ملفات وتقارير

جرحى غزة في الضفة.. محج للمتضامنين

الطفلة وئام أصيبت ببتر في قدمها بسبب القصف على منزل جيرانها - عربي 21

أضحى جرحى قطاع غزة الذين يعالجون في مستشفيات الضفة الغربية، محجة للزائرين المتضامنين وعنوانا لتلاحم الفلسطينيين مع بعضهم.

أكثر من 10 آلاف زائر زاروا مستشفى النجاح الوطني التعليمي خلال الأيام الماضية، حيث يرقد فيه قرابة 20 مصابا نتيجة الحرب التي يشنها الاحتلال الاسرائيلي ضد قطاع غزة.

وقال الدكتور هاني النابلسي عضو مجلس أمناء المستشفى لـ"عربي21"، إن طبيعة الإصابات في البطن والصدر والأطراف والرأس، إضافة الى بتر في الأعضاء، حيث يتم التنسيق مع الصليب الأحمر والهلال الأحمر بغزة قبل إرسال أي حالة، ومعرفة طبيعة الإصابة، ومدى إمكانية معالجتها في المستشفى.

وتختلف خطورة الإصابات، وفترة علاجها وتتراوح ما بين الأسبوع الى أكثر من ثلاثة أسابيع.

ويتواجد أطباء من الضفة الغربية في قطاع غزة للمساعدة في تقديم العلاج للجرحى، حيث غادر الأربعاء الماضي الوفد الثاني من الأطباء كما أفادت وزارة الصحة.

وفي بيان صحفي، قال وزير الصحة جواد عواد بأن الوفد مكون من 11 طبيباً متخصصين بجراحة الوجه والفكين، وجراحة تجميل الحروق، وجراحة العظام، والأطفال وتخصصات التخدير والإنعاش، إضافة إلى 10 ممرضين متخصصين في العمل بغرف العمليات والعناية المكثفة.

وكانت الوزارة أرسلت وفداً طبياً في وقت سابق مكون من 25 طبيباً أخصائياً، حيث باشر عمله في مجمع الشفاء الطبي وعدد من مشافي الوزارة في القطاع.

وقال النابلسي إن الفريق الطبي التابع لمستشفى النجاح والمتواجد في غزة يتحدث عن كارثة إنسانية كبيرة في القطاع، "شيء لا يتخيله العقل في الإصابات والحالات التي تصل للمستشفيات، وإمكانية أي مستشفى بالعالم لا يمكن أن تستوعب مثل هذه الحالات، كمية الإصابات والجرحى كبيرة جدا لدرجة أنه لا يوجد أماكن لهم"، وتضيف الدكتورة دينا جبر المرافقة للوفد الطبي أن المياه سيئة، لدرجة أن مياه البحر أفضل منها، تخيلوا هول الفاجعة، ولا يوجد مياه للتعقيم ولغسيل اليدين".

معظم الإصابات القادمة من غزة تتواجد في مستشفى المقاصد وسان جون بالقدس المحتلة.


بتر بالأقدام وإصابات بالرأس

ومن ضمن الإصابات التي تعالج في مستشفى النجاح والتقت بهم "عربي21"، الطفلة "وئام" (9 أعوام) من خانيونس، والتي قدمت مع والدتها، أصيبت ببتر في قدمها بسبب القصف على منزل جيرانها، والدة وئام عندها ابنتان وثلاثة أبناء، تركتهم عند جدتهما في خانيونس لترافق ابنتها المصابة، وهي تشعر "بالقلق على أبنائها في غزة".

تقول: "وئام مع بداية العام الدراسي ستدخل الصف الرابع وهي متفوقة في مدرستها وكانت تحصل على المرتبة الأولى دائما".

"أسيل البطش" امرأة من مدينة غزة، مصابة بتمزق أوردة في قدمها، كما أصيبت بشظايا في ذراعها، أجريت لها عملية في ذراعها وفقدت كوع يدها بسبب الشظايا، وكانت إصابتها نتيجة الشظايا عندما قام الاحتلال بقصف منزل عمة زوجها، ما أدى إلى استشهاد كل العائلة.

"كامل إبراهيم" من خزاعة (بلدة حدودية)، مصاب بشظايا في الرأس ووضعه صعب، الاحتلال قصف منزله ومنازل جيرانه بالكامل، وجميع أفراد عائلته يقيمون الآن في مدارس الأونروا في خانيونس بعد مغادرتهم خزاعة مع باقي سكانها، وتعرض أبناؤه الثلاثة للأسر من قبل قوات الاحتلال خلال توغلها في خزاعة.

الزوار الذين التقت بهم "عربي21"، أجمعوا على أن ما يقومون به هو للتخفيف عن المصابين وإظهار التكافل والدعم، وما ينعكس ذلك على الجرحى الذين يجدون في هذه الزيارة ما يخفف عنهم ألمهم وحزنهم على من فقدوا من شهداء في القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.