أكد وزير الجيش الإسرائيلي السابق
موشيه آرنس، أن
جيش الاحتلال "غير قادر على الاستمرار في حرب استنزاف مع قطاع غزة، وذلك نظرا لوقوع إصابات وأضرار جسيمة في مباني
غلاف غزة".
وأضاف آرنس في مقال له نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية في عددها اليوم الاثنين، أن جيش الاحتلال قد خاض حروب استنزاف كثيرة خلال الأعوام السابقة، والتي كانت أولها في الأشهر الستة الأولى بعد قرار التقسيم الذي صدر عن الأمم المتحدة في 29 تشرين ثاني (نوفمبر) 1947، مشيراً إلى أن تلك المواجهة قد تطورت لحرب شاملة حين هاجمتهم كل من مصر والأردن وسوريا ولبنان والعراق في 15 أيار (مايو) 1948.
فيما نشبت حرب الاستنزاف الثانية على أثر حرب الأيام الستة، والتي دارت في الأساس على طول قناة السويس بين آذار (مارس) 1969 وآب (أغسطس) 1970، وأصيب في تلك الفترة نحو 600 جندي إسرائيلي، إلا أنه وفي نهاية الأمر فقد وقعّت كل من مصر و"إسرائيل" على اتفاق تهدئة بناء على خطة لوزير الخارجية الأمريكي آنذاك وليام روجرز.
وأوضح موشيه آرنس أن "فترات التهدئة التي من الممكن الإعلان عنها خلال الأيام المقبلة بعد انتهاء عملية الجرف الصامد يقوم باستغلالها فصائل المقاومة للاستعداد للجولة التالية، ولا يمكن ردع المخرب الفرد ولا المنظمة في قطاع غزة".
وشدد على أنه لا يمكن هزيمة حركة "حماس" وفصائل المقاومة في غزة "من خلال شن مزيد من الغارات الجوية فقط، في الوقت الذي دعا فيه لعدم الانجرار وراء حرب استنزاف طويلة، كما أنه يرى إذا ما تقرر عدم الدخول لعملية برية بغية هزيمة حماس في القطاع، فإن الخيار الوحيد أمام إسرائيل هو الاستجابة لعدد من مطالبها كي توافق على تهدئة طويلة الأمد".
وأكد أن حركة "حماس" ستستغل مدة التهدئة من أجل الاستعداد للجولة التالية من الهجمات على إسرائيل، مشيراً إلى أن "لا أحد يستطيع نزع سلاح حماس، لا الأمم المتحدة ولا مصر ولا السلطة الفلسطينية".
ووفقاً لآرنس وعدد من الخبراء الإسرائيليين الذين استطلعت الصحيفة آراءهم، أكدوا أن استمرار حرب الاستنزاف ستكون لصالح حركة "حماس" أكثر مما ستكون في صالح جيش الاحتلال الإسرائيلي.