قالت وكالة فارس المقربة من الحرس الثوري
الإيراني أنه في الآونة الأخيرة تصاعدت العمليات "
الإرهابية التكفيرية" في المنطقة وهذه النشاطات المشؤومة يمكن اعتبارها الموجة الثانية للإرهاب الأسود الذي يحصد أرواح المسلمين صغاراً وكباراً وهي أكثر تعقيداً وتنظيماً من الموجة الأولى.
والمجتمع المتحرر العالمي بشكل عام والإسلامي بشكل خاص يتساءل عن واقع العلاقة بين الحكومة
السعودية والمجاميع التكفيرية المختلفة وبما فيها تنظيم
القاعدة الإرهابي، حيث شهدت الساحة مؤخراً نشاطات تكفيرية لداعش في العراق، مما جعل حكومة الرياض تحشد ثلاثين الف عسكري على حدودها مع هذا البلد الجريح زعماً منها التصدي لهجمات إرهابية محتملة، فضلاً عن إجراءات أمنية مشددة أخرى.
وأضافت الوكالة: "لا يختلف اثنان حول أن حكومة الرياض وبعض المنظمات الداخلية في بلاد الحجاز تدعم التكفير والإرهاب معنوياً ومالياً وتسليحياً، لكننا لاحظنا قبل مدة أن انتحاريين فجرا نفسيهما في احد مخافر الشرطة في المنطقة الجنوبية، وقبل ذلك اطلقت عدة قذائف هاون في المنطقة الصحراوية الشرقية قرب منطقة عرعر المحاذية للحدود مع العراق، وتزامناً مع ذلك فان بعض رموز تنظيم القاعدة أعلنوا في تغريدات لهم على (تويتر) أن حرب كسر الحدود في الجزيرة العربية قد بدأت".
وتابعت: "لذلك فبالرغم من العلاقة الوطيدة بين الإرهاب التكفيري ونظام آل سعود، لكن قد يتساءل البعض نطاق صيغة التعاون المشترك بينهما؛ فهل أن حكومة الرياض تتعامل مع الفكر الإرهابي المتطرف الذي يهدد كيان الشعوب الحرة في خارج حدودها كما تتعامل معه في داخل حدودها؟ ولكن ما يجري على ارض الواقع يدل بقطع على ازدواجية المعايير على هذا الصعيد، لذا فما هي الشروط التي تحدد نطاق هذا التعامل المشترك خارجياً والعداء داخلياً؟".
و"تجدر الإشارة إلى أن تنظيم القاعدة وجميع مكوناته التي تتفرع عليه بمختلف التسميات يتخذ من بلاد الحجاز مقراً أساسيا له؛ فالكثير من قادة هذا التنظيم هم مواطنون سعوديون وجميعهم سواء كانوا سعوديين أم غير سعوديين تجمعهم توجهات إيديولوجية مشتركة تميزهم عن كل كائن حي آخر، وهذه التوجهات تتجسد في الفكر الجهادي - الوهابي التكفيري وكما هو معروف فان بلاد الحجاز هي مقر علماء الوهابية، وقد طبقت هذه الأفكار المتطرفة على ارض الواقع لأول مرة في أفغانستان إبان احتلال الاتحاد السوفييتي، ومنذ تلك الآونة أصبحت التنظيمات الجهادية التكفيرية تحت رعاية سعودية بالكامل حتى تأسس ما يسمى بتنظيم "القاعدة" في ظل "مكتب الخدمة" عام 1988م الذي أسسه آل سعود وبعد حرب الخليج الفارسي الثانية والموقف السعودي الذي دعم التحالف الأميركي ضد العراق، فان زعماء القاعدة اتخذوا في ظاهر الأمر موقفاً مناهضاً للرياض وحدثت اثر ذلك بعض الهجمات الانتحارية ضد المصالح السعودية لأسباب عديدة، بحيث اعتبر بعض زعماء هذا التنظيم أن نظام آل سعود الموالي للولايات المتحدة كافر وان رموزه ملحدون، لانهم شربة خمر وممولون لفضائيات إباحية وأراذل أخلاقية".
ولكن رغم كل ذلك فان العلاقة بين هذا التنظيم التكفيري وتفرعاته وبين نظام آل سعود بقيت وثيقة بامتياز – بحسب الوكالة - وهو أمر تؤيده الأوساط الداخلية والخارجية والاهم من ذلك هو أن شيوخ الفكر السلفي والوهابي في بلدان الخليج الفارسي ولا سيما شيوخ السعودية هم الذين يقدمون دعماً مالياً هائلاً لجميع الحركات الإرهابية لأجل قتل المسلمين الأبرياء في المنطقة والعالم.
