قالت صحيفة
يديعوت، الخميس، إنّ الوفد
الإسرائيلي عاد أمس من القاهرة للتشاور، وكان في جعبته وثيقة مصرية للتقريب بين وجهات النظر غير ناضجة بقدر كاف، ومعها إنذار من
حماس يقول لن نستجيب للاقتراح المصري ولن نلتزم بإطالة مدة الهدنة لمنح المحادثات احتمال نجاح إلى أن نحصل على جواب بـ نعم من إسرائيل.
وأضافت أنّ حماس بعد ذلك فقط سنقرر هل من الحسن أن نقبل الوثيقة أم نجدد القتال. وبعبارة أخرى يقول إنذار حماس لإسرائيل: اذا لم تُجيبوا بـ نعم فأنتم تتحملون المسؤولية لأننا سنطلق النار.
وشددت يديعوت أن الوثيقة المصرية التي عُرضت على الطرفين الأربعاء هي في الحقيقة صيغة أولى مؤلفة من مرحلتين؛ فهي ليست وثيقة نهائية بل هي تفصيل فقط للمبادئ التي يجب التباحث فيها للتعمق في تفاصيلها، ولهذا طلب المصريون أمس 72 ساعة هدنة أخرى للاستمرار على المحادثات.
وحول الجزء الأول من الوثيقة أكدت الصحيفة أنّه يتناول الاتفاقات في المدى القصير والمباشر وفي نطاقه ستتمتع حماس -التي لا تُذكر بصراحة إلا منسوبة إلى السلطة الفلسطينية فقط- بعدد من علامات رفع الحصار عن
غزة بادي الرأي، وفي مقدمتها موافقة مصرية على فتح معبر رفح.
ونوهت إلى أنّ حماس وافقت على طلب مصر وضع رجال السلطة الفلسطينية في الجانب الفلسطيني من المعبر، وأن يُنشر 3000 من رجال قوة دايتون على طول محور فيلادلفيا.
وأشارت إلى أنّ المعبر سيُفتح بحسب الشروط التي وُقع عليها في الماضي في هذا الشأن، في حين تحتفظ إسرائيل بالقدرة على أن تراقب من بعيد الداخلين والخارجين. وأبلغ المصريون إلى ذلك ممثلي الوفد الفلسطيني أن التفاصيل الدقيقة المتعلقة بساعات فتح المعبر وشروطه سيتم التباحث فيها في المستقبل مع السلطة الفلسطينية.
بالإضافة إلى ذلك قالت الصحيفة إن المرحلة الأولى من المخطط المصري تشتمل على زيادة مقدار السلع الداخلة والخارجة من غزة – وهذا إجراء لم تعارضه إسرائيل في أية مرحلة.
ونوهت إلى أنّه من المفترض أن يستقبل معبر كرم سالم عددا أكبر من الشاحنات -يبلغ 900 شاحنة كل يوم- وأن يُفتح معبر إيرز مرة أخرى لحركة حرة نسبية. ويتم الحديث عن زيادة عدد الخارجين للعمل في إسرائيل والضفة ليصبح نحوا من 5 آلاف في الشهر، وبقي فقط أن يُحدد في ضمن ما سيحدد هل سيوجد نشاط اقتصادي في المنطقة الصناعية في إيرز، وكيف سيحدد، ومن يمر، وكيف.
وأكدت على أنّ هناك مادة أخرى في المرحلة الأولى حظيت بموافقة إسرائيل، وهي تجديد التصدير من غزة إلى الضفة. ويستطيع جهاز الكشف الهولندي عن السلع الذي يعمل في معبر كرم سالم بيقين أن يفي بمطالب إسرائيل الأمنية، بل إنه تجري مباحثات في شراء جهاز آخر للزيادة في سهولة إمكانية التصدير من غزة إلى الضفة. وكذلك التزمت إسرائيل بأن تفي بالتزامات عرضتها في نهاية عملية "عمود السحاب" قبل نحو من سنتين، هي إعادة مدى صيد السمك ليصبح نحوا من 10 كم عن شواطئ غزة. بل أبلغت إسرائيل مصر أنها ستكون مستعدة لأن توسع المدى حينما يحين الوقت ليصبح 20 كم بحسب سلوك حماس.
وفيما يتعلق بعرض الشريط الأمني على طول الحدود، قالت الصحيفة إنّ إسرائيل أعلنت أنها مستعدة لأن تتنازل من 500 متر إلى 300 متر بل إلى 100 متر في غضون أشهر معدودة. وستكون إسرائيل مستعدة بالتخلي تماما عن المنطقة الأمنية حينما يُنشر رجال قوة دايتون على طول الحدود مع إسرائيل. وتعرض الوثيقة المصرية زيادة على كل ذلك أيضا نشاطات تعميرية وإنسانية ستزيد إسرائيل في نطاقها عدد خطوط الكهرباء إلى غزة، وتعمل في إصلاح خطوط الكهرباء والماء، وتُعجل في إدخال المعدات الطبية، وهي نشاطات أصبحت تجري اليوم.
وشددت الصحيفة على أن الجزء الذي يهم حماس أكثر هو الجزء الثاني من المخطط المصري الذي يتناول الأمد البعيد، ويفترض أن ينفذ بعد شهر فقط، ويشمل هذا الجزء موافقة إسرائيل في المستقبل على التباحث في بناء ميناء ومطار في غزة، عوض إثارة قضية نزع السلاح من قطاع غزة للتباحث فيها.
وكشفت الصحيفة أنّه سيُثار للتباحث في هذه المرحلة أيضا موضوع مبادلة الجثث بالأسرى بين إسرائيل وحماس، ويتوقع أن يشمل ذلك إعادة جثتي اورون شاؤول وهدار غولدن عوض الإفراج عن معتقلي حماس الذين اعتقلوا في أثناء عملية "الجرف الصامد" فقط على نحو يشبه صفقات الإفراج عن أسرى حرب. وقد أعلنت إسرائيل من قبل أنها لن تفرج عن أي واحد من رجال حماس الذين أُفرج عنهم في نطاق صفقة شليط، واعتقلوا مرة أخرى في عملية "عودوا أيها الإخوة"، لأن الحديث عن قضية قانونية إسرائيلية داخلية. لكن المصريين فهموا أنه قد يُفرج في إطار ذلك الإجراء عن أعضاء المجلس التشريعي من حماس الذين اعتقلوا هم أيضا في نطاق العملية نفسها. وعلى كل حال يؤخرون في حماس في هذه المرحلة ردهم على المخطط المصري لأنهم يُصرون على سماع موافقة إسرائيل مسبقا على الجزء الثاني من الاتفاق.
وختمت الصحيفة بالقول: وفي الخلاصة يشمل المخطط المصري في الحاصل تحسينات طفيفة للمخطط الذي أُحرز بعد انتهاء عملية "عمود السحاب"، وهو ما سيُمكّن رجال حماس من أن يقولوا لسكان غزة إن التضحية العظيمة التي دفعتموها لم تكن عبثا، ولا سيما أنه ينتظرهم في الأفق أيضا مشروع تعمير يكلف مليار دولار وتباحث في المرحلة الثانية من الاتفاق المصري التي ستمنحهم رموز سيادة، واستقلالا اقتصاديا، وحرية تنقل على هيئة مطار وميناء.