صرح الرئيس الروسي، فلاديمير
بوتين، الجمعة، إنه يجب "إجبار" كييف على التفاوض حول "جوهر" القضية مع الانفصاليين الموالين لروسيا، الذين يقاتلون الجيش الأوكراني في شرق البلاد.
وقال بوتين خلال قمة للشباب الروسي: "يجب إجبار السلطات الأوكرانية على بدء مفاوضات حول جوهر القضية. لا حول مسائل تقنية (...) بل حول الجوهر (...) ماذا ستكون حقوق سكان دونباس ولوغانسك جنوب شرق البلاد".
وأضاف بوتين إن
روسيا ليس لديها أي رغبة في التورط في صراعات واسعة النطاق، لكن يجب أن تكون مستعدة لمواجهة أي تهديد.
ومن جهته، دعا حلف شمال الأطلسي، الجمعة، روسيا إلى "وقف أعمالها العسكرية غير المشروعة" في أوكرانيا، منددا "بتصعيد خطير للعدوان العسكري الروسي".
وقال الأمين العام للحلف، أندرس فوغ راسموسن، في ختام اجتماع طارئ لسفراء الدول الأعضاء: "ندين باشد العبارات ازدراء روسيا الدائم بالتزاماتها الدولية. ندعو روسيا إلى وقف أعمالها العسكرية غير المشروعة، ووقف دعمها للانفصاليين المسلحين، واتخاذ الإجراءات الفورية التي يمكن التحقق منها بهدف وقف تصعيد هذه الأزمة".
وأعلن راسموسن، الجمعة، أن الحلف لن يغلق الباب أمام أوكرانيا إذا رغبت في الانضمام إلى صفوفه، فيما أعلنت كييف نيتها استئناف عملية الانضمام.
وقال راسموسن في ختام اجتماع طارىء للحلف في بروكسل: "اسمحوا لي أن أذكركم بالقرار الذي اتخذه الحلف في 2008، وينص على إمكانية أن تصبح أوكرانيا دولة عضو"، مضيفا أن كل دولة "لها الحق بأن تقرر بنفسها دون تدخل خارجي".
وفي السياق، يواجه القادة الأوروبيون استحقاقا هاما، السبت، حيث يترتب عليهم الاتفاق على منح منصبين هامين في
الاتحاد الأوروبي، وهما منصبا وزير الخارجية ورئيس مجلس أوروبا، في ظل تصاعد النزاع في أوكرانيا، واتهام روسيا بالتوغل عسكريا في هذا البلد.
وفشل رؤساء الدول والحكومات الأوروبيون في هذه المهمة في استحقاق سابق في 16 تموز/ يوليو، ويجب عليهم أن ينجحوا في محاولتهم الثانية هذه حتى يتسنى لرئيس المفوضية الأوروبية المقبل، جان كلود يونكر، تشكيل فريقه.
وأزيلت العراقيل التي كانت تعيق تعيين وزير خارجية للاتحاد الأوروبي، ومن المتوقع ما لم تحصل مفاجأة تعيين وزيرة الخارجية الحالية الإيطالية، فيديريكا موغيريني، خلفا للبريطانية كاثرين اشتون.
وقال مصدر أوروبي: "لم يعد تعيينها موضع أي شك"، فيما قال آخر: "لا أحد يرى بديلا لها".
ويشغل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي منصبا استراتيجيا، فهو في آن عضو في المجلس يشارك في القمم الأوروبية، وعضو في المفوضية التي هو النائب الأول لرئيسها.
ومارس رئيس الوزراء الاشتراكي الديموقراطي الإيطالي، ماتيو رنزي، ضغوطا من أجل حصول بلاده على هذا المنصب الذي يتخذ أهمية خاصة، في وقت تتضاعف فيه الأزمات الدولية من أوكرانيا الى غزة، مرورا بمخاطر تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا.
وبعد التعيينات، سيبحث القادة الأوروبيون هذه النزاعات الكبرى الثلاث، وفي مقدمها أوكرانيا.
وعززت الدول الـ28 في نهاية تموز/ يوليو عقوباتها بحق روسيا بشأن أوكرانيا، غير أن كييف التي تندد بـ"اجتياح" روسي في شرق البلاد، طلبت من الاتحاد الأوروبي "مساعدة عسكرية كبيرة".
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن "قلقه الشديد"، كما ندد قادة أوروبيون بينهم رنزي بـ"تصعيد لا يحتمل ستترتب عليه عواقب خطيرة".