وأردفت: "السعودية فيها منظومة واسعة ونافذة يديرها منظرو الفكر الوهابي لدرجة أن الحكومة عاجزة عن معارضة آرائها لذلك فهي حرة في نشر ايديولوجياتيا التكفيرية المدمرة والتي جعلت الإسلام أضحوكة بين مختلف الشعوب، حيث تقوم بتصديره بشتى الوسائل وعبر انفاق أموال طائلة تثار تساؤلات كثيرة حول مصادرها فأنها تستقطب الشباب المسلم المضلل بأفكارها الجهادية الخاوية".
ونقلت الوكالة عن صحيفة "الديلي" الأميركية بان الدعم المالي الذي يقدمه الأثرياء من الوهابيين والسلفيين في بلدان الخليج الفارسي ولا سيما أثرياء السعودية هو عصب الحياة للمجاميع التكفيرية الإرهابية التي تزهق أرواح مئات الآلاف من الأطفال والنساء في سوريا والعراق. وكتبت: أن المساعدات المالية التي تجمع في السعودية وسائر بلدان الخليج الفارسي يروج لأنها ستنفق لمساعدة الفقراء والمشردين في العراق وسوريا، لكنها في الحقيقة ترسل إلى المجاميع الإرهابية التكفيرية المسلحة التي تزاول قتلاً وتشريداً باسم "الجهاد" تحت إشراف ورضا حكومات هذه البلدان.
كما أشارت إلى أن صحيفة "الغارديان" البريطانية فقد نشرت خبراً نقلاً عن عدة مصادر موثقة وبما فيها موقع ويكليكس أن السفير الأميركي السابق في العراق "كرستوفر هيل" قد بعث رسالة سرية إلى وزارة الخارجية الأميركية عام 2009م، قال فيها: السعودية هي السبب الأساسي للمشاكل التي يعاني منها العراق وتبذل مساعي حثيثة لزعزعة الاستقرار في هذا البلد، ولولا التدخل السعودي السافر في الشأن العراقي لتمكنت الحكومة من تحقيق الاستقرار بكل سهولة. كما أكد هيل في هذه الرسالة أن هجمات تنظيم القاعدة في العراق يتم تمويلها من قبل الرياض بشكل علني ومباشر كما أنها تؤيد الدعوات التكفيرية التي يروج لها العلماء الوهابيون ولا تبدي أي امتعاض من ذلك مطلقاً.
وتابعت: "رغم ذلك فان بعض وسائل الإعلام تزعم أن الرياض تعارض الإرهاب! لذا هل أن نظام آل سعود يتبع سياسة ازدواجية حيال الإرهاب؟ إذ نراهم يصفون نشاطات تنظيم القاعدة في بلاد الحجاز بانها نشاطات إرهابية وتصفهم بـ "الفئة الضالة" بينما تسميهم "مجاهدين" وتدعمهم مالياً وإعلاميا وتسليحياً في خارج البلاد؟!".
وختمت الوكالة بأن "حكام آل سعود يريدون الحفاظ على نظامهم مهما كلف الأمر لذلك فانهم مضطرون للتعامل مع الأمور بازدواجية ومحاولة إيهام الراي العام على المستويين المحلي والدولي بانهم يريدون الخير للشعوب فنراهم يقمعون تنظيم القاعدة وتفريعاته في بلادهم في عين دعمهم لها خارج الحدود ولكن هذه السياسة الماكرة أصبحت واضحة للجميع ولا يمكن أن تنضوي على الراي العام الذي يمتلك الوعي الكافي لتمييز الصدق من الكذب، وبالطبع فان الإرهاب - التكفيري الوهابي مبغوض لجميع الشعوب الحرة في العالم ومن يطبل له في الحقيقة هو من يتغذى على فتات مائدة داعمي الإرهاب، والأمر الذي يتوقعه الخبراء والمراقبون أن السحر سوف ينقلب على الساحر وسوف تتحول السعودية قريباً إلى ساحة يصول فيها تنظيم القاعدة ومكوناته ولا سيما تنظيم "
داعش" الذي بدأ يتمدد بشكل عجيب لدرجة انه خرج عن نطاق السيطرة وسوف ينقلب على مؤسسيه في القريب العاجل".