قالت مصادر لبنانية مطلعة إن
حزب الله اللبناني أرسل 250 مستشارا عسكريا للعراق لمساعدة الميليشيات
العراقية على مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (
داعش) والجماعات السنية المقاتلة.
ويأتي نشر الفريق العسكري في العراق في الوقت الذي يواصل فيه الحزب اللبناني عملياته إلى جانب القوات السورية ضد المقاتلين السوريين في داخل سوريا ولبنان. مما يكشف عن الكيفية التي تداخلت فيها الحرب السورية مع الحرب الأهلية العراقية.
فحزب الله يقف إلى جانب نظام بشار الأسد وعبر داعمته
إيران يدعم حكومة نوري المالكي.
وبحسب نيكولاس بلانفورد فالتزامات حزب الله الحربية في سوريا وعدد المتطوعين في الميليشيات العراقية الكبير يعني أن حزب الله لن يقوم بإرسال قوات عسكرية للمسرح العراقي. ونقل الكاتب عن رندا سليم، مديرة معهد الشرق الأوسط ومقره في واشنطن " إحساسي هو أن الإيرانيين وبالضرورة حزب الله يشعرون بوجود عدد كاف من المقاتلين العراقيين لمواجهة داعش".
وفي سوريا اضطر حزب الله لزيادة عدد مقاتليه كي يملأ الفراغ الذي تركه المتطوعون الشيعة الذين عادوا للعراق في حزيران/يونيو لمواجه داعش. وكان عدد مقاتلي حزب الله قبل الأزمة الحالية الذين يقاتلون إلى جانب القوات السورية 5.000 وأسهم دعم حزب الله باستعادة مناطق جبال القلمون الاستراتيجية في شمال العاصمة دمشق.
ولكن الحرب انتشرت إلى لبنان، حيث يواجه حزب الله
معارك مع المقاتلين السوريين الذين التجأوا للجزء اللبناني من سلسلة جبال القلمون، وهناك ما بين 3.000 – 4.000 مقاتل يتحصنون في الجبال القريبة من بلدة عرسال السنية. وكان المقاتلون السنة يستخدمون هذه الجبال كنقطة إنطلاق لمهاجمة الجيش السوري. وتقول تقارير إن 10 مقاتلين قتلوا في الأيام القليلة الماضية.
أما بالنسبة للمستشارين العسكريين في العراق، فسيقوم هؤلاء وعددهم 350 بتقديم الإستشارة والتدريب وتنسق مع الميليشيات الشيعية ولكن تحت إدارة قادة الحرس الثوري الإيراني.
وتقول المصادر القريبة من حزب الله أن الفريق قام بعمليات دعم أمني واستطلاعات حول داعش، ويحاول التوصل لصورة عن قدرة التنظيم العسكرية، والمدة التي سيتواصل فيه تحالفه مع الجماعات السنية الأخرى.
ونقلت صحيفة لبنانية الشهر الماضي عن حسن نصر الله، الأمين العام للحزب قوله إنه لن يسمح لداعش بتدمير المزارات الشيعية في العراق وأنه مستعد للتضحية بخمسة أضعاف من جنوده من أؤلئك الذين ضحى بهم في سوريا.
وتقول الصحيفة إن حزب الله شارك في الماضي بعمليات سرية في العراق. ففي أثناء الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 تردد الحزب بالدخول للعراق لكنه قام لاحقا بإرسال فرق كي تساعد على الحرس الثوري الإيراني على تجهيز الميليشيات الشيعية وخلاياها التي قامت بعمليات متعددة ضد قوات التحالف البريطاني- الأمريكي، وواحدة من الخلايا كانت "عصائب الحق".
وعمل علي موسى دقدوق، وهو واحد من القادة العسكريين البارزين كممثل للحزب في العراق وعمل بشكل وثيق مع "عصائب الحق". واتهمته القوات الأمريكية عام 2007 بالهجوم على قاعدة عسكرية واختطاف خمسة جنود أمريكيين ومن ثم إعدامهم. واعتقلته القوات البريطانية في البصرة لكن محكمة عراقية أفرجت عنه عام 2012. وبعدها عاد لبيروت.
وتقول الصحيفة إنه لا حزب الله ولا إيران أظهروا الفزع على ما يجري في العراق من تطورات، لكن سليم التي زارت طهران في الآونة الأخيرة لاحظت حالة من الذعر وإن بسيطة حول ما يجري في العراق. "لقد شعروا بالصدمة في الـ 48 ساعة الأولى بعد تقدم داعش السريع"، و "بعد جمع المعلومات حول من يقف وراء الهجوم، وكم عدد المقاتلين توصلوا لحقيقة إن ما جرى ليس تهديدا وجوديا كما يصوره الإعلام".