تمحورت الصحافة
الإسرائيلية الصادرة اليوم الثلاثاء حول العثور على جثث المستوطنين الثلاثة في
الخليل بعد 19 يوما من اختفاء أثرهم، وحول الرد الإسرائيلي المناسب على مقتلهم.
من جهتها قال صحيفة يديعوت في افتتاحيتها التي كتبها ناحوم برنياع إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يخشى أنه إذا لم يرد ردا قويا على قتل المخطوفين فإن جهات في اليمين قد تبدأ عمليات انتقام واسعة، وأن رد إسرائيل ينبغي أن يكون موزونا وعقلانيا، وأن تبتعد إسرائيل عن توسيع الاستيطان.
وأضاف أنه "يجب على إسرائيل أن تستمر بضرب
حماس، فهذا مهم للردع ومهم للأمن ومهم لمستقبل العلاقات بالسلطة الفلسطينية، لكن يجب فعل ذلك بطريقة عاقلة وبوسائل جراحية". كما دعا إلى إعادة اعتقال المفرج عنهم بصفقة شاليط مع ترك السكان يعيشون حياتهم، فالإجراءات الشاملة و"العقاب الجماعي قد يحثان السكان في الضفة على التمسك بحماس".
كما أكد برنياع أن مصلحة إسرائيل الآن هي بعزل أبو مازن عن حماس.
وفي ذات الصحيفة قال الكاتب يوعز هندل إن على إسرائيل الاستمرار في تطبيق العقاب الناجع كهدم المنازل، والاعتقال، وسحب امتيازات السجناء، إلى جانب ضرب البنية التحتية لحماس في الضفة الغربية.
وأشار إلى أن مركز "هموكيد" رفع التماسا إلى محكمة العدل العليا ضد هدم منزل الفلسطيني زياد عوض الذي قتل باروخ مزراحي، وأنه تم تأخير العقاب -في إشارة لهدم المنازل- فإن الالتماسات ضد أعمال الهدم ستتوالى، لذا يجب على إسرائيل تقديم العقاب سريعا -الأمر الذي يمكن تنفيذه بسهولة- لأنه إذا تأجل للمستقبل سيصبح أصعب.
وفي صحيفة "إسرائيل اليوم" كتب د.حاييم شاين أن على حكومة إسرائيل أن تتخذ قرارات شجاعة لوقف حملة القتل من "كارهي إسرائيل"، مضيفا: "لقد عدنا إلى ارض إسرائيل كي لا يكون الدم اليهودي مشاعا أبدا، وهذا هو واجب القيادة لمواطني الدولة ولضحايا الإرهاب ولآلاف سني التاريخ اليهودي".
ودعا لأن تكون الرسالة واضحة ومقنعة وهي ألا "يتجرأ أحد على أن يرفع يده على يهودي".
على النقيض من ذلك قال الكاتب موشيه آرنس في مقاله المنشور في صحيفة هآرتس إن على إسرائيل بعد انتهاء العملية الحالية العمل على كسب ود الفلسطينيين في الضفة الغربية وأن ذلك ليس أمرا مستحيلا.
ولفت إلى أن العملية الأخيرة لم تكن بصالح إسرائيل وأن العداء لإسرائيل الآن في المنطقة أكبر مما كان، وهو الأمر الذي كان أحد أهداف من خطف المستوطنين وأنه تحقق.
وتابع: "سيأتي يوم تضطر فيه إسرائيل إلى إزالة الضرر الذي وقع على السكان الفلسطينيين نتيجة ذلك، إننا جميعا نتفق على أن تحسين العلاقات بين السكان الفلسطينيين وبين إسرائيل ذو أهمية عليا".
كما قالت ذات الصحيفة في افتتاحيتها إن على رئيس الوزراء الإسرائيلي التعامل بطريقة ضبط النفس مع "حماس"، وإن هذا الأمر سيعطي ثمارا لكلا الطرفين، وإن العمليات العسكرية على غزة أوصلت الرسالة جيدا.