بموازاة التصدي العسكري للعدوان
الإسرائيلي على قطاع
غزة، تخوض كتائب القسام حرباً إعلامية لا تقل ضراوة وشراسة ضد الاحتلال.
حرباً شكل فيها القسام خطاباً موازياً لخطاب الإسرائيليين، واستطاع الوصول فيها إلى قلب البيت الإسرائيلي بمعلومات موثقة، جعلت أكبر وسائل الإعلام الإسرائيلية تتصدر محاولة الردود عليها.
رواية موثقة
الباحث والمحلل الفلسطيني زياد ابحيص اعتبر في حديثه لـ"عربي 21" أن "القسام استطاع أن يكون صاحب الرواية في هذه المعركة، بعد توثيقه وتصويره الأحداث الميدانية"، وأكد أن الاحتلال اضطر للتراجع ثلاث مرات عن إعلان سابق حول نتائج الاشتباكات، مثل عملية صوفا والتفاح".
ويتفق مع ابحيص، رئيس قسم الصحافة والإعلام في جامعة الأمة بغزة عدنان أبو عامر، حيث أكد أن الإعلام العسكري للقسام المرافق للعملية الميدانية، وثق أغلب عملياته بالفيديو، وهذا له دلالة كبيرة على مصداقية القسام في الداخل، ومنعا لأي إنكار من الجانب الإسرائيلي".
وهذا ما ظهر عبر كلام الصحفي المتخصص بشؤون الجيش الإسرائيلي لير دفوري في حديثه للقناة العبرية: "إعلام
حماس يتمتع الآن بمصداقية، أعتقد أن شيئاً ما تغير، وكل ما قالوه تحقق في النهاية".
ونشر القسام العديد من التسجيلات المصورة التي تثبت إصابة الجنود الاسرائيلين ومقتلهم, وتدمير عدد من الاليات العسكرية الإسرائيلية.
ويشير أبو عامر لـ"عربي 21" أن الإعلام الحربي المصور هو أداة أساسية في المعركة، وعنصر محوري في الحروب مع إسرائيل، وكما أن الاحتلال يصور عملياته من باب إظهار قدراته، فإن القسام يفعل ذلك".
بأدواته وأدوات القسام
وينوه أبو عامر إلى أن القسام استخدم إمكانيات إعلامية جديدة وغير متعارف عليها سابقاً في المعارك مع الاحتلال، بعد اختراقه للقنوات العبرية، وبث رسائله للجمهور الإسرائيلي في وقت الذروة، وإرسال رسائل “SMS” تهدد الإسرائيليين.
القسام بعد تلك الاختراقات أصبح "يحمّل خطابه الشعبي على أدوات العدو لأول مرة"، هذا ما يؤكده ابحيص، ويضيف أن هذا يدل على نقلة نوعية، و"وجود قوة هندسية فائقة بالإضافة للقدرات الإعلامية".
ويضيف ابحيص: "بناء خطاب تجاه الجمهور الإسرائيلي كان مؤلما للصهاينة، وكثير من الكتاب الإسرائيليين في أشهر الصحف كتبوا ينفون كلام وروايات المقاومة الموجهة لجمهورهم، ومحاولة التصدي لخطاب القسام يثبت فشلهم".
أبو عامر لفت إلى أن محاولات التصدي وتكذيب الرواية القسامية جاء بعد رقابة عسكرية مفروضة على الإعلام الإسرائيلي، "فهناك تعتيم وتكتيم غير مسبوق في كل الحروب السابقة، خاصة ما يتعلق منها بخسائر عائدة من أرض المعركة في غزة".
رسالة للداخل
ويقول رئيس قسم الإعلام بجامعة الأمة، إن القسام يرسل أيضاً رسالة تخص المجتمع الفلسطيني الداخلي وهي البيئة الشعبية الحاضنة للمقاومة، والتي تشكل دعماً إسناديا وإعلاميا ونفسيا للمقاومة.
ويؤكد أن العمليات المصورة والموثقة تعمل على رفع معنويات الفلسطينيين، خصوصاً بعد عمليات القصف الهمجي الصهيوني الذي يستهدف المدنيين بالدرجة الأولى.