أكدت جماعة
الإخوان المسلمين في الأردن الأربعاء أن
المقاومة الفلسطينية انتصرت في
غزة على إسرائيل، وأن هذه الحرب "لقنت
محور الاعتدال العربي درسا".
وجاء في بيان صادر عن جماعة الإخوان المسلمين وحزب
جبهة العمل الإسلامي، في مؤتمر صحفي الأربعاء، أنه "خلال ما يزيد عن شهر كامل من العدوان الصهيوني الغاشم على الأهل في قطاع غزة، أعلن العدو انسحابه من القطاع عسكرياً ليستأنف مهمته في القصف الجوي والبحري والبري، وقد رافق الإعلان عن انسحابه إعلان عن إتمام المهمة. غير أنه وفي الحقيقة قد خرج من أرض غزة يجر أذيال الخيبة والفشل، وليكتب الله لعباده من المجاهدين وأهل القطاع نصراً على آلة الإجرام الصهيوني".
وأضاف البيان أنه في حين "كان انتصار القطاع ومجاهدوه في حرب 2008– 2009 بصمودهم، فإن هذه الحرب انتصارٌ بكسر أسطورة الجيش الذي لا يقهر، فلا دخوله البري دخول شامل، ولا الهدف الذي أعلن عنه والمتمثل بهدم الأنفاق قد أنجز، بل على العكس، مُنعت وسائل الإعلام في الكيان الصهيوني من الكشف عن الخسائر الحقيقية التي مُني بها جيش الاحتلال بعدما ألحقت به المقاومة ومجاهدوها خسائر جسيمة في المعدات والأرواح، ولعل في إعلان المجاهدين عن أعداد القتلى من الجيش "الإسرائيلي" ما يؤكد ذلك".
ولفت إلى أن "من النصر، ما رأيناه من قدرات عسكرية كشف عنها المجاهدون بفضل الله، لم تكن متوفرة في مراحل سابقة، ولكنها إرادة الله الغلابة في استغناء عباده المجاهدين عن كل خلقه، فقد تمكن المجاهدون من استهداف الداخل الإسرائيلي بصواريخ محلية الصنع وصلت إلى 165 كم، لتدك الصهاينة في الأراضي المحتلة، في حيفا وتل الربيع، ومناطق مختلفة".
مواقف مخزية
وأوضح البيان أن "العدو الصهيوني فتك بصواريخ طائراته ومدفعيته وزوارقه بالإنسان والشجر والحجر، ولم يرع حُرمة شيء، في ظل صمت دولي مطبق، لم يرق إلى ردعه أو شجب فعله، بل رأينا دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية تبرر له، وتقدم دعمها له بكل أنواع الدعم".
ولفت إلى "بعض المواقف المشرفة لبعض الدول في العالم، كالبرازيل والأوروغوي وبوليفيا وجزر المالديف.. التي اتخذت موقفا واضحا من العدوان والاحتلال فاستدعت السفراء أو سحبت سفراءها أو نددت بالعدوان أو أظهرت موقفا متعاطفا حقيقيا مع الشعب الفلسطيني".
وأضاف أنه "لا بد من شكر دولة قطر الشقيقة، والثناء على موقف دولة تركيا، لما أظهرتاه من دعم حقيقي ودور فعّال في نُصرة غزة والأهل فيه".
لكنه استدرك بأنه "بالرغم من هذه الحالات والاستثناءات القليلة، إلا أن دولا أخرى أيّدت دعمها للعدو، ولئن كنا نفسر مواقف بعض الدول المتماهية تاريخيا مع الاحتلال وعدوانه، إلا أن ما لا نجد له تفسيراً هو وقوف بعض الدول العربية ممن تنطق الضاد وتشاركنا التاريخ والجغرافيا، مع العدو الصهيوني".
وقال: "لأن مواقفها الفاضحة كانت على الملأ والعيان، دون أن تتورع عن الظهور بمظهر الخيانة والعمالة، فإن الشعوب لن تلقي بالاً لذكرها وذكر مواقفها التي سيسجلها التاريخ".
واختُتم البيان بالإعلان عن أن الحركة الإسلامية وبالتعاون مع القوى والحراكات الشبابية والشعبية، في طور الإعداد والتجهيز لمهرجان حاشد مركزي يوم الجمعة القادم 8 آب/ أغسطس.. تحت عنوان "غزة تنتصر.. المقاومة تحمينا ونحميها"، وذلك "انتصارا لأهلنا في غزة واستبشارا بالنصر الذي بدأت معالمه بالاتضاح ولله الحمد، مؤكدين على مواصلة الفعاليات حتى تحقيق الإصلاح الشامل الذي سيصحح المعادلة ويعيد الأردن إلى دوره الطبيعي كدولة مواجهة".
تصريحات القادة
وفي السياق نفسه، قال زكي بني ارشيد، نائب المراقب العام للجماعة في الأردن خلال المؤتمر الصحفي، إن "انتصار المقاومة لم يعد موضع جدل أو نقاش"، مضيفا أن "الأيام القادمة ستبرز هذا النصر وتعززه (...) وخيار المقاومة انتصر وأثبت عجز خيارات التسوية".
وأكد أن "المقاومة اليوم تمتلك القدرة الرادعة واللغة التي لا يفهم العدو غيرها".
بدوره قال حمزة منصور، أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسية للجماعة، إن "العدو الإسرائيلي فشل فشلا ذريعا في غزة، وهو على أبواب أزمة جديدة وتحقيقات جديدة وصراع بين المستويين السياسي والعسكري".
وأضاف أن حرب غزة "كسرت أسطورة الجيش الذي لا يقهر ولم يتمكن العدو الصهيوني من فرض إرادته".
وانتقد منصور مواقف دول الاعتدال العربي، التي تضم بشكل رئيسي مصر والسعودية والأردن، من الهجوم على غزة مؤكدا أن "هذه الحرب لقنت محور الاعتدال درسا في فشل رهانه في الوقوف إلى جانب العدو الصهيوني".
وقال إنه "يحزننا ويؤسفنا أن نرى مواقف فاضحة واضحة للعيان من دول عربية كثيرا ما تغنت بانحيازها لفلسطين والتفافها حول القضية الفلسطينية، بحيث بدت أقرب ما يكون إلى خيانة وعمالة للعدو الصهيوني".
وأضاف أن "المواقف مخزية لما يسمى بمحور الاعتدال (...) هذا ليس محور اعتدال بل محور ابتذال انحاز إلى اليهود ووقف إلى جانبهم وكان له الدور الأبرز في التحريك والتخطيط والدعم المادي والمعنوي للعدوان على أهلنا في غزة".
وأكد منصور أن "خيار الجهاد هو السبيل الوحيد لتحرير فلسطين"، داعيا السلطة الفلسطينية إلى "الاستفادة من درس في هذه الحرب، فهذا العدو لا يعرف إلا لغة الجهاد والقوة".
وحضها على "التخلي عن سبيل المفاوضات العبثية، ونبذ التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني".
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية فإن الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة أوقع 1875 قتيلا بينهم 430 طفلا و243 امراة. ومن الجانب الإسرائيلي قتل 64 جنديا وثلاثة مدنيين بحسب روايتهم، فيما أكدت المقاومة الفلسطينية أن العدد هو على الأقل ضعف ذلك، إلى جانب مئات الإصابات.
ودخلت تهدئة هشة في قطاع غزة يومها الثاني الأربعاء، فيما يستعد وفدان إسرائيلي وفلسطيني لإجراء محادثات مهمة في القاهرة في محاولة لتمديد التهدئة المعلنة لمدة 72 ساعة والتي دخلت حيز التنفيذ الثلاثاء.