قال محرر الشؤون الدولية بصحيفة الغارديان البريطانية إيان بلاك إن الجهود الدولية ستواجه بصعوبات لإنهاء
الحرب وسيكتشف المبعوثون الدوليون أن وقف حرب أصعب من بداية حرب.
وشار بلاك إلى أن الضغوط الدبلوماسية متزايدة من أجل التوصل لهدنة طويلة وتخفيف المعاناة عن غزة وستحاول
حماس التي تسيطر على القطاع تحقيق ما تطالب به وهو
هدنة طويلة، وفتح المعابر البرية والبحريةـ والإفراج عن المعتقلين من حماس في الحملة الأخيرة، فيما ستحاول
إسرائيل من جهتها تحقيق الأمن بوقف الصواريخ المنطلقة من غزة.
ويرى أن الأجندات المتناقضة تعتور طريق الحل الدبلوماسي حتى قبل بدايته، فمن جهة تقف إسرائيل والسلطة الوطنية ومصر، وفي المعسكر المقابل حماس، قطر وتركيا، مشيرا إلى أن تعهدات الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقف الأعمال العسكرية قد يكون له أثر، ولكن جون كيري،وزير الخارجية الأمريكي سيجد انه مهمته عسيرة وهو يحاول جسر الهوة بين المعسكرين.
فحماس من جهة تعاني من علاقات سيئة جدا مع
مصر والسعودية التي تدعم جهود الجنرال المصري عبد الفتاح السيسي وحملته ضد الإخوان المسلمين، ولن تقتنع بسهولة أن السيسي سيقوم فعلا بتخفيف الحصار عن غزة والذي عمل كل ما بجهده أي السيسي لتعزيزه والتأكد من سريانه بالتنسيق مع إسرائيل منذ الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي العام الماضي.
وقال إن المبادرة المصرية الأصلية التي اقترحتها القاهرة الإسبوع الماضي كانت تدعو لوقف إطلاق النار ونشر قوات تابعة للسلطة الوطنية كي تدير معبر رفح، كمحاولة جزئية لإعادة سيطرة منظمة التحرير الفلسطينية على غزة ولأول مرة منذ إخراجها منه عام 2007 وهو على ما يبدو محاولة لإضعاف الحركة الإسلامية، مع أن الخطوة قد تكون مقبولة في سياق المصالحة الوطنية التي تم التوصل إليها في شهر نيسان/إبريل والتي حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تدميرها، وأيا كان الحال ومتى انتهت الأزمة فالوحدة الوطنية لن تؤدي إلا إلى تعزيز القضية الوطنية.
بالنسبة لإسرائيل فقد بدأت عمليتها البرية في غزة بأهداف محدودة وهي تدمير "أنفاق الإرهاب" التابعة لحماس، ولكن الهجوم على الشجاعية يوم السبت بدت وكأنها غير طموحة، فهي الآن محل مقارنة مع العملية الإسرائيلية في لبنان عام 2006 كونها تحولت إلى مهمة زاحفة، فقد كتب عاموس هارئيل في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية " هناك قلق حول عملية غزة من انزلاقها بدون خطة او طريقة لعملية أوسع مما خطط لها الإستراتيجيون العسكريون".
وستؤثر الإعتبارات السياسية المحلية على الطرفين، فمن ناحية تحتاج إسرائيل كي تظهر أنها قد سببت دمارا كبيرا للأنفاق وبنية حماس خاصة مخازن وتصنيع الصواريخ التي تطلق عبر الحدود. رغم أن إسرائيل كانت واضحة في مهمتها وأنها لا تريد الإطاحة بحماس وفتح الطريق أمام عودة محمود عباس على واحدة من دباباتها لغزة علاوة على احتلال غزة بعد خروجها منه عام 2005. ومن هنا فخسارة 13 جنديا في معركة واحدة غير مبرر في ظل غياب أمن دائم.
ويقول بلاك، من بين الطرفين المتحاربين تبدو حماس واثقة من نفسها، وقال رئيس الوزراء السابق إسماعيل هنية، غزة تستعصي على الكسر، وقد خسر الفلسطينيون ومعظمهم مدنيون خسائر فادحة وسط تغطية إعلامية دولية وغضب واسع. وتظل المقاومة هي سبب المقاومة، ولكن ترجمة المعاناة الإنسانية إلى نتائج ملموسة ستكون مهمة لحماس.
مشيرا الى البهجة التي اعترت الفلسطينيين بعد إلقاء القبض على جندي إسرائيلي والذي يعتبر مهما في مبادلة الأسرى. ولكن ما يخشاه الكاتب هو سوء تقدير حماس لحساباتها أمام تحالف قوي من الأعداء ودعم قليل لها.
ومثل أية مفاوضات فالنجاح يكمن في جعل كل طرف يشعر بأنه حقق انتصارا، مع أن الكثير من الأشخاص موتى عندما تسكت المدافع وتتوقف الصواريخ، والعودة مرة أخرى للوضع القائم ولن يحقق وقف إطلاق النار هذا الهدف.