الأمة" خرجت صبيحة المؤتمر الذي أعلن فيه الجيش تأجيل العمل بجهازه لعلاج فيروس "سي" ومرض "الإيدز" ستة أشهر، بادعائها في عناوين الصفحة الأولى أن "الجيش يبدأ علاج 40 ألف مريض فيروس "سي" شهريا.. تخصيص 3 مستشفيات في القاهرة والإسماعيلية والسويس بسعة 2000 سرير.. الجنرال عبدالعاطي: العالم كله سيأتي لشراء كفتة الفيروسات من مصر"!
وعلى صفحة كاملة في الداخل قالت "صوت الأمة": "أول يوليو.. القوات المسلحة تبدأ استخدام اختراع علاج فيروس "سي" والإيدز".
وفي التفاصيل قالت الجريدة: تستعد القوات المسلحة لبداية علاج مصابي فيروس "سي" و"الإيدز" بجهاز العلاج "سي سي دي" الذي تم ابتكاره في الهيئة الهندسية للجيش المصري.. وأنشأت القوات المسلحة عددا من المستشفيات الخاصة للعلاج، منها مستشفى بالجيش الثاني الميداني بمدينة الإسماعيلية، ومستشفى بمحافظة السويس وآخر بمحافظة القاهرة بسعة 2000 سرير..
وقالت مصادر لـ "صوت الأمة" إن المريض يجلس على السرير لمدة ساعة يوميا، بما يعني أن السرير الواحد يستوعب أكثر من 20 مريضا يوميا، أي أن: 40 ألف مريض يتم علاجهم شهريا..
وأكدت المصادر أن التوجيه العام من الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع بأن يتم استقبال المرضى وتسجيلهم والعلاج بأولوية الحجز عن طريق الإنترنت.
وأكدت المصادر أن الفريق البحثي لجهاز علاج فيروس "سي" والإيدز الذي تم اختراعه في القوات المسلحة يعالج ما يقرب من 1000 حالة حاليا، وذلك قبل إعلان بداية العلاج رسميا في الأول من تموز/ يوليو القادم.
وكانت الصفحة الرسمية للفريق البحثي للجهاز نشرت على موقع التواصل الاجتماعي توضيحا يقول "إن الهيئة الهندسية طرحت استمارة للتسجيل، يتم كتابة الاسم والرقم القومي والحالة ورسالة للفريق البحثي، على أن يكون العلاج في الأول من تموز/ يوليو القادم، وكتبت الاستمارة باللغتين العربية والإنجليزية"!
وأكدت مصادر بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة صحة الاستمارة، وأن مستشفيات القوات المسلحة ستبدأ العلاج بداية من الأول من تموز/ يوليو عبر مستشفيات تم تجهيزها لهذا الغرض، بحسب "صوت الأمة".
وأشارت إلى أن نسبة النجاح في الجهاز تجاوزت الـ 95% بعكس أنواع العلاج الموجودة في السوق، التي تقارب الـ 87% من نسبة الشفاء.
يُذكر أن جهاز "السي فاست" تم اختراعه من جانب الهيئة الهندسية ومهمته الكشف عن المرض، وشارك فيه العقيد أحمد الأمين، واللواء حمدي بدر، بينما اخترع اللواء إبراهيم عبد العاطي جهاز العلاج.
وأجرت "صوت الأمة" حوارا مع اللواء إبراهيم عبدالعاطي مخترع جهاز علاج الإيدز وفيروس "سي" قال فيه: "موعدنا 30 حزيران/ يونيو لبدء علاج مائة ألف مريض بفيروس "سي" والعالم كله سيأتي لشراء "الكفتة" من مصر"!
وكان العقيد تيسير عبد العالم من جهاز الخدمات الطبية بالقوات المسلحة قال إن القوات المسلحة ملتزمة بما تعهدت به في بدء العلاج من فيروس "سي" في نهاية شهر حزيران/ يونيو 2014. وقال رئيس الهيئة الهندسية: "علاج فيروس سي أمن قومي، وعلاج الإيدز دخل قومي، وموعدنا 30 يونية"!
وفي سياق متصل، رددت تقارير صحفية أن الجهاز عالج 1000 حالة بينهم قضاة، وأن المتقدمين للعلاج تجاوزوا الـ 70 ألفا، وأن الهيئة الهندسية تدرب آلاف الأطباء على استخدامه"، وثبت أن ذلك كله أكاذيب.
وهكذا، انتقد نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي ما اعتبروه: "المتاجرة بمعاناة وآلام المرضى، عبر إيهامهم باختراع يزيل همومهم، ويشفيهم من مرض حير العلماء في شتى أنحاء العالم"!