تساءل الكاتب والمحلل الإسرائيلي تسفي برئيل في مقال له في صحيفة "هآرتس" عن حقيقة "التهديد الحقيقي" للمنطقة فيما إن كانت "
حماس" تمثله كما الحال بالنسبة لإسرائيل، أم تنظيم "الدولة الإسلامية"، حيث توجد الآن مصلحة مشتركة أهم من "حماس" بالنسبة لدول عربية كالسعودية ومصر والأردن، إلى جانب
إيران والغرب في مواجهة التنظيم في العراق وسوريا.
وكان محللون إسرائيليون اعتبروا أن دولا عربية تعادي "حماس"، لديها الرغبة في إنهاء الحركة باعتبارها "إرهابية"، حيث استخدمت وسائل الإعلام التي لديها كي تؤطر حماس كمنظمة تمس بمصالح العرب، ولكن برئيل أشار إلى أن الاهتمام العربي يصب الآن نحو صد "تنظيم الدولة" ومنع انتشاره، وضرب مواطن قوته.
وقال برئيل في مقاله تحت عنوان: "حماس؟ التهديد الحقيقي والدولة الإسلامية" في عدد "هآرتس"، الجمعة، إن التوصل إلى اتفاق لوقف النار في غزة وإسرائيل جاء كـ"حدث هامشي نسبيا للخوف العميق من استمرار الازمة في سوريا"، وأنه بسبب "الخوف من انتشار ظاهرة الدولة الاسلامية، والخطر الذي يحدث بالعراق وبالأردن، كان ينبغي للأزمة في غزة أن تزال عن الطاولة، كي يكون ممكنا التفرغ للموضوع المركزي على جدول أعمال الشرق الأوسط والعالم"، وهو "تنظيم الدولة".
وأشار الكاتب إلى زيارة نائب وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان، للسعودية من أجل بحث التعاون بين البلدين في صد انتشار "الدولة الإسلامية" في العراق وفي سوريا.
وتساءل الكاتب فيما إذا كانت لهذه اللقاءت صلة باتفاق وقف النار مع "حماس".
وأجاب الكاتب: "يبدو أن الأمور غير منقطعة. فالحرب في غزة، رغم الضجيج الكبير الذي أحدثته على مدى خمسين يوما، هي حدث هامشي نسبيا للخوف العميق من استمرار الأزمة في سوريا"، على حد قوله.
واعتبر برئيل أن لإيران مثلما للسعودية ولمصر، مصلحة مشتركة أهم من "حماس" للانشغال بها وهي "الدولة الإسلامية"، حيث "انقطعت علاقاتها مع حماس على نحو شبه تام، منذ انقطعت حماس عن سوريا في العام 2012